حركة القوى الديمقراطية لكازامانس

حركة القوى الديمقراطية لكازامانص - casamance - الموسوعة
صورة لمدخل مدينة زيغنشور التي انطلقت منها شرارة عمليات الحركة الانفصالية ضد الجيش السنغالي (الجزيرة)

حركة سنغالية مسلحة تأسست عام 1982، تسعى لانفصال إقليم كازامانس بجنوب البلاد. بدأت عملها المسلح مبكرا، وانقسمت إلى فصائل عسكرية مختلفة بعد دخول مسؤول جناحها العسكري -سيدي بادجي- في مفاوضات سلام مع السلطة سنة 1991.

النشأة والتأسيس
ظهر أول منشور للحركة في يوم 26 ديسمبر/كانون الأول عام 1982 بالتزامن مع أول تظاهرة مطالبة بالانفصال في مدينة زيغنشور أهم مدينة في إقليم كازامانص (جنوب غرب) الذي تعزله غامبيا عن باقي مناطق السنغال وتحده دولة غينيابيساو من الجنوب.

ارتبطت عقيدة الحركة بمطلب الانفصال، وأسست رؤيتها لهذا المطلب على أن وصاية الدولة السنغالية على منطقة كازامانس يجب أن تنتهي، واعتبرت أن أهالي مناطق شمال ووسط السنغال الممسكين بزمام السلطة يمارسون استعمارا جديدا على منطقة الجنوب بحرمانها وتهميشها.

ومع أن سنة 1982 مثلت أبرز تجل من تجليات مطالب الانفصال لسكان المنطقة -من خلال تأسيس الحركة الانفصالية- فإن الشواهد التاريخية تؤكد أن النزعة الانفصالية لدى الأهالي قديمة حيث كانت توجد حركة بنفس الاسم تأسست سنة 1947، وكان من أهدافها تحقيق استقلال المنطقة عن فرنسا.

التوجه الأيديولوجي
تنفي الحركة وجود أي صبغة أيديولوجية لحراكها الانفصالي، وتعتبر أنها حركة تحريرية تكافح من أجل تحقيق تطلعات إقليم تعرض للإهمال والنسيان من قبل الحكومات السنغالية. وكان الأب الروحي للحركة وأول أمين عام لجناحها السياسي القس الراحل دياماكون سينغور(1928-2007) يُردد دائما كلمته الشهيرة "نحن ليست لنا أيديولوجيا، والأهم بالنسبة لنا هو تحرير البلاد، ومن ثم تحديد نمط المجتمع الذي يجب أن نكون عليه".

غير أن حضور الحس القومي في أدبيات الحركة كتأكيدها على اختلاف منطقة كازمانس عن باقي مناطق السنغال من النواحي العرقية والتاريخية والثقافية والاجتماعية عزز لدى الكثير من متابعي القضية وجود مشروع قومي لدى الحركة.

المسار
مرت الحركة بمحطات متعددة بعد إعلانها الانفصال في الأيام الأخيرة من عام 1982. وكان إصدار إحكام بالسجن ضد قياديين بالحركة ومقتل 25 شخصا من أنصارها أثناء تظاهرة مطالبة بالانفصال في ديسمبر/كانون الأول 1983 أهم حدثين أشعلا فتيل التوتر في المنطقة، حيث أعلنت الحركة في 1983 عن ميلاد جناح مسلح لفرض الاستقلال بالقوة.

قامت الحركة بأول عملية عسكرية لها ضد الجيش السنغالي عام 1990، لكن جناحها العسكري سرعان ما دخل في اتفاق مع السلطة سنة 1991، فانقسمت إلى فصيلين عسكريين ينشط أحداهما في شمال المنطقة والآخر في جنوبها.

وقد تبادلت الحركة والحكومة السنغالية الاتهامات بخصوص مسؤولية اختفاء مواطنين فرنسيين في كازامانس سنة 1995.

وشهدت تسعينيات القرن الماضي مواجهات عسكرية بين الحركة والجيش السنغالي أدت إلى مقتل العشرات من بينهم مدنيون و إلي انتشار الألغام بمناطق واسعة من الإقليم.

وأعلن الأمين العام السابق لجناح الحركة السياسي سينغور سنة 2003 التخلي عن فكرة الانفصال بعد لقاء مع الرئيس السابق عبد الله واد، مقترحا قيام الحركة بمنتديات من أجل سلام دائم، ليتم بعد ذلك توقيع اتفاق للسلام مع الحكومة سنة 2004، لكن الفصائل المسلحة لم تلتزم بهذا الاتفاق.

قدّر تقرير أصدرته مؤسسة "Small Arms Survey " المتخصصة في النزاعات المسلحة سنة 2004 عدد مقاتلي فصائل الحركة بما بين ألفين وأربعة آلاف مقاتل.

المصدر : الجزيرة