جماعة خراسان

ضحايا مدنيون نتيجة القصف الروسي على سوريا

جماعة "إسلامية" سورية مسلحة، اعتبرتها الاستخبارات الأميركية أخطر من تنظيم الدولة الإسلامية، وقالت إنها تابعة لتنظيم "القاعدة". يعتقد عدد من الوكالات الاستخباراتية أنها تتشكل من أعضاء في "القاعدة" من جنوب آسيا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط.

النشأة والتأسيس
لم يظهر اسم جماعة خراسان إعلاميا إلا بعد أن ذكرها الرئيس الأميركي باراك أوباما في كلمته يوم بدأت ضربات التحالف الجوية في سوريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية يوم 19 سبتمبر/أيلول 2014. وخلص تقييم لوكالة الاستخبارات الأميركية إلى أن الجماعة أخطر من التنظيم المذكور.

ويعتقد أن الجماعة -التي يحيل اسمها على اسم تاريخي لمنطقة تضم أجزاء من باكستان وأفغانستان– تتكون من أعضاء سابقين من تنظيم "القاعدة" يتزعمهم محسن الفضلي الذي كان -بحسب تقارير إعلامية- من الدائرة المقربة من الزعيم السابق للتنظيم أسامة بن لادن، ومطلوب لتورطه في أحداث 11 سبتمبر.

وقال بعض الخبراء، إن الفضلي -الذي خصصت الخارجية الأميركية عام 2012 مكافأة قيمتها سبعة ملايين دولار لمن يقدم معلومات عن مكانه- هو مؤسس جماعة خراسان التي بايعت زعيم "القاعدة" الجديد أيمن الظواهري.

المسار
شنت الولايات المتحدة يوم 23 سبتمبر/أيلول 2014 هجمات بصواريخ انطلقت من بوارجها في الخليج والبحر الأحمر، وضربت منطقتين غربي مدينة حلب، مستهدفة ما قالت إنها معسكرات تدريب ومصنع متفجرات ومركز اتصالات ومنشآت للقيادة والسيطرة تابعة لمن وصفتها بجماعة خراسان.

ولا تتوفر أي معلومات كافية متاحة عن هذه الجماعة، لكن وزير العدل الأميركي إريك هولدر قال "لدينا معلومات عن هذه الجماعة منذ عامين"، وأضاف -في تصريح صحفي- أن الهجمات المذكورة تمت خشية اقترابها من موعد تنفيذ بعض مخططاتها، وهي المعلومات التي بقيت حبيسة المسؤولين الأميركيين ولم تخرج للإعلام.

ويعتبر إسلاميون في سوريا أن جماعة خراسان جزء من جبهة النصرة، وأنها من الجماعات التي تقاتل للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد. ويرى باحثون أن  اسم الجماعة أطلقته الاستخبارات الأميركية على مجموعة تعتقد أنها من تنظيم "القاعدة" مدربة على السلاح في منطقة بين أفغانستان وباكستان، يسميها ببلاد خراسان.

ويعتقد مسؤولون أميركيون أن تلك المجموعة أرسلت عام 2014 بأوامر من أيمن الظواهري إلى سوريا، ليس لقتال النظام بل لتجنيد غربيين لتنفيذ عمليات تستهدف مصالح غربية، خاصة أنها -بحسب تقييمات سرية للمخابرات الأميركية- كانت تتعاون مع فرع "القاعدة في شبه الجزيرة العربية".

وتعتبر الإدارة الأميركية جماعة خراسان أخطر من تنظيم الدولة الإسلامية، وصرح بذلك مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جيمس كلابر، قائلا "فيما يخص التهديد للوطن، فإن خراسان قد تمثل تهديدا يعادل في خطورته تهديد الدولة الإسلامية".

وفي السياق نفسه، قال بن رودس نائب مستشار الرئيس باراك أوباما للأمن القومي، "لبعض الوقت كانت واشنطن ترصد مؤامرات تدبرها جماعة خراسان"، وأضاف في حديث للصحفيين "نعتقد أن مؤامرة لشن هجمات كانت وشيكة… كانت لديهم خطط للقيام بهجمات خارج سوريا".

وفي يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول 2015، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مقتل الزعيم  المفترض لما يعرف بجماعة خراسان عبد المحسن عبد الله إبراهيم الشارخ المعروف بـ"سنافي النصر"، وهو من أصل سعودي، في غارة نفذتها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة شمال غرب سوريا.

وأوضح بيان لوزارة الدفاع الأميركية أن تصفية "سنافي النصر" تمت بطائرة دون طيار شمال غرب سوريا، وأشار إلى أنه يعتبر خامس قيادي بارز في جماعة خراسان يقتل خلال شهور.

وقال البنتاغون إن زعيم جماعة خراسان نظم رحلات المجندين الجدد للسفر من باكستان إلى سوريا عبر تركيا، ولعب دورا مهما في تمويل الجماعة.

واعتبر وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر -في بيان له- مقتل القيادي "صفعة كبيرة لخطط جماعة خراسان فيما يتعلق بمهاجمة الولايات المتحدة وحلفائنا".

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية