حركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية

شعار حركة "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" - FARC - الموسوعة
تعرف اختصارا باسم "فارك" وهي حركة ثورية يسارية كولومبية متمردة، حاربت الحكومة منذ تأسيسها عام 1964 إلى أن وقعت معها أواخر 2016 اتفاق سلام تاريخيا ينهي الصراع بينهما.

التأسيس

تأسست حركة "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" التي تسمى اختصارا  "فارك" اختصارا لاسم المنظمة باللغة الإسبانية "Fuerzas armadas revolucionarias de Colombia" في كولومبيا نهاية أربعينيات القرن الماضي، لكنها لم تظهر رسميا إلا عام 1964، وكانت تعد حركة المعارضة الأكبر في القارة الأميركية.

 التوجه الأيديولوجي

تتبنى التوجه اليساري الماركسي اللينيني، ويعتبر أعضاؤُها أنفسهم ممثلين لفقراء الريف الكولومبي وحُماته من هيمنة الطبقات الغنية، كما يعلنون رفضهم ما يعتبرونه تأثيرا من الولايات المتحدة على كولومبيا، ويقفون في وجه خصخصة اقتصاد بلادهم.

المسار

اعتمدت الحركة أسلوب حرب العصابات والخطف والعمليات الانتحارية والتفجير إستراتيجية لتحقيق أهدافها والحصول على مطالبها السياسية والمادية، وقد اتهمت بالاستفادة من ملايين الدولارات من ريع الاتجار بالمخدرات الكولومبية.

كانت فارك تنتشر على أكثر من 35% من الأراضي الكولومبية، خصوصا الغابات الكثيفة الموجودة بالجنوب الشرقي من البلاد، وكذلك السهول الواقعة بسفح سلسلة جبال الأنديز.

وكان مقاتلوها متوزعين على مجموعات من الوحدات كل واحدة مكونة من 30 مسلحا بزعامة شخص تناط به القيادة العسكرية والتأطير الأيديولوجي، ويخضع منتسبو التنظيم لنظام عسكري صارم مما جعلهم أكثر انضباطا وأشد فاعلية من عناصر الجيش النظامي.

كان كل من يفر من الحركة يتعرض للملاحقة والإعدام، ويفرض على من لا ينصاع لأوامر رؤسائه في التنظيم أن يكون في الخطوط الأمامية بل يكلف أحيانا بعمليات انتحارية حتى لا يصيب غيره بعدوى عدم تنفيذ الأوامر.

قدر عدد أعضاء فارك ممن هم دون سن الـ 18 بما يناهز 30% من مجموع الأعضاء، كما يقدر عدد المجندات بما يقارب 40%.

تم إدراجها على لائحة الإرهاب بأميركا والاتحاد الأوروبي وكندا وبرلمان أميركا اللاتينية عام 2005، وقد رفضت فنزويلا وكوبا ذلك، وطالب الرئيس الفنزويلي السابق هوغو شافيز بالتعامل مع الحركات اليسارية الثورية على أنها قوات محاربة لأن ذلك يضطرها لترك أعمال الخطف والإرهاب واحترام اتفاقيات جنيف.

قتل الجيش الكولومبي قادة للحركة، منهم راول رييس في الأول من مارس/آذار 2008 وخورخي بريسيون صيف 2010، وألفونسو كانو في نوفمبر/تشرين الثاني 2011  وهو من أبرز قيادييها، واعتبر مقتله بداية نهاية الحركة.

في ديسمبر/كانون الأول 2013 ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن برنامجا سريا لـ "سي آي إيه" (CIA) ساعد الحكومة الكولومبية على قتل ما لا يقل عن 24 قياديا من "فارك".

بدأت الحكومة الكولومبية محادثات سلام مع "فارك" أواخر 2012 في أوسلو، ثم استؤنفت عام 2013 بمساعدة كوبا والنرويج، في محاولة لإنهاء صراع عمره أكثر من نصف قرن، أدى إلى قتل ما لا يقل عن 220 ألف شخص ونزوح قرابة خمسة ملايين شخص.

وتوجت هذه المحادثات -التي تمت برعاية كوبا والنرويج- بتوقيع اتفاق سلام تاريخي بالعاصمة هافانا بين الحكومة والحركة في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وصادق عليه البرلمان بنهاية ديسمبر/كانون الأول من السنة نفسها.

ومن المبادئ التي اتفق الطرفان عليها لمواصلة المفاوضات الاعتراف بكل ضحايا النزاع وبمسؤولية الخصوم، واحترام حقوق الضحايا، ومشاركتهم في المفاوضات مع البحث عن الحقيقة، بالإضافة إلى دفع تعويضات للضحايا وعدم تكرار الظروف التي أدت إلى النزاع.

وتتضمن وثيقة الاتفاق بنودا كثيرة من بينها حل حركة "القوات المسلحة" وتسريح أفرادها، وإرساء عدالة انتقالية. ويعد الصراع المسلح في كولومبيا من أطول الصراعات الداخلية، وتسبب في مقتل 220 ألفا، واختفاء 45 ألفا، ونزوح نحو 7 ملايين عن مناطقهم.

وعلى خلفية اتفاق السلام عام 2016، فاز الرئيس الكولومبي آنذاك خوان مانويل سانتوس بجائزة نوبل للسلام.

المصدر : الجزيرة