الأطراف المشاركة في الهجوم على مدينة الموصل

U.S army soldiers arrive at a military base in the Makhmour area near Mosul during an operation to attack Islamic State militants in Mosul, Iraq, October 18, 2016. REUTERS/Alaa Al-Marjani
عسكريون أميركيون يصلون إلى قاعدة مخمور لدعم القوات المشاركة في معركة الموصل (رويترز)
أطلقت الحكومة العراقية عملية عسكرية فجر الاثنين 17 أكتوبر/تشرين الأول 2016 لاستعادة مدينة الموصل من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية بمشاركة 45 ألفا من القوات التابعة لبغداد وقوات الحشد الشعبي والحشد الوطني السني، إلى جانب دعم التحالف الدولي والبشمركة.

 
وحاصرت قوات مختلفة -على رأسها البشمركة والجيش العراقي- المدينة من مناطق عدة موزعة على جبهات الشمال والجنوب والشرق.
 
وكان تنظيم الدولة قد سيطر على منطقة الموصل عام 2014 ضمن أربع محافظات عراقية، مما قلب الموازين السياسية والعسكرية في بلاد الرافدين.

وفيما يلي أبرز القوات المشاركة في معركة الموصل:

الجيش وقوات الأمن العراقية
لخوض معركة الموصل، جرى إعداد الفرقة 15 والفرقة 16 واللواء الرابع من الفرقة الثامنة وقوات الشرطة الاتحادية وقوات جهاز مكافحة الإرهاب، إضافة إلى قوات عمليات نينوى التي تتكون من الفرقة السابعة وبإسناد من سلاح الجو العراقي.

قوات الحشد الشعبي
تعتبر جزءا من المؤسستين الأمنية والعسكرية العراقية بموجب أوامر صادرة عن رئيس الوزراء العراقي، وتشارك ضمن تلك القوات العديد من الفصائل الشيعية من أهمها فيلق بدر وعصائب أهل الحق والنجباء.

والحشد الشعبي مليشيات شيعية مسلحة ظهرت أول الأمر يوم 13 يونيو/حزيران 2014 استجابة لفتوى المرجعية الشيعية العليا في العراق بوجوب الجهاد في وجه تنظيم الدولة، ثم تبنتها الحكومة وضمتها إلى وزارة الدفاع، وقد اتهمتها منظمات حقوقية بارتكاب إبادات وإعدامات عشوائية في حق المدنيين السنة ترقى إلى مستوى جرائم الحرب.

تحول الحشد الشعبي من متطوعين متحمسين إلى مليشيات نظامية ترعاها الحكومة العراقية وتدربها، لتعزيز الجيش العراقي وشد أزره، ومن ثم أصدر مجلس الوزراء العراقي مرسوما يعطي "شهداء الحشد" امتيازات ومخصصات مماثلة لشهداء القوات المسلحة، بينما ذهبت وزارة حقوق الإنسان للتأكيد على أنهم جزء من المنظومة العسكرية العراقية الرسمية.

وقال وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي إن الحشد الشعبي "منضبط ويعمل بإمرة القيادات الأمنية"، مثنيا على "الدور الإيجابي والكبير الذي يلعبه الحشد الشعبي في تحرير الكثير من مناطق ديالى".

وتقدر أعداد الحشد بعشرات الآلاف، في حين سبق للمتحدث باسم الجيش الأميركي أن قدر عدد قوات الحشد بنحو مئة ألف مقاتل.

البشمركة
بحسب تقارير إعلامية، شارك في معركة الموصل ثلاثة ألوية من البشمركة، إضافة إلى وحدة مدفعية وفرق هندسة.

والبشمركة (أي الفدائيين) جماعات كردية مسلحة تأسست في العراق أوائل القرن العشرين، وشنت حروب عصابات ضد حكومات بغداد المركزية المتعاقبة، وساندت القوات الأميركية والبريطانية خلال غزوها للعراق، وأصبحت نواة لجيش إقليم كردستان العراق.

وقد شاع استخدام اسم البشمركة بعدما أطلقه السياسي والمثقف الكردي العراقي إبراهيم أحمد على الجناح العسكري للحزب الديمقراطي الكردي الذي شارك في تأسيسه.

ترتبط التوجهات الفكرية والأيدولوجية للبشمركة بالأحزاب والحركات التي تنتمي إليها، وتتراوح الأطر الفكرية لهذه الجماعات الكردية بين القومية واليسارية والإسلامية، وتمثل إقامة دولة مستقلة للأكراد الخيط الناظم بين كل هذه الأطر الأيدولوجية.

ساندت البشمركة قوات الغزو الأميركي البريطاني للعراق في مارس/آذار 2003، وتولت بعد سقوط الرئيس العراقي صدام حسين مسؤولية الأمن الكاملة في المناطق الكردية، وشاركت الجيش الأميركي في معظم عملياته داخل العراق، وأعلنت في أغسطس/آب 2003 اعتقال طه ياسين رمضان نائب صدام حسين.

تحولت قوات البشمركة إلى نواة جيش إقليم كردستان بعد تأسيسه عام 2005، وسمح لها دستور الإقليم الجديد بالقيام بعمليات في الأراضي العراقية، بينما مُنع وجود أي جندي عراقي في أراضي الإقليم الكردي إلا بإذن من حكومته.

 الحشد الوطني السني
تقدر الأعداد الأولية للحشد الوطني السني بأربعة آلاف مقاتل، يضاف إليها الحشد العشائري، ويسعى كلاهما لتأدية دور بارز في معركة الموصل وما بعدها.

وبحسب مصادر إعلامية، فإن مئات المتطوعين خضعوا لتدريب مكثف في قضاء شيخان قرب الموصل لتجهيزهم لمعركة استرداد المدينة، على يد ضباط أتراك وعراقيين وآخرين ينتمون لدول التحالف.

وسبق لصحيفة عكاظ السعودية أن نقلت عن مصادر في الحشد الوطني قولها إن القيادة المشتركة لقوات البشمركة والحشد الوطني طلبت من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عدم إشراك الحشد الشعبي في عملية تحرير الموصل، وحذرته من مغبة اتخاذ هذا القرار.

وبحسب المصادر نفسها فإن "معركة تحرير الموصل لا تقل أهمية عن محاربة الحشد الشعبي الذي يسعى للسيطرة على المدينة لتسليمها إلى إيران".

التحالف الدولي
تشرف قوات التحالف على عمليات الإعداد والتدريب وتقديم الاستشارات العسكرية، كما تقدم الإسناد الجوي والمدفعي للقوات المشاركة في معركة الموصل.

وشن طيران التحالف الدولي ضربات جوية تمهيدية على مواقع تنظيم الدولة في الموصل خلال الأيام التي سبقت المعركة وسط توقعات بأن ينحصر دوره عند هذا الحد خلال المعركة.  

وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ذكرت أن خمسة آلاف عسكري أميركي في العراق ساهموا بتدريب 12 لواء عراقيا من أجل المشاركة في معركة الموصل، وتحدثت عن أن قوات التحالف الدولي نفذت أكثر من 54 ألف تمرين مع القوات الأمنية العراقية، إضافة إلى ما يزيد على عشرة آلاف ضربة جوية محددة، بما في ذلك سبعين غارة في الموصل وحدها، خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول 2016.

أما وزارة الدفاع الإيطالية فقد أعلنت أن قواتها الموجودة شمال العراق لن تشارك في معركة "الموصل" موضحة أن القوات الإيطالية "جزء من الائتلاف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية ولكن العسكريين الإيطاليين لن يشاركوا في معركة الموصل، ولن يكونوا معنيين بها بأي حال من الأحوال".undefined

والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة يضم أكثر من عشرين دولة، ويسعى لمحاربة تنظيم الدولة ووقف تقدمه في العراق وسوريا بعدما سيطر التنظيم على مساحات شاسعة في البلدين.

صافرة انطلاق الغارات الأميركية جاءت يوم 7 أغسطس/آب 2014 بعد كلمة للرئيس الأميركي باراك أوباما لشعبه قال فيها إن الأوضاع السيئة في العراق والاعتداءات العنيفة الموجهة إلى اليزيديين أقنعتا الإدارة الأميركية بضرورة تدخل قواتها "لحماية المواطنين الأميركيين في المنطقة والأقلية اليزيدية، إلى جانب وقف تقدم المسلحين إلى أربيل" عاصمة إقليم كردستان العراق.

تركيا
أعلنت الحكومة التركية أن طائراتها الحربية واصلت تنفيذ عمليات إسناد جوي للقوات العراقية بمعارك الموصل، وذلك ضمن اتفاق أبرمته مع التحالف الدولي، وأوضح مسؤولون أتراك أنه "من دون تركيا يستحيل أخذ قرارات تتعلق بمستقبل الموصل".    

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حذر من أنه "من غير الوارد" أن تبقى تركيا خارج معارك الموصل.

المصدر : الجزيرة + وكالات