الحراك الشبابي الفلسطيني

Palestinian protesters throw stones at Israeli soldiers during clashes in the West Bank city of Hebron, 30 October 2015. Since the start of October, violence that has included stabbings as well as clashes between Palestinian protesters and Israeli security forces has killed at least 65 Palestinians and 10 Israelis.
جاء ظهور الحراك الشبابي الفلسطيني استلهاما لثورات الربيع العربي (الأوروبية)
الحراك الشبابي الفلسطيني تسمية تطلق على طيف واسع من الحراكات الشبابية في التجمعات الفلسطينية بالداخل والخارج، ظهرت بطريقة عشوائية إبان زخم الربيع العربي عام 2011، وتعتمد على الوسائل السلمية في الحركة والتعبير عن آرائها ومطالبها الوطنية. ورغم ذلك أعلنت إسرائيل في صيف العام 2016 هذا الحراك الشبابي حركة محظورة، خشية أن يقود إلى انتفاضة فلسطينية ثالثة.
النشأة
جاء ظهور الحراك الشبابي الفلسطيني استلهاما لثورات الربيع العربي التي كان الشباب في طليعتها مطالبا بإسقاط أنظمة الفساد والاستبداد، وبناء نظم وطنية ديمقراطية تعمل لمصلحة الشعب وتعيد الاعتبار للمواقف الوطنية.

 
وشجع نجاح الثورة التونسية وثورة 25 يناير في مصر قطاعات واسعة من الشباب الفلسطيني سواء في الأراضي المحتلة عام 1967، أو عام 1948، وكذلك في قطاع غزة والضفة الغربية، على إطلاق حراكات شبابية فلسطينية امتدت أيضا إلى أماكن الوجود الفلسطيني في الخارج.
 
التوجه الأيدولوجي
الحراك الشبابي ليس كيانا واحدا، بل تجمعات غير تقليدية النشأة أو التكوين، لا تنتمي إلى أي مكون سياسي.
 
العضوية
هي مفتوحة في وجه الجميع وغير مشروطة، ولا توجد هرمية أو تراتبية قيادية فيها، فالعضوية متساوية ومتكافئة.
 
الربيع العربي
تزايدت هذه التجمعات باتساع رقعة الدول التي شملها الربيع العربي سواء ليبيا أو اليمن أو سوريا، وشهدت الساحة الفلسطينية منذ مارس/آذار 2011 حراكا شبابيا عريضا عبر عن نفسه بتشكيل العديد من المجموعات سواء في العالم الافتراضي على صفحات "الإنترنت"، أوالنشاطات الوطنية الميدانية.
 
اشتقت تسميات معظم المجموعات من تواريخ ومناسبات وطنية فلسطينية وأحداث كبرى في تاريخ الشعب الفلسطيني، مثل "شباب 5 حزيران" التي اهتمت بالعمل الميداني على الأرض وشباب "15 آذار".

كما ظهرت مجموعة شباب "غزة نحو التغيير"، واختار آخرون تسميات تعبّر عما يشعرون به، وعبروا عنها باللهجة العامية الفلسطينية مثل "بهِمش" وتعني لا يهم، و"مش هيك" وتعني ليس هكذا، و"مش خايفين" وتعني لسنا خائفين. كما لجأ البعض إلى الدبكة والغناء والاحتفال بأعياد ميلاد.

اهتمامات وشعارات
خلال الثورة التونسية وبعدها المصرية، شهدت الساحة الفلسطينية يمبادرة من مئات الشباب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، مظاهرات عفوية في الجامعات والبلدات العربية، وأمام السفارة المصرية في تل أبيب.

حضر الهم الوطني الفلسطيني بكلياته وتفاصيله، وتوجت هذه الحراكات الفلسطينية بخطوات عملية، فعلى سبيل المثال تجسد الحراك الشبابي من أجل إنهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية بمظاهرات واعتصامات في الأراضي المحتلة للضغط على قيادتي حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس).

وتمثل الحراك من أجل حق العودة في تحرك مجموعات كبيرة من الشباب الفلسطينيين إلى الحدود في لبنان وسوريا والأردن ومصر، وكذا في الضفة والقطاع ومناطق 48، في مظاهرة رفعت فيها الأعلام.

ووصل الأمر حد اقتحام عشرات الشبان الفلسطيني للحدود رغم أنف الجيش الإسرائيلي، والدخول إلى بلدة مجدل شمس في الجولان السورية المحتلة، بل إن أحد الشباب وصل إلى مسكن والديه في مدينة يافا.

أما الحراكات الشبابية من أجل إنهاء نظام المحاصّة فكثفت دعواتها على وسائل التواصل الاجتماعي إلى وضع حد نهائي لهيمنة الفصائل على النظام الفلسطيني، وإقامة نظام سياسي جديد يتأسس على التمثيل على أساس الانتخابات، بما يؤسس لحياة ديمقراطية فلسطينية سليمة.

ومن بين الهتافات التي رددوها "الشعب يريد إنهاء الانقسام" و"الشعب يريد إنهاء الاحتلال.. نعم لإنهاء الاحتلال" و"الشعب يريد العودة" و"الشعب يريد إسقاط الفصائل.. نعم لإنهاء الانقسام" إلى جانب دعوات إلى "وقف المفاوضات العبثية مع العدو الصهيوني، وإعادة الاعتبار لخيار المقاومة" مثل "أوسلو راح راح وإحنا رجعنا للكفاح"، وكذلك دعوات إلى "إعادة الروح للميثاق الوطني الفلسطيني".

وطالبت هتافات أخرى بانتخاب مجلس وطني جديد من قبل الشعب الفلسطيني يكون مقدمة لإعادة صياغة "منظمة التحرير الفلسطينية" على أسس وطنية واضحة لتكون ممثلا حقيقيا للشعب الفلسطيني، ودعوات أخرى لكسر الحصار عن قطاع غزة.

وواكبت فعاليات الحراكات مناسباتٌ وأحداث وطنية فلسطينية، ففي "يوم الأرض" توجه عدد من الشباب إلى نقاط الاحتكاك مع الاحتلال، وفي "يوم الأسير" تظاهر آخرون أمام السجون، وفي ذكرى النكبة والنكسة زحف عدد منهم باتجاه الحدود، رغم منعهم في أكثر من مناسبة من الوصول إلى نقاط التماس، كما حدث مثلا في "يوم الأرض" في رام الله حيث أغلقت السلطة الفلسطينية جميع المنافذ المؤدية إلى مستعمرة "بيت إيل" في مارس/آذار 2011.

كما خاطبوا السلطة بشعارات منها "لا تغتالوا فعلنا ولا تقفوا في طريقنا"، وتوعدوا الاحتلال بشعار "سنستمر حتى دحرك"، وواسوا الأسير في "يوم الأسير" بشعار يقول "وجودك في السجن هزيمة لنا جميعاً، وحريتك نصر جماعي"، وخاطبوا اللاجئ بشعار "لن نحيي النكبة في بيوتنا، وإنما معك على طريق العودة".

وتبنت حراكات فلسطينية قضية المعتقلين السياسيين، وطالبت بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم، مرددة هتاف "اعتقال سياسي ليش وإحنا تحت رصاص الجيش".

حظر إسرائيلي
مسكونًا بهاجس اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أمراً عسكرياً أعلن بمقتضاه "الحراك الشبابي الفلسطيني" في سائر مدن الضفة الغربية المحتلة والقدس المحتلة، منظمة خارجة عن القانون ومحظورة في إسرائيل"، وذلك بناء على توصيات جهاز "الشاباك".

وبموجب القرار الذي أصدرة ليبرمان يوم 10 يونيو/حزيران 2016، يتم اعتبار المنتمي إلى هذا الحراك مخالفاً للقانون، ويتم اعتقاله كما تُصادَر أموال الحراك إن وجدت.

برر هذا القرار "بالحصول على معلومات تفيد بأن الحراك الشبابي يعمل بتوجيه من حزب الله وإيران بهدف تنفيذ عمليات ضد الإسرائيليين". وزعم "الشاباك" أن "الحراك يعمل تحت ستار منظمات شبابيّة تهدف إلى تغيير الوضع في الضفة الغربية والقدس بوسائل مدنيّة، لكن على أرض الواقع، فإن الحديث يدور حول منظمة إرهابية يقف على رأسها معارضان للسلطة الفلسطينية".

كما زعمت سلطات الاحتلال أن ناشطين في الحراك نفذوا عدة عمليات ضد أهداف إسرائيلية خلال العام 2015، منها إلقاء قنابل وعبوات ناسفة تجاه إسرائيليين.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية