نسر الأناضول.. أضخم مناورات جوية بالشرق الأوسط

A Turkish Air Force F16 jet fighter prepares to take off from an air base during the Anatolian Eagle military exercise in the central Anatolian city of Konya, in this April 28, 2010 file picture. Turkish F-16 fighter jets shot down a war plane of unknown origin on November 24, 2015 after it violated Turkish air space close to the Syrian border and ignored warnings, a Turkish military official told Reuters. REUTERS/Umit Bektas
مركز مناورات "نسر الأناضول" يعتبر من أهم مراكز الحرب الجوية بالعالم القادرة على توفير بيئة تدريبية مشابهة للحرب الحقيقية (رويترز)

"نسر الأناضول" مناورات دولية خاصة بالقوات الجوية؛ تستضيفها تركيا سنويا منذ 2001 على مدى ثلاثة أسابيع في قاعدة قونية الجوية، وتعد من أعرق المناورات العسكرية المشتركة القتالية الجوية وأضخمها على مستوى العالم.

أولا: النشأة والأهداف:
انطلقت النسخة الأولى من مناورات "نسر الأناضول" الجوية عام 2001، وكان الهدف منها في البداية دعم وتعزيز التعاون العسكري الجوي بين الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ثم شاركت في بعض دوراتها اللاحقة دول من خارج الحلف مثل إسرائيل (آخر مشاركة لها كانت في عام 2008) وباكستان والأردن والإمارات والسعودية.

ففي كل عام تستضيف قاعدة قونية الجوية وسط البلاد هذه المناورات على مدى نحو ثلاثة أسابيع، حيث يتم استقبال الأطقم البشرية بتجهيزاتها الحربية، والطائرات المقاتلة والمساندة لها كطائرات التزود بالوقود جوا.

هذا إضافة إلى طائرات النقل الجوي التي تحمل الفرق الفنية والمعدات القادمة من الدول المشاركة التي هي في أغلبها بلدان متقدمة في مجال العمليات الجوية المشتركة الحديثة، إضافة إلى الدولة المستضيفة التي تشارك بجميع منظوماتها وأسرابها المقاتلة.

ويعد المركز التركي المخصص لمناورات "نسر الأناضول" من أهم مراكز الحرب الجوية في العالم، وهو الوحيد في أوروبا القادر على توفير بيئة تدريبية مشابهة جدا للحرب الحقيقية، ويتدرج سيناريو الحرب فيه من سيناريو حرب جوية بسيطة في بداية عمليات المناورات إلى سيناريو حرب معقدة في نهايتها.

ويسبق تنفيذ المناورات عادة تشكيل مجموعة من فرق العمل، وعقد العديد من الاجتماعات التحضيرية بين الدول المشاركة والجانب التركي، تتبلور فيها الأفكار والرؤى بشأن تنفيذ المناورات وتوضع الأهداف المتوخاة منها بدقة ووضوح.

وتسعى الدول المشاركة في البرامج التدريبية لمناورات "نسر الأناضول" إلى تحقيق أهداف عديدة، منها:

1- صقل وتطوير مهارات أطقم القوات الجوية وكذلك الكوادر الفنية والإدارية المساندة لها، بما من شأنه رفع مستوى كفاءتها العسكرية ودعم جاهزيتها القتالية وتحسين خبراتها في المناورات الحربية العالمية.

2- تعميق أواصر التعاون والعمل المشترك بين قوات الدول المشاركة، وإثراء وتبادل الخبرات العسكرية القيادية القتالية، لاستيعاب متطلبات العمل العسكري المشترك تحقيقا لأفضل المستويات في الأداء والتنفيذ الحربي.

3- امتلاك القدرة على اكتشاف الطرق المثلى في التعاون مع القوات الجوية الأخرى لتجاوز العقبات المتوقع حدوثها في العمليات الجوية الحربية، من خلال تنفيذ القوات الجوية المشاركة تدريبات وعمليات جوية تحاكي مسرح العمليات في الحروب الحقيقية.

4- اكتساب القدرة على وضع سيناريوهات مشابهة إلى حد كبير لما يمكن حدوثه على أرض الواقع في المعارك الجوية، عبر اشتراك قوات جوية محترفة من عدة دول في مكان واحد خلال هذه المناورات.

ثانيا: المهمات التدريبية:
تعتبر "نسر الاناضول" من كبريات المناورات العسكرية المشتركة القتالية الجوية التي تقام في ظروف عمليات عسكرية حقيقية على مستوى العالم، وقد حازت سمعة دولية واسعة لكثرة الدول المشاركة فيها وتنوع الطائرات وأساليب التكتيك العملياتي الجوي المتبع فيها.

ويتضمن الجدول العملياتي لمناورات "نسر الأناضول" المهمات التدريبية التالية:

1- تنفيذ طلعات جوية دفاعية وهجومية تدريبية ضمن حملة جوية تشمل العديد من العمليات الجوية المضادة، وعمليات المرافقة والحراسة للطائرات الصديقة، والاشتباك مع الطائرات المعادية المعترضة.

2- إجراء عمليات ميدانية لها دور كبير في حسم المعارك الجوية، مثل الهجوم الإستراتيجي، وعمليات الحظر الجوي، وعمليات الإسناد الجوي للقوات البرية، والتدرب في بيئات حرب إلكترونية متطورة.

3- القيام بعمليات جوية مضادة لقوات العدو الجوية وأنظمة دفاعاته الجوية، والعمليات الجوية المضادة الهجومية للاشتباك مع العدو وتدمير أو إعاقة أو الحد من قدراته الجوية، وإخماد وسائل الدفاع الجوي المعادي.

4- تنفيذ العمليات الجوية التكتيكية وضرب الأهداف الأرضية المعادية، والكشف والتدمير لمواقع رادارات العدو، والعمليات الجوية الدفاعية المضادة لتقليص فعالية العمل الجوي المعادي، والدفاع الذاتي ضد أي هجوم جوي وتحقيق السيطرة الجوية.

5- التدرب على الطلعات الجوية التعرضية والتفوق الجوي للأغراض الخاصة، والسيادة الجوية (التفوق الجوي المطلق) بالسيطرة على سماء المعركة، والسيطرة على المجال الجوي في منطقة الاشتباك لزيادة الفعالية العملياتية، وتطوير وتحسين الاستخدام الآمن والفعّال والمرن للمجال الجوي.

وتختتم المناورات بحفل ختامي تنظمه القوات الجوية التركية بقاعدة قونية الجوية تكريما للمشاركين فيها، ويشمل عددا من العروض الجوية ولقطات مختارة من طلعات التمرين، وشرحا عن تطور القوات الجوية التركية وما وصلت إليه من تقدم في التدريب والتقنيات.

يشار إلى أن نسخة 2016 من "نسر الأناضول" بدأت يوم 21 مايو/أيار واستمرت ثلاثة أسابيع.

المصدر : الجزيرة