حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي / سوريا - الموسوعة

حزب سياسي أسسه بدمشق جامعيون ومهتمون بالفكر، بعدما تأثروا بثورة رئيس الوزراء العراقي رشيد عالي الكيلاني باشا التي كان عنوانها الكبير وحدة الوطن العربي. لكن هذا الحزب تحول إلى حزب السلطة واحتكر الدولة ومؤسساتها.

النشأة والتأسيس
تأسس حزب البعث العربي الاشتراكي السوري أول مرة تحت اسم حركة البعث العربي في أبريل/نيسان 1947 في دمشق، وبعد اندماج الحزب العربي الاشتراكي في حركة البعث العربي، تحول اسمه إلى حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1952. يشكل المؤتمر القومي أعلى سلطة داخله، وتمثل اللجنة المركزية الهيئة التنفيذية بقيادة الأمين العام بشار الأسد.

التوجه الأيديولوجي
جمع الحزب في توجهه الأيديولوجي بين القومية العربية والاشتراكية والعلمانية، وجاء في مقدمة نظامه الداخلي الذي أقره مؤتمره القومي الثالث عشر المنعقد في دمشق أواخر يوليو/تموز 1980، أنه "حزب قومي يؤمن بأن العرب أمة واحدة، لها حقها الطبيعي في أن تحيا في دولة واحدة، ويؤمن بأن القومية حقيقة حية خالدة، وبأن الشعور القومي الواعي الذي يربط الفرد بأمته حافز على التضحية".

يعرف نفسه بأنه "حركة قومية شعبية انقلابية تناضل في سبيل تحقيق الوحدة العربية والحرية والاشتراكية". اتخذ من علم الثورة العربية الكبرى علما له، وجعل شعاره "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة". حدد هدفه في "العمل على تحقيق الوحدة والحرية والاشتراكية".

يعتبر زكي الأرسوزي المنظر الأول لحزب البعث السوري، يأتي بعده ميشيل عفلق وصلاح البيطار  اللذين كانا من أوائل من أصدر بين عامي 1945- 1946 منشورات تحمل اسم حزب البعث، وتأثر الرجلان بالفكر الشيوعي واليساري.

انتُخب ميشيل عفلق أمينا للحزب في أول مؤتمر رسمي في أبريل/نيسان1947، فيما كان كل من صلاح البيطار، وجلال السيد، ووهيب الغانم أعضاء للجنة التنفيذية.

يعد دستور الحزب أهم وثيقة أساسية صدرت عنه، لرسم سياسات الحزب في مختلف المجالات الداخلية والخارجية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية والتعليمية. وهو الموجه لاتخاذ القرارات الحزبية على مختلف المستويات القيادية وهو الضابط لآلية عمل الحزب لتحقيق أهدافه. لم تعدل أية مادة في الدستور منذ إقراره في المؤتمر التأسيسي المنعقد في دمشق في أبريل/نيسان 1947.

 من مبادئه الأساسية وحدة الأمة العربية وحريتها، فالأمة عنده واحدة لها حقها الطبيعي في أن تحيا في دولة واحدة، وأن تكون حرة في توجيه مقدراتها.

يعتبر أن الأمة العربية تختص بمزايا متجلية في نهضاتها المتعاقبة، وقدرتها على الإبداع، كما يعتبر حرية الكلام والاجتماع والاعتقاد والفن مقدسة لا يمكن لسلطة أن تنتقصها، وقيمة المواطنين تقدر حسب العمل الذي يقومون به في سبيل تقدم الأمة وازدهارها.

يؤكد أن للأمة العربية رسالة خالدة تظهر بأشكال متجددة متكاملة في مراحل التاريخ، وترمي إلى تجديد القيم الإنسانية، ولهذا فإن الحزب يعتبر الاستعمار وكل ما يمت إليه عملا إجراميا يكافحه العرب.

المسار السياسي
هيمن الحزب على الحكم في سوريا منذ عام 1963، وعرف في فترة ستينيات القرن الماضي صراعات وانقسامات بين القيادة القومية والقيادة القطرية. قام حافظ الأسد في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 1970 بحركة انقلابية داخل الحزب سميت بحركة تصحيحية تسلم على إثرها قيادة الحزب.

منذ تأسيسه عقد الحزب قرابة عشرين مؤتمرا قوميا عاديا واستثنائيا، آخرها كان عام 2005، وقد اتبع الأسلوب الشيوعي في التنظيم بشكل جعله أقرب ما يكون إلى تنظيم أمني منه إلى تنظيم سياسي، خاصة بعد عام 1980 في ظل هيمنته على كل مفاصل السلطة والدولة. لم تفلح دعوات واجتماعات من داخله لأجل تطوير الحزب، وإعادة صياغة علاقته بالسلطة.

يرى منتقدو الحزب أنه لم يسمح بالتعددية السياسية الحقيقية في البلاد، ولم يتح للمعارضة إمكانية العمل والتعبير عن أفكارها. بعد تولي بشار الأسد الحكم في صيف عام 2000، ولدت آمال بإصلاح الحزب وحصول انفتاح اقتصادي، وانفراج سياسي وتحسن في واقع الحريات العامة فيما سمي بربيع دمشق.

لم يدم هذا الوضع الجديد طويلا، حيث عاد الحزب لوضعه السابق في الانغلاق على ذاته، والهيمنة على كل المشهد السياسي بالبلد والاستفراد بالسلطة.

أحدثت احتجاجات 15 مارس/آذار 2011 -التي اندرجت ضمن رياح ثورات الربيع العربي- في درعا ودمشق هزة  داخل حزب البعث العربي الاشتراكي.

أقرت الحكومة السورية في يوليو/تموز 2011 مشروع قانون للأحزاب، قالت إنه وضع الأسس التشريعية والقانونية الناظمة للحياة السياسية والتعددية الحزبية، ويقود إلى تفعيل الحراك السياسي وتوسيع المشاركة الصحيحة في إدارة الدولة.

في الشهر نفسه شكل الرئيس السوري بشار الأسد في يوليو/تموز 2011 لجنة برئاسة فاروق الشرع نائب الرئيس، كلفها بتهيئة الظروف لعقد حوار وطني شامل مع الأطراف السياسية السورية المختلفة، وأبرزها هيئة تنسيق أحزاب "المعارضة الوطنية".

اعتبر المحللون أن في الخطوة المذكورة أول اعتراف رسمي بأحزاب المعارضة السورية منذ ما يزيد على أربعين عاما.

المصدر : الجزيرة