مجالس الصحوة

الموسوعة - Ahmed Abu Risha speaks to his men in the Mudhif, where tribal sheikhs receive guests in Ramadi, Iraq. (Leila Fadel/MCT)
أحمد أبو ريشة يستقبل شيوخ العشائر بالرمادي (غيتي)

مجالس الإسناد أو الإنقاذ أو الصحوة، تجمعات عشائرية سنية أنشئت في أغلبها بعد الاحتلال الأميركي للعراق لمواجهة تنظيم القاعدة في البلاد.

التأسيس والنشأة
تأسست مجالس الصحوة في المقام الأول لمواجهة تنظيم القاعدة، خاصة منذ إعلان "دولة العراق الإسلامية".

كانت البداية الأولى لظهور مجالس الصحوة في أواخر 2006 في محافظة الأنبار غرب العراق التي تعد أكبر محافظة سنية، ومنها انطلقت فكرة المجالس إلى محافظات أخرى مثل محافظات ديالى وصلاح الدين ونينوى.

وفي بغداد تأسست مجالس للصحوة في مناطق مثل الدورة والعامرية والسيدية، والخضراء واليرموك والمنصور والجامعة والغزالية والأعظمية، والفضل ومناطق حزام بغداد الشمالي والجنوبي والغربي، وهي مناطق يغلب عليها الطابع السني.

انتشرت هذه المجالس بشكل ملحوظ بعد ذلك في مختلف أنحاء العراق، ليصل عدد منتسبيها إلى ثمانين ألف مقاتل، يشكل السنة فيهم نسبة 80% والباقي من الشيعة.

التوجه الأيديولوجي
تُحسب على الصف السني، ويجمعها هدف مواجهة تنظيم "القاعدة". وقد حذرها رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ حارث الضاري من أن تكون شراكا للمقاومة العراقية عامة مما يحرف هدفها وجهدها، فينشغل الجميع بعضهم ببعض عوضا عن انشغالهم بمقاومة المحتل والعمل جميعا على إخراجه من أرض العراق.

المسار
قامت قوات الاحتلال الأميركي بمد مجالس الصحوة بالمال والسلاح سواء بطريقة مباشرة أو عبر الحكومة العراقية، وقد برر الجيش الأميركي ذلك بوحدة الهدف المشترك الذي يجمعه وهذه المجالس، خاصة ما يتعلق بمحاربة تنظيم القاعدة.

نجحت مجالس الصحوة إلى حد كبير في تقليل نفوذ القاعدة، واستطاعت طرد أعداد كبيرة من المنتمين إليها، وخاصة المنضوين تحت لواء ما يعرف بـ"دولة العراق الإسلامية".
 
 دفع التوتر الذي وسم العلاقة بين العشائر المكونة لمجالس الصحوة وبين تنظيم "القاعدة"، زعيم التنظيم أسامة بن لادن إلى الطلب من القبائل مساندة "المجاهدين" والصفح عن بعض "الأخطاء" التي ارتكبوها وفتح صفحة جديدة عنوانها توحيد الكلمة والصف لمواجهة "العدو" صفا واحدا كالبنيان المرصوص.

حذرت بعض الأصوات الحكومية -رغم ترحيبها بمجالس الصحوة وبما حققته من إنجاز في مقاومة عناصر تنظيم القاعدة في مناطقها- من تحول هذه العشائر إلى قوة تصعب السيطرة مستقبلا عليها، خاصة بعد أن كثر في يدها السلاح والمال الأميركي.

طالت عمليات التصفية الجسدية بعض القادة، مثل زعيم مجلس صحوة الأنبار عبد الستار أبو ريشة وحسين جبارة في صلاح الدين، وحسين علي صالح الجبوري في كركوك، وكذلك تفجير منزل رئيس صحوة عشائر الموصل فواز الجربة.

وفي فبراير/شباط 2013 انتخبت مجالس الصحوات وسام الحردان رئيسا جديدا خلفا لأحمد أبو ريشة.

عرفت الصحوات بعد ذلك تراجعا ألقى بظلال من الشك حول تجربتها ومدى إمكانية استمرارها خاصة مع اتهامها "بتدنيس" يدها بالمال والسلاح الأميركي.

المصدر : الجزيرة