"الكارلو".. سلاح الفقراء المقاوم للاحتلال الإسرائيلي

الكارلو هو سلاح الانتفاضة الثالثة، ومخارط الأسلحة في الضفة تنتج آلاف القطع. مصدر الصورة صحيفة " إسرائيل اليوم"
يعد سلاح الكارلو أقل تكلفة من غيره حيث يمكن تصنيعه محليا داخل ورش الحدادة بأدوات بسيطة (الصحافة الإسرائيلية)

سلاح يدوي بدائي الصنع، أطلق عليه خلال الانتفاضة الأولى "سلاح الفقراء" نظراً لانخفاض سعره، وبات رمزاً من رموز المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي خاصة خلال انتفاضة القدس.

الظهور والاستخدام
طوّر الفلسطينيون نسختهم الخاصة " الكارلو" عن بندقية كارل جوستاف السويدي الأصل، واستخدموه في الانتفاضتين الأولى 1987 والثانية عام 2000 ولكنه لم يكن واسع الانتشار كما حدث خلال انتفاضة القدس، حيث استخدم في مقاومة الإسرائيليين في عمليات فردية وأخرى مزدوجة.

برز سلاح "الكارلو" بشكل واضح في عمليات إطلاق النار التي كان أبرزها للشهيد عماد عقل، ففي الرابع من مايو/آيار 1992 استخدم عقل بندقية كارلو غوستاف ضد قائد الشرطة في قطاع غزة الجنرال يوسيف آفنيبغد.

كما استخدم " الكارلو" في عمليات فلسطينية نوعية عدة منها تلك التي ضربت مركزا تجاريا قرب وزارة الدفاع الإسرائيلية وسط تل أبيب مساء 8 يونيو/حزيران 2016، وخلفت مقتل 4 إسرائيليين وإصابة 6 بجروح، ونفذها الشابان محمد وخالد مخامرة من بلدة يطا في قضاء الخليل.

واستخدم أيضا في عملية أخرى في فبراير/شباط 2016 من قبل ثلاثة شباب في باب العمود بالقدس، وأسفر عن مقتل مجندة وإصابة عدد من الجنود، إضافة إلى عملية أخرى في الشهر نفسه بمدينة القبيبة قرب من القدس.

 ويُرجع اللواء الفلسطيني واصف عريقات في تصريح للجزيرة نت استخدام الفلسطينيين سلاح "الكارلو" بكثافة إلى حاجتهم للدفاع عن أنفسهم في ظل ما يُتاح للإسرائيليين من أسلحة حديثة ومتنوعة خاصة للمستوطنين.

من جهتها، تزعم إسرائيل أن سلاح "الكارلو" ظهر بكثافة متزامنا مع انتفاضة القدس عبر عمليات فردية نفذها مسلحون فلسطينيون، وكانت صحيفة "إسرائيل اليوم" قد نشرت تقريرا تؤكد فيه أن الكارلو بات سلاح الفلسطينيين بامتياز، بعد أن استطاع جيش الاحتلال ضبط السلاح المهرب للفلسطينيين من الخارج.

ونشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" -المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو– مقالا يحذر من انتشار صناعة الأسلحة في الضفة الغربية، واعتبرت أن "الكارلو" بات سلاح الانتفاضة الفلسطينية الثالثة.

الصنع والتركيبة
ويعد سلاح "الكارلو" أقل تكلفة من غيره، حيث يمكن تصنيعه محليا داخل ورش الحدادة أو الخراطة وبأدوات بسيطة مثل قطع الأسلحة القديمة أو الأنابيب الحديدية بحسب اللواء الفلسطيني عريقات.

كما تتوفر ذخيرته بشكل كبير، واستخدامه لا يحتاج مهارات عالية، فهو عديم الارتداد ودقيق الإصابة أيضا إذا ما صنع بشكل متقن.

ويستخدم سلاح "الكارلو" رصاصة من عيار 9 ملم، كما أن مخزن البندقية يتسع لحوالي 25 رصاصة من هذا العيار، ويُعتبر -حسب بعض ناشطي الانتفاضة في تعليقاتهم على شبكات التواصل الاجتماعي -سلاحا مؤثرا إذا استخدم من مسافة قريبة.

ومن التحديات التي تواجه هذا السلاح الفلسطيني مداه المحدود الذي يصل لنحو مئة متر فقط، ويتعارض ذلك -وفق وجهة نظر عريقات- مع أسلوب عمل المقاومة وبالتالي تكون نسبة الخطأ بهذه الحالة أكثر من غيرها.

وعزا عريقات وجود بعض الخلل أيضا إلى طريقة التصنيع التي لا تكون بالكفاءة ذاتها مع السلاح المتطور الذي يستخدمه الاحتلال، كما أن "الكارلو" يحتاج للتدرب على استخدامه لفحصه، وهذا لا يتوفر للفلسطينيين الممنوعين أصلا من حيازة السلاح.

وفي ظل انتشار سلاح "الكارلو"، تلاحق سلطات الاحتلال الإسرائيلي أي شخص يصنع هذا السلاح أو يبيعه، إذ صادرت في أغسطس/آب 2016  جميع معدات الحدادة في المنطقة الصناعية ببيت جالا جنوب الضفة الغربية.

إضافة إلى ذلك، يعتمد الشبان الفلسطينيون في المواجهات المندلعة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق متفرقة من الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة على أسلحة ووسائل مختلفة، يندرج بعضها تحت اسم "الأسلحة الشعبية البدائية"، ومنها الحجر والمقلاع والنَّقِيفة في مواجهة الجيش الإسرائيلي المدجج بمختلف أنواع الأسلحة الحديثة.

ووفق مسؤولين وخبراء إسرائيليين، فإن الأسلحة الفلسطينية -رغم بدائيتها وبساطتها أمام الآلات العسكرية الإسرائيلية المتطورة- فإنها تشكل "زعزعة للأمن"، لأن مستخدميها ينفذون عملياتهم بشكل فردي، وهذا "يشكل صعوبة في مراقبة القوات الإسرائيلية لكل شاب فلسطيني".

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية