حزب الشعب الباكستاني

حزب الشعب الباكستاني - الموسوعة

حزب سياسي باكستاني، ارتبط بمؤسسه ذو الفقار علي بوتو وبابنته بينظير، اتصل تاريخه بحادثة انفصال بنغلاديش (باكستان الشرقية) عن باكستان (الغربية) عام 1970، له توجهات علمانية وليبيرالية.

النشأة والتأسيس
أسس ذو الفقار علي بوتو حزب الشعب الباكستاني في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني عام 1967، اعتراضا على نظام الجنرال أيوب خان الذي لم يستطع الجيش الباكستاني في عهده أن يحسم الحرب مع الهند، فانتهت بتوقيع اتفاقية طشقند عام 1967، وكان بوتو من المعارضين لها.

التوجه الأيديولوجي
تأثر الحزب عند نشأته بتوجهات المؤسس الذي كان ينزع نحو الاشتراكية، حتى إنه اعتاد لبس زي القادة الاشتراكيين في الصين، وهو ما ضمنه الأسس التي أقام عليها منهج حزبه، حيث جاء فيها "الإسلام عقيدتنا، الديمقراطية سياستنا، الاشتراكية اقتصادنا، والسلطة للشعب" لكنه فيما بعد عرف تغيرا في توجهه ومال أكثر نحو العلمانية والليبيرالية.

المسار السياسي
ارتبط تاريخ الحزب بحادثة انفصال بنغلاديش (باكستان الشرقية) عن باكستان (الغربية) عام 1970، حيث توزعت أصوات الباكستانيين آنذاك على حزبين: حزب رابطة عوامي الذي حاز على أصوات الأغلبية في باكستان الشرقية تحت شعار الحكم الذاتي، وحزب الشعب الذي حظي بالأغلبية في باكستان الغربية، والذي جعل بعض المطالب الاجتماعية هدفا له.

أدت تداعيات هذا الاختلاف وظروفه إلى انفصال القسم الشرقي (بنغلاديش) عن باكستان، وصار بذلك بوتو الأمين العام لحزب الشعب رئيسا لباكستان. أعدِم ذو الفقار علي بوتو عام 1979 على يد الجنرال ضياء الحق قائد انقلاب عام 1977، وخلفته في رئاسته للحزب زوجته "بيغم نصرت بوتو"، ثم ابنته بينظير التي اغتيلت عام 2007 في باكستان.

انحصر نشاط حزب الشعب بعد ذلك، ولم ينهض إلا باستلام بينظير زمام الحزب، بعد عودتها إلى البلاد عقب مقتل ضياء الحق بانفجار طائرة كانت تقله عام 1988. تأثر الحزب بالطبيعة الإقطاعية لعائلة بوتو وبقي مرتبطا بها.

أصبحت بينظير بوتو رئيسة للحزب عام 1993، ثم اختيرت زعيمة للحزب مدى الحياة عام 1997، وقد تولت رئاسة الحكومة لفترتين (1988-1990) و( 1993- 1996).

حصل الحزب في انتخابات 2008 العامة على أكبر عدد من المقاعد وقاد الحكومة، وانتخب آصف زرداري رئيسا لباكستان، لكن الحزب عاد لصفوف المعارضة بعد خسارته الانتخابات العامة في مايو/أيار 2013 لصالح غريمه حزب الرابطة الإسلامية جناح نواز شريف.

انتهت ولاية آصف زرداري الرئاسية في 8 أيلول/سبتمبر 2013 وخلفه رجل الأعمال ممنون حسين مرشح حزب نواز شريف.

تعهد الابن الوحيد لبينظير بوتو -والرئيس الجديد للحزب في أكتوبر/تشرين الأول 2014 وهو في 26 من عمره- بالعمل من أجل النهوض بـحزب الشعب الباكستاني، وقال أمام تجمع حضره نحو 150 ألف شخص -وفقا للشرطة- في مدينة كراتشي، إنه سيناضل من أجل النهوض بحزبه مجددا لأن الشعب هو مصدر القوة.

 لكن مراقبين سياسيين رأوا في هزيمة حزب الشعب في المحطتين المذكورتين دليلا على تقلص أثره وشعبيته في البلاد، وانحصارها في إقليم السند حيث قاعدته السياسية، مشيرين للمتاعب التي عاناها وهو في الحكم (2008-2013) مع المحكمة العليا والعدد الكبير من قضايا الفساد التي واجهها وجعلت الناس تنفر من سياسته.

المصدر : الجزيرة