تعرف على أحزاب المعارضة بانتخابات الجزائر

A man looks at campaign election posters in Algiers, Algeria April 24,2017. Picture taken April 24, 2017. REUTERS/Ramzi Boudina
 
وبالإضافة إلى أحزاب الموالاة الرئيسية وهي حزب جبهة التحرير الوطني (الحاكم) وحزب التجمع الوطني الديمقراطي الجزائري والحركة الشعبية الجزائرية وحزب تجمع أمل الجزائر، تشارك من المعارضة أربعة أحزاب وتحالفان إسلاميان كبيران أحدهما يضم ثلاثة أحزاب (العدالة والبناء والنهضة) ويضم الآخر حزبين هما حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير.

وتعد هذه الانتخابات الأولى في ظل الدستور الجديد الذي جرى تعديله في فبراير/شباط 2016، والذي ينص على تشكيل الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات بالجزائر التي يرأسها عبد الوهاب دربال، حيث تشرف على ضمان نزاهة العملية الانتخابية من بدايتها إلى نهايتها، رغم تشكيك المعارضة.

وفيما يلي أبرز أحزاب المعارضة المشاركة في الاستحقاق البرلماني 2017:

1- تحالف حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي في البلاد) وجبهة التغيير: وهو تحالف اندماجي بين الحزبين أعلنت بموجبه جبهة التغيير -التي أسسها وزير الصناعة الأسبق عبد المجيد مناصرة عام 2012- انصهارها في حركة مجتمع السلم التي يقودها عبد الرزاق مقري، ودخول الانتخابات البرلمانية بقوائم موحدة.

ويُعد هذا التحالف الاندماجي عودة لوضع سابق، حيث إن جبهة التغيير ظهرت بعد انشقاق قيادات من حركة مجتمع السلم، إثر أزمة داخلية عام 2008.

ويقول هذا التحالف الذي ينافس على كل مقاعد البرلمان إنه القوة الوحيدة التي تقدم برنامجا بديلا للسلطة القائمة حاليا تحت شعار "معا لجزائر النماء والهناء".

وحركة مجتمع السلم المحسوبة على تيار الإخوان المسلمين شاركت في الحكومات المتعاقبة منذ 1995، لكنها فكت الارتباط بالسلطة القائمة عام 2012 بدعوى عدم وجود جدية في القيام بإصلاحات سياسية في البلاد لتتحول إلى صفوف المعارضة.

واعتبرت الحركة أن هذا "البرنامج البديل" عمل جماعي لإطاراتها (بينهم وزراء سابقون) ومؤسساتها على مدار ثلاث سنوات، والذي يتضمن الرؤية السياسية والاقتصادية، والبرامج القطاعية للبلاد مستقبلا.

وقال مقري -في تصريحات خلال عرض البرنامج- إنه في حال فوز حزبه في هذه الانتخابات يسعى لتطبيق مخطط يرتكز على قاعدة 5، 10، 20 وهي أن تكون الجزائر على مدى خمس سنوات القِبْلة المفضلة للخدمات في مختلف المجالات في العالم العربي، وأن تحقق خلال عشر سنوات أمنها الغذائي، وأن تصبح على مدى عشرين سنة دولة صناعية رائدة في أفريقيا والعالم العربي، وضمن الدول الصناعية العشرين في العالم.

كما يعرض الحزب دخول الكتل البرلمانية الفائزة في حكومة توافق وطني ببرنامج واضح، وتقودها شخصية متفق عليها ذات كفاءة ونزاهة بغرض الانتقال بالجزائر من اقتصاد الريع إلى الاقتصاد المنتج.

2- تحالف من أجل العدالة والنهضة والبناء: أعلن عنه قبل الانتخابات بين ثلاثة أحزاب إسلامية هي جبهة العدالة والتنمية التي يقودها الشيخ عبد الله جاب الله، وحركة النهضة بقيادة محمد ذويبي، وحركة البناء الوطني (المنشقة عن حركة مجتمع السلم) بقيادة مصطفى بلمهدي، دخلت الانتخابات بقوائم موحدة وتسعى للاندماج نهائيا في حزب واحد بعدها.

وهذه الأحزاب الثلاثة المحسوبة أيضا على تيار الإخوان المسلمين والتي قدمت مرشحين في أغلب محافظات البلاد لا يختلف برنامجها عن التحالف الإسلامي السابق من حيث التوجهات.

ويتعهد هذا التحالف بالعمل على صون وحدة البلاد، والتمسك بالديمقراطية التشاركية والتوافق، إلى جانب إعلانه القيام بإصلاحات في قطاعات هامة مثل التعليم ومحاربة الفساد وبناء اقتصاد تنافسي غير مرتبط بعائدات النفط.

3- جبهة القوى الاشتراكية: يوصف بأنه أقدم حزب معارض في الجزائر، وتأسس عام 1963 (لم يحصل على الاعتماد حينها) بقيادة المعارض الراحل حسين آيت أحمد، وتعد انتخابات 2017 امتحانا له بعد رحيل زعيمه ومؤسسه حسين آيت أحمد نهاية 2015، وانتخاب قيادة جماعية بدلا عنه.

وينتمي هذا الحزب إلى تيار اليسار، وهو عضو في الأممية الاشتراكية العالمية، ومعاقله في منطقة القبائل، شرقي العاصمة تضم أمازيغ الجزائر.

ويقوم برنامج هذا الحزب سياسيا على التمسك بمشروع أطلقه قبل أشهر لبناء ما أسماه "التوافق الوطني" بين المعارضة والسلطة من أجل الخروج من الأزمة المزمنة، وفق ما يقول.

كما يطالب هذا الحزب المعارض -منذ تأسيسه- بضرورة انتخاب مجلس تأسيسي يضع دستورا جديدا للبلاد، ويعين حكومة توافق تنظم انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة وفق جدول زمني محدد من أجل المرور إلى جمهورية ثانية.

واقتصاديا، يعرف الحزب بدفاعه عن الطبقة التشغيلية، ورفضه لما يسميه الانفتاح المتوحش على اقتصاد السوق.

4- التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية: هو حزب علماني جزائري معارض تأسس عام 1989، يقوده محسن بلعباس، ثاني رئيس بعد مؤسسه سعيد سعدي، ويعد غريم حزب جبهة القوى الاشتراكية في منطقة القبائل التي توجد بها أهم معاقله.

وقد قاطع هذا الحزب آخر انتخابات نيابية عام 2012، لكنه أعلن المشاركة باقتراع 2017 في إطار ما أسماه مساعيه لإحداث تغيير في البلاد.

ولهذا الحزب توجه اقتصادي ليبرالي، ويدافع عن إعادة الاعتبار للغة الأمازيغية، ويعد بإصلاحات جذرية سواء في الاقتصاد أو بناء دولة لامركزية عبر إنشاء أقاليم لها استقلالية التسيير، كما يعد بإعادة النظر حتى في عمل أجهزة الأمن المختلفة وبناء دولة عصرية تحترم حقوق الإنسان.

5- حزب العمال الجزائري: يساري، تقوده مرشحة الرئاسة السابقة لويزة حنون التي تتبنى الأفكار التروتسكية (اليسار الراديكالي).

ويمتلك الحزب برامج مازال يتمسك بها منذ تأسيسه عام 1990 وهي الدفاع عن حقوق العمال ومناهضة خصخصة المؤسسات الحكومية، والانفتاح على الاستثمارات الأجنبية والشركات المتعددة الجنسيات، ورفض سياسات المؤسسات المالية العالمية مثل صندوق النقد الدولي والبنك العالمي، مع الدعوة إلى صون وحدة البلاد.

6- الجبهة الوطنية الجزائرية:  حزب محسوب على التيار المحافظ، يقوده مرشح الرئاسة السابق موسى تواتي، الأمين العام السابق لمنظمة أبناء الشهداء (أبناء مقاتلي جيش التحرير الذين استشهدوا خلال الثورة بين (195-1962) ويملك عددا معتبرا من المنتخبين عبر البلديات والمحافظات.

7- جبهة المستقبل: وهو حزب من تيار الوسط، يغلب عليه عنصر الشباب، ويترأسه عبد العزيز بلعيد، وهو أصغر مرشح في رئاسيات 2014، وقد حلّ ثالثا بانتخابات الرئاسة لعام 2014، بنسبة 3.36% من الأصوات، خلف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ورئيس الحكومة السابق علي بن فليس.

يتبنى الحزب خطابا مهادنا للنظام الحاكم، خصوصا أن رئيسه كان قياديا ونائبا سابقا عن حزب جبهة التحرير الوطني، لكن رئيسه بلعيد انحاز في رئاسيات 2004 لـ بن فليس ضد بوتفليقة، عندما واجه الحزب الحاكم أسوأ انقسام داخلي في صفوفه، منذ تسعينيات القرن الماضي.

يُشار إلى أن الجزائر -وقبل انتخابات 2017- شهدت تنظيم خمسة انتخابات نيابية تعددية تنافست فيه أحزاب مختلفة منذ إقرار دستور الانفتاح السياسي عام 1989. وباستثناء الانتخابات الأولى التي نظمت أواخر 1991 ولم تستكمل جولتها الثانية، فإن المواعيد الانتخابية التالية فازت فيها أحزاب الموالاة.

ودخلت الجزائر عهد التعددية الحزبية بعد إقرار دستور جديد في فبراير/شباط 1989، أنهى قرابة ثلاثة عقود من حكم الحزب الواحد (حزب جبهة التحرير الوطني).

المصدر : الجزيرة + وكالة الأناضول