فدرالية اليسار الديمقراطي

شعار فيدرالية اليسار الديمقراطي /المغرب

تحالف سياسي يجمع بين ثلاثة أحزاب سياسية مغربية، هي: حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، والحزب الاشتراكي الموحد، وهي جميعها يسارية المذهب والمشرب.

التأسيس
أعلن كل من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، والحزب الاشتراكي الموحد، في الرباط يوم 30 يناير/كانون الثاني 2014، عن تأسيس تحالف سياسي جديد تحت اسم "فدرالية اليسار الديمقراطي".

وجاءت الصيغة الجديدة للتحالف بعد حوالي خمس سنوات من الحوار في إطار ما يعرف بـ"تحالف اليسار الديمقراطي" -الذي أعلن عنه عام 2007- بغرض تقوية صفوف اليسار في الساحة السياسية والتنسيق بينها قبيل الانتخابات المحلية (البلدية والقروية) في 12 يونيو/حزيران 2009.

التوجه الأيديولوجي
تتبنى الفدرالية كما هو واضح من تسميتها التوجه اليساري، ويتكون برنامجها السياسي من إحدى عشرة نقطة، على رأسها "النضال الديمقراطي الجماهيري السلمي للمساهمة في الانتقال من نظام "مخزني" إلى نظام ديمقراطي".

وتعتبر أن النظام الديمقراطي يتلخص "في ملكية برلمانية يسود فيها الملك ولا يحكم، ونظام يقوم على الفصل الحقيقي للسلطات واستقلال القضاء وربط القرار السياسي بصناديق الاقتراع".

كما ينص برنامجها على "الانخراط الحقيقي في النضال الاجتماعي بكل أشكاله من أجل التوزيع العادل للثروة الوطنية وتحقيق العدالة الاجتماعية" والنضال من أجل انتخابات حرة ونزيهة، وإصلاح التعليم إصلاحا عميقا، و"تحديث الثقافة الوطنية ودعمها استنادا إلى هويتها العربية الإسلامية الأمازيغية المنفتحة".

المسار السياسي
اختلفت ظروف نشأة كل حزب من الاحزاب الثلاثة المشكلة لفدرالية اليسار الديمقراطي وسياقها التاريخي والسياسي، فحزب الطليعة نشأ في مايو/أيار 1983 نتيجة انشقاقه عن الحزب الاشتراكي للقوات الشعبية، وبقي يحمل اسم "الاتحاد الاشتراكي.. اللجنة الإدارية".

غيّر اسمه إلى "حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي" في أكتوبر عام 1991، ولم يغير موقفه المقاطع للانتخابات إلا في 7 سبتمبر/أيلول 2007 حيث شارك في الانتخابات البرلمانية.

وكذلك الأمر بالنسبة لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، ولد نتيجة انشقاق عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عقب فشل المصالحة بين المنسحبين من المؤتمر السادس وبين عبد الرحمن اليوسفي الأمين العام لحزب الاتحاد يومها. عقد مؤتمره التأسيسي عام 2001.

أما الحزب الاشتراكي الموحد فتشكل من مجموعة تيارات يسارية كانت تشتغل من قبل في المجال النقابي والجمعوي، وظل الحزب منذ نشأته في المعارضة.

تسعى الأحزاب الثلاثة -التي لا تملك أي تمثيل في البرلمان- من وراء تحالفها إلى تجميع جهودها في مشهد سياسي تتجاوز الأحزاب السياسية فيه أربعين حزبا، لا يوجد منها داخل البرلمان إلا حوالي ستة أحزاب.

تعتبر الأحزاب الثلاثة أن الانتقال من التحالف إلى الفدرالية صيغةً "تنظيمية مرحلة متقدمة وانتقالية في أفق إعادة بناء حركة اليسار المغربي، ويمكن لهذه الفدرالية أن تمهد مستقبلا لاندماج الأحزاب الثلاثة إن ساهمت شروط معينة في ذلك".

لم يلغ التحالف -في صيغته الجديدة- احتفاظ كل حزب داخله بشخصيته القانونية وأنظمته السياسية وأجهزته الوطنية والمحلية. وللفدرالية حق التقرير والتدبير في "المسألة الدستورية، والمسألة الانتخابية، وقضية الوحدة الترابية للمملكة (ملف الصحراء)".

تسعى الفدرالية إلى توسيع دائرتها وانضمام باقي الأحزاب اليسارية المغربية الأخرى كالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والتقدم والاشتراكية، وتشترط عليها امتلاك قرارها واستقلالها عن نفوذ الدولة وتحكمها، وهي تسعى كذلك إلى العمل المشترك مع القوى اليسارية والديمقراطية في المنطقة المغاربية والعربية.

المصدر : الجزيرة