مؤتمر بيلدربيرغ

The Interalpen-Hotel Tirol, venue of the Bilderberg conference, is pictured on June 14, 2015 near Telfs, Austria. The Bilderberg group, which brings together international leaders from politics, high finance, business and academia holds its highly exclusive annual meeting in a luxury hotel in the Austrian Alps. AFP PHOTO / CHRISTIAN BRUNA
فندق إنترالبين تيرول احتضن اجتماعات بيلدربرغ 2015 (غيتي/الفرنسية)

تجمع نخبوي سنوي، تأسس عقب الحرب العالمية الثانية بهدف دعم علاقات أوروبا وأميركا الشمالية، يناقش المشاركون فيه أهم القضايا والأزمات العالمية، ويعتبر حكومة سرية تدير العالم لخدمة المصالح الاقتصادية للقوى الغربية المهمة.

التأسيس
تأسس مؤتمر بيلدربيرغ عام 1952، غير أن بدايته الحقيقية كانت في مايو/أيار 1954 بفندق بيلدربيرغ بمنطقة أوستركيب الهولندية، وحمل المؤتمر منذ ذلك الوقت اسم الفندق الذي شهد لقاءه الأول.

ينعقد المؤتمر سنويا وينظم مرة كل أربع سنوات في الولايات المتحدة أو كندا، وغير اسمه من مجموعة إلى مؤتمر بدءا من عام 1957، ويصنف كمنتدى نخبوي لتبادل الخبرات والمعلومات بين صناع القرار وأصحاب النفوذ الغربيين حول قضايا عالمية.

تعد الإنجليزية اللغة الرسمية لهذا المؤتمر الذي تتميز أشغاله بطابع السرية المطلقة، وهو ما يثير حوله شائعات منتقديه الذين يعتبرونه منظمة سرية تحرك خيوط الأحداث بالعالم لخدمة المصالح الاقتصادية الغربية.

العضوية
يشارك بمؤتمر بيلدربيرغ السنوي ما بين 130 و140 عضوا من أكثر من عشرين دولة يطلق عليهم "زبدة الزبدة"، ويمثل معظم هؤلاء الأعضاء دولا أعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو). وفي عام  1989 بدأ المؤتمر بدعوة شخصيات من خارج الحلف الدفاعي الغربي.

تمثل أوروبا بنسبة ثلثي الأعضاء في بيلدبيرغ والولايات المتحدة وكندا بنسبة الثلث الباقي، وينتمي ثلثا المشاركين بالمؤتمر إلى قطاعات السياسة والاقتصاد والإعلام والتعليم العالي والدفاع والأمن، بينما يمثل الثلث الآخر حكومات ومؤسسات سياسية.

وتوالى على مؤتمر بيلدربيرغ سبعة رؤساء أولهم مؤسسه الأمير الهولندي بيرنهاردت الذي رأسه لأكثر من عشرين عاما، ثم استقال منه بعد الكشف عن تورطه بفضيحة رشوة مدوية مع شركة لوكهيد الأميركية لصناعة الأسلحة.

ويشغل رئاسة المؤتمر منذ عام 2010 هنري دي كاستيرز، رئيس مجموعة التأمين الفرنسية وصديق الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي.

الأهداف
يناقش مؤتمر بيلدربيرغ قضايا دعم العلاقات بين ضفتي المحيط الأطلسي، ويعتبر منظمو المؤتمر أن هذه النقاشات تهدف لتبادل المعلومات والخبرات وليس لإيجاد حلول للمشكلات المتعلقة بالقضايا موضوع النقاشات.

وقد ناقش هذا التجمع النخبوي الغربي في عامه الأول أربعة محاور رئيسية هي الشيوعية والاتحاد السوفياتي، ومستعمرات الغرب السابقة وشعوبها، والسياسات الاقتصادية الرأسمالية ومشكلاتها، والاندماج الأوروبي وسياسة الدفاع الأوروبية المشتركة.

وفي سنة 2015 ناقش قضايا بينها تسليح أوكرانيا وتنظيم الدولة الإسلامية، وأزمة اليونان وأحدث أنظمة التسليح والتجسس الغربية.

الهيكلة
يساعد رئيس مؤتمر بيلدربيرغ أمينان عامان واحد من أميركا وآخر من كندا، ويتولى الثلاثة اختيار الأعضاء المشاركين سنويا بالمؤتمر وتوجيه الدعوة لهم.

ويسند للجنة توجيه المكونة من ثمانية أعضاء تحديد القضايا موضوع النقاشات بجلسات المؤتمر التي تستغرق الواحدة منها تسعين دقيقة، وتتوزع على تسع محاضرات بواقع عشر دقائق لكل مشارك.

ويعزز طابع الغموض المصاحب لبيلدربيرغ وعدم مشاركة منظمات المجتمع المدني فيه أو السماح  لوسائل الإعلام بتغطيته، وبقاء مقرراته طي الكتمان، من الاتهامات التي تتكرر وتتزايد سنويا.

ويعتمد المنتقدون على وصف الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو للمؤتمر بحكومة العالم السرية، ويتهمون بيلدربيرغ بخدمة المصالح الاقتصادية للقوى الغربية الرئيسية، والسعي لإثارة الاضطرابات بين الطبقات لإبراز النخبة كمنقذ يتمكن من تمرير الرقابة والتسلط الحكومي في السياسية والاقتصاد.

ويعتبرون مؤتمر بيلدربيرغ مسرحا انطلقت منه أحداث عالمية منها قيام الاتحاد الأوروبي، وتوحيد الألمانيتين، واعتماد اليورو عملة أوروبية موحدة، وغزو العراق.

وسعيا منهم للتخفيف من حدة الانتقادات الموجهة إليهم، أنشأ منظمو المؤتمر منذ التسعينات موقعا إلكترونيا رسميا، ينشرون فيه أسماء المشاركين والقضايا موضوع النقاش.

المصدر : الجزيرة