جامعة بيرزيت.. مدرسة البنات التي تحولت لأهم جامعة فلسطينية

ميدان - انتخابات جامعة بيرزيت
تستقطب جامعة بيرزيت آلاف الطلاب الفلسطينيين من مختلف الاتجاهات السياسية (ناشطون)

إحدى أهم الجامعات الفلسطينية وأقدمها وأكثرها تأثيرا، تمتاز بمعايير القبول العالية وبجودة المخرجات الأكاديمية، لها امتدادات عديدة وتضم 11 معهدا ومركزا للدراسات والبحوث.

أدرجت ضمن اللائحة العالمية لتصنيف QS للعام 2018 التي تحوي أفضل 3%من جامعات العالم، لتحصل بذلك على أعلى مرتبة لها منذ ظهورها في لائحة التصنيف الخاصة بالجامعات العربية في عام 2015.

وتصنيف كيو إس للجامعات العالمية (QS World University Rankings) هو عبارة عن تصنيف سنوي للجامعات تنشره مؤسسة كواكوارلي سيموندز (Quacquarelli Symonds QS) البريطانية، وهو أحد ثلاثة تصنيفات للجامعات حول العالم ويصدر سنويا.

التأسيس والتطور
تعود جذور جامعة بيرزيت إلى عام 1924 حين تشكلت النواة الأولى للجامعة، بعد قيام نبيهة ناصر ورتيبة شقير بتأسيس "مدرسة بيرزيت للبنات" في بلدة بيرزيت بهدف توفير فرص التعليم للفتيات من البلدة والقرى المجاورة لها.

وبعد ثمانية أعوام وتحديدا في عام 1930 أصبحت مدرسة بيرزيت ثانوية مختلطة للبنين والبنات، ثم لاحقا أنشئت مدرسة خاصة للأولاد، وتوحدت المدرستان في مدرسة واحدة اسمها مدرسة بيرزيت العليا (1932). وفي العام 1942 تغير اسمها إلى "كلية بيرزيت"، مع بقائها مدرسة ثانوية.

وفي عام 1953 تحولت المؤسسة إلى التدريس الجامعي، وفي عام 1966 ألغيت الصفوف المدرسية، واقتصر التعليم في كلية بيرزيت على الصفين الجامعيين الأول والثاني.

ورغم النكبة التي حلت بفلسطين في عام 1948 استمرت "كلية بيرزيت" في توفير التعليم للأجيال الفلسطينية، وفي عام 1967 وبعد انقطاع قصير بسبب الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة في يونيو/حزيران 1967، عادت كلية بيرزيت إلى العمل واستمرت في تقديم رسالتها.

تحولت الكلية في عام 1973 من مؤسسة خاصة إلى مؤسسة عامة وشكل مجلس أمناء من المواطنين المهتمين بشؤون التعليم ليتولى مسؤولية كلية بيرزيت، وفي العام التالي (1974) أبعدت إسرائيل رئيس الجامعة حنا ناصر إلى لبنان، وتولى جابي برامكي رئاسة الجامعة بالوكالة، قبل أن يعود عام 1993 ويستلم رئاسة الجامعة من جديد.

استقر اسمها عام 1975 على "جامعة بيرزيت" وهو الاسم الذي عرفت به منذ ذلك التاريخ، وفي الوقت نفسه وبشكل متدرج ظلت تتمدد وتضيف كليات ومعاهد ومؤسسات وتخصصات جديدة لتصبح إحدى أهم وأكبر الجامعات الفلسطينية.

أرقام وأدوار
أصبحت جامعة بيرزيت عام 1976 عضوا في اتحاد الجامعات العربية، كما قبلت عام 1977 عضوا في الاتحاد العالمي للجامعات.

وقد تمكنت في العقود الماضية من مراكمة الكثير من الإنجازات والنجاحات واستقطاب أجيال من الشباب الفلسطيني إلى حرمها؛ حيث يزيد طلابها اليوم على 12 ألفا، أكثر من 64% منهم إناث، ويحتضن الحرم الجامعي -الذي تبلغ مساحته 80 هكتارا- 24 مبنى رئيسيا، وتستحوذ المباني على 30% فقط من مساحة الحرم الجامعي، أما البقية فهو مساحات خضراء وحدائق.

تتوفر الجامعة على 8 كليات تطرح 91 برنامجا أكاديميا -حسب موقع الجامعة- منها 59 برنامج بكالوريوس، و28 برنامج دراسات عليا، وبرنامج دكتوراه في العلوم الاجتماعية، وبرنامجان يؤديان إلى درجة الدبلوم، بالإضافة إلى برنامج الدراسات العربية والفلسطينية للطلبة الأجانب، وهذه الكليات هي: الدراسات العليا، والآداب والعلوم، والأعمال والاقتصاد، والهندسة والتكنولوجيا، والحقوق والإدارة العامة، والتمريض، والصيدلة، والمهن الصحية، والتربية.

ويبلغ عدد الطاقم الأكاديمي بدوام كامل 504، هم 387 عضو هيئة أكاديمية و117 باحثا ومساعد بحث وتدريس، ونحو 31% من الإناث، وأكثر من 60% منهم يحملون شهادة دكتوراه، هذا بالإضافة إلى 142 يعملون ضمن الهيئة الأكاديمية بدوام جزئي. ويصل عدد الطاقم الإداري بدوام كامل في الجامعة إلى 449 فردا يشمل الإداريين والمهنيين والفنيين والعاملين في مجال الخدمات.

وتضم جامعة بيرزيت بالضفة الغربية 11 معهدا ومركزا للدراسات والبحوث تقول الجامعة إنها تعمل على الاستجابة لاحتياجات المجتمع الفلسطيني في الاقتصاد والاجتماعيات والتنمية البشرية.

كما يضم حرم الجامعة مكتبة رئيسية، وخمس مكتبات متخصصة، ومتحفا، وحديقة نباتية، ومركز حاسوب، ومعهدا موسيقيا، وملاعب رياضية داخلية وخارجية.

وأثناء مسيرتها، تعرضت الجامعة لسلسلة من المضايقات من قوات الاحتلال الإسرائيلي التي أجبرتها -مثلا- على إغلاق أبوابها 50 مرة في الفترة بين عامي 1973 و1988، وكانت أطول فترة إغلاق عرفتها بعد نحو شهر من اندلاع الانتفاضة الأولى، حيث استمر الإغلاق 51 شهرا في الفترة بين 10 يناير/كانون الثاني 1988 و29 أبريل/نيسان 1992، ورغم تلك المضايقات والإغلاقات واصلت الجامعة أداء رسالتها.

وتقول الجامعة إنها وعبر مسيرتها التي تقترب من قرن من الزمن ظلت شوكة في حلق الاحتلال، بسبب الإصرار على القيام بدورها التنويري بثبات وإقدام، مشكلة داخل حرمها مجتمعا فلسطينيا متعدد الثقافات، قادرا على الحوار والتواصل، ورافضا للاحتلال ووصيا على العقول والثقافة.

وتسعى الجامعة وفق رؤيتها المنشورة على موقعها أن تظل الجامعة الفلسطينية الأولى، المعترف لها بالتميز في التعليم والتربية والأبحاث وخدمة المجتمع، وقبلة لأفضل الطلبة والأكاديميين من جميع أرجاء الوطن وحاضنة لصنع القادة في كل مناحي الحياة، وأن تصبح على المدى المتوسط من أفضل الجامعات في المنطقة العربية، وعلى المدى الأبعد جامعة من مستوى عالمي.

المصدر : مواقع إلكترونية