"شاس".. حزب اليهود الشرقيين "المتدينين" في إسرائيل

حزب شاس/ Shas - الموسوعة
تأسيس حزب شاس جاء ردا على "التمييز" الذي شعرت به الشريحة المتدينة من اليهود الشرقيين "السفارديم" منذ قيام إسرائيل عام 1948 (مواقع التواصل)

حزب شاس هو حزب حريدي (يهود متدينون) وبالعربية يسمى (حزب الشرقيين المحافظين على التوراة)، تأسس في إسرائيل عام 1984 على يد الحاخام عوفاديا يوسف، وبعد وفاته عام 2013، خلفه الحاخام شالوم كوهين الذي توفي اليوم الاثنين 22 أغسطس/آب 2022.

النشأة والتأسيس

تأسس حزب شاس عام 1984 على يد الزعيم الديني اليهودي الحاخام عوفاديا يوسف الذي ولد بالعراق يوم 24 سبتمبر/أيلول 1920.

حزب شاس جاء ردًّا على التمييز الذي شعرت به الشريحة المتدينة من اليهود الشرقيين "السفارديم" منذ قيام إسرائيل عام 1948، على يد نخبة اليهود الغربيين "الأشكناز" الذين احتكروا السلطة ومواقع النفوذ في إسرائيل.

في أبريل/نيسان 2014، وبعد حوالي 6 أشهر من وفاة يوسف المؤسس والزعيم الروحي للحزب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2013، خلفه الحاخام شالوم كوهين على رأس مجلس ديني يتحكم في الحزب، يعرف بمجلس حكماء التوراة، فيما يتزعم أرييه درعي -الذي ولد بالمغرب عام 1959- الحزب سياسيا.

التوجه الأيديولوجي

هو حزب يميني ديني يؤيد فكرة المزج بين الديانة اليهودية ومؤسسات الدولة ويدعو إلى تخصيص مساعدات مهمة لطلاب المدارس التلمودية.

يعود اسم الحزب إلى جزء من التلمود المسمى بالمشناه -المعرفة أو القانون الثاني وهي مجموعة الشرائع اليهودية الشفوية- وفيه 6 مباحث تسمى بالعبرية شيشا سيداريم -الأوامر الستة- تختصر في كلمة "شاس".

تقوم مبادئ الحزب على العناية بالقيم التقليدية لليهود واليهودية الأصولية في إسرائيل، والاستمرار في طريق حاخامات السفارديم حسب الميراث اليهودي الشرقي، بالإضافة إلى تمثيل جمهور حراس التوراة والوصايا.

كما يدعو حزب شاس إلى منع التمييز ضد الجمهور الديني الأصولي وتشجيع حب إسرائيل، وتربية أولاد إسرائيل على التوراة المقدسة، وذلك بالحفاظ على القيم اليهودية السفاردية، ونشر التوراة. وهو يؤكد على قدسية السبت والأعياد اليهودية، ويرفض تجنيد الفتيات في الجيش.

مواقفه السياسية تحتاج إلى مباركة مجلس حكماء التوراة ورئيسه. وهو يؤيد التفاوض مع الفلسطينيين، لكنه يرفض إيقاف الاستيطان، ويرفض التفاوض حول مستقبل مدينة القدس، ويطالب الدول العربية بتعويض اليهود الذين فقدوا ممتلكاتهم بعد هجرتهم.

المسار السياسي

حزب "شاس" فاعل سياسي مهم في الحياة السياسية في إسرائيل، وله قاعدة انتخابية واسعة من يهود السفارديم، تجعله رقما صعبا في المعادلة السياسية والائتلافات الحكومية منذ أول انتخابات شارك فيها عام 1984.

وفي انتخابات عام 1988 حصل على حقيبة وزارة الداخلية وحافظ عليها في انتخابات عام 1992.

أسس الحزب شبكة "أل همعيان" التعليمية عام 1985، وهي تتوفر على 400 فرع، وتقدم خدمات اجتماعية وتربوية لحوالي 100 ألف نسمة يوميا. كما أسس جمعيات أخرى كـ"تأهيل السجين" و"يد للأبناء" و"العودة للأصل".

يسعى الحزب لتغطية نفقات هذه الجمعيات من الدعم الحكومي الذي يجعله من بين شروط الدخول في الائتلافات الحكومية، مما مكّنه من اكتساب تأييد ودعم فئة واسعة داخل إسرائيل وخاصة الفئات الفقيرة.

اشترط حزب شاس لدخول الائتلاف الحكومي بقيادة إسحاق رابين عام 1992، عدم إلغاء أو سن تشريع ديني إلا بموافقة جميع الكتل، وخلق شعبة للتعليم والثقافة الحريدية لوزارة التربية والتعليم بنفس مستوى شعبة التعليم الديني الرسمي. وقد انسحب من الائتلاف عام 1994 بعد محاكمة أرييه درعي وزير الداخلية بتهمة الفساد المالي.

حصل في انتخابات 1996 على 10 مقاعد في الكنيست وشارك في الائتلاف الحكومي، فيما حصل في انتخابات عام 1999 على 17 مقعدا، وشارك في الحكومة بحقائب وزارية كوزارة العمل والداخلية وشؤون القدس والصحة.

عارض إجراء المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين في كامب ديفيد عام 2000، كما عارض خطة الانسحاب من قطاع غزة صيف 2005.

ورغم حصوله على 11 مقعدا في انتخابات عام 2003، لم يشارك في حكومة أرييل شارون.

أصبح القوة الدينية الأولى في إسرائيل والقوة السياسية الثالثة، حيث حصل في انتخابات 2006 على 12 مقعدا بالكنيست ليحتل مع حزب الليكود المرتبة الثالثة.

تراجع قليلا في انتخابات 2009 حيث حصل على 11 مقعدا، ومثلها في انتخابات عام 2013، ولم يشارك في حكومة نتنياهو الذي وصفه زعيم الحزب أرييه درعي بالفاشل في التعامل مع الأزمات، وقال في حوار أجراه مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن "إسرائيل تفتقر إلى زعيم وقيادة".

وفي انتخابات عام 2015، حصل على 7 مقاعد فقط، فيما حصل في انتخابات عام 2019 على 8 مقاعد، وفي انتخابات 2021، على 9 مقاعد، ما جعل منه ثاني أكبر حزب في المعارضة بعد "الليكود" الذي يقود كتلة الأحزاب اليمينية والمتدينة التي يعد شاس جزءا منها.

وتتوقع استطلاعات الرأي فوز شاس بحوالي 8 مقاعد في الانتخابات المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، والتي ستكون الخامسة في أقل من 4 سنوات.

المؤسسون وأبرز القادة:

ـ عوفاديا يوسف "الزعيم الروحي لليهود الشرقيين".

ـ شالوم كوهين.

ـ شبتاي أتون.

ـ شمعون بعدني.

ـ رؤوبين الباز.

ـ آرييه درعي.

ـ إيلي يشاي.

ـ إسحاق بيرتس.

ـ رفائيل بنحاسي.

ـ يوسف عزران.

ـ آرييه جملئيل.

ـ يائير ليفي.

ـ شلومو دين.

المصدر : الجزيرة