حركة الفلاح الإسلامية

شعار لحركة الفلاح للثقافة والتربية الإسلامية - الموسوعة

حركة إسلامية تعليمية إصلاحية، أسسها الشيخ الحاج محمود با مطلع أربعينيات القرن العشرين في جنوب موريتانيا، وقدمت مساهمة كبيرة في نشر الثقافة والعلوم الإسلامية في غرب أفريقيا.

النشأة والتأسيس
نشأت حركة الفلاح للثقافة والتربية الإسلامية عمليا سنة 1944 حين أطلقت نشاطها التعليمي والدعوي من العاصمة السنغالية دكار، غير أن نواتها الأولى تعود إلى 1941 حين أسس رائد الحركة الحاج محمود با مدرسة "الفورابية" لتعليم القرآن وعلوم اللغة العربية بقريته "جيويل" الواقعة في جنوب موريتانيا.

ارتأى محمود با توسعة نشاطه التعليمي والدعوي في المنطقة فقام بتأسيس الحركة بالسنغال حيث ركزت على البعد التعليمي، وقد أطلق عليها اسم "الفلاح" الذي هو اسم لإحدى المؤسسات التعليمية التي تلقى فيها تعليمه أثناء دراسته بالمملكة العربية السعودية.

التوجه الفكري
تُعرّف "حركة الفلاح" نفسها بأنها جمعية إسلامية تنتهج نهج السلف الصالح، وتسعى إلى تعليم الشباب المسلم وتربيته على الأخلاق الإسلامية، وتنقية عقيدة المجتمع من الشوائب الفاسدة والعودة به إلى الكتاب والسنة.

ظهرت المسحة السلفية في تعاليم الحركة وفي اسمها التأسيسي الذي كان بعنوان: "حركة الفلاح للثقافة الإسلامية السلفية".

الأعلام والرموز
يعتبر الحاج محمود با (1905-1978) أبرز أعلام الحركة، وقد ولد بقرية "جيويل" بجنوبي موريتانيا وبدأ تعليمه في المدارس القرآنية بالمنطقة، ثم توجه بعد ذلك إلى وسط البلاد لتعميق معارفه في الثقافة العربية وعلوم القرآن.

سافر للدراسة إلى المملكة العربية السعودية سنة 1928 وأمضى فيها قرابة 11 سنة، والتحق في مكة المكرمة بعدة مؤسسات تعليمية منها "المدرسة الصولتية" -نسبة إلى الأميرة الهندية "صولة النساء"ـ و"مدرسة الفلاح" التي تخرج فيها سنة 1939 بدبلوم إجازة تدريس في الفقه والحديث.

عاد إلى أفريقيا سنة 1940 حيث لقي بعد عودته مضايقات من الاستعمار الفرنسي الذي كان يُبدي تخوفا من نفوذ الشيخ وحركته الثقافية الإصلاحية.

أبرز المحطات
شهدت الحركة مع بداية تأسيسها توسعا إقليميا فاستطاعت تكوين مؤسسات تعليمية في السنغال ومالي وموريتانيا والكاميرون، ثم امتد نشاطها لاحقا إلى عموم منطقة غرب أفريقيا حيث أنشأت -وفق بعض التقديرات- زهاء 80 مدرسة ومائة مسجد.

ابتعثت مدراس الحركة أولى دفعاتها إلى الخارج (خاصة جامعة الأزهر بمصر) في بداية خمسينيات القرن العشرين رغم معارضة المستعمر الفرنسي لذلك، وكانت تمنح طلابها الراغبين في مواصلة دراستهم بالخارج شهادات ختم الدروس الابتدائية التي تؤهلهم لمواصلة الدراسة.

خضعت مدارس الحركة -قبل استقلال دول المنطقة عن فرنسا عام 1960- لإدارة موحدة، وبعد استقلال هذه البلدان وضعت لكل مدرسة نظامها الخاص بها تبعا للبلد الذي توجد فيه.

حملت الحركة عام 1974 اسم "حركة الفلاح للثقافة والتربية الإسلامية في السنغال"، وجاء القرار بإيعاز من الملك السعودي فيصل بن عبد العزيز على خلفية لقاء جمعه بقيادات في الحركة.

تعتبر مدارس الحركة في السنغال من أكثر المدارس الإقليمية حيوية وتنظيما، وبلغت معاهدها ومؤسساتها التعليمية في عموم البلاد سنة 2014 حوالي 52 مؤسسة.

يرجع للحركة الفضل في تخريج الآلاف من حملة الثقافة العربية الإسلامية بغرب أفريقيا، وقد أصبح للكثير منهم شأن في تعزيز وجود هذه الثقافة في المجتمعات الأفريقية وفي انتشار الصحوة الإسلامية فيها.

المصدر : الجزيرة