عملية "زيكيم".. بطولة عسكرية للبحرية القسامية

هجوم قام بها كوماندوز تابع لكتائب عز الدين القسام على قاعدتي زيكيم والبحرية الإسرائيلية في ثاني أيام العدوان على غزة سنة 2014، وخلف قتلى وجرحى، وتدمير آليات عسكرية، فيما استشهد المنفذون الأربعة.

تفاصيل العملية
نفذت الهجوم وحدة خاصة من كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، في ثاني أيام العدوان على غزة، واستهدف القاعدة البحرية الإسرائيلية مقابل موقع زيكيم العسكري.

وقد بدأ العدوان يوم 8 يوليو/تموز 2014 وأطلقت عليه إسرائيل اسم عملية "الجرف الصامد" فيما سمّته المقاومة بعملية "العصف المأكول".

وكشفت القسام في الذكرى السنوية الأولى لتنفيذ العملية عن أسماء المنفذين، وهم: خالد الحلو، وبشار عابد، وحسن الهندي، ومحمد أبو دية.

وقالت إن التحضير تطلب وقتا طويلا وتدريبا شاقا لتنفيذ عملية التسلل والتحرك لمسافة طويلة في أعماق البحر للوصول إلى قاعدتي زيكيم والبحرية الإسرائيلية.

وأضافت أن عملية زيكيم نفذت على مرحلتين، الأولى استطلاع للموقع نفذها أحد أعضاء الكوماندوز، بقي في منطقة قوات الاحتلال عدة ساعات، ثم عاد بمعلومات مفصلة عن الموقع وتفاصيله.

بعدها انطلقت الوحدة المكلفة بالهجوم فانقسمت إلى مجموعتين، وصلت الأولى إلى الشاطئ واشتبكت مع قوات الاحتلال عند موقع القيادة والسيطرة البحرية، ونجحت في إصابة جنود بشكل مباشر.

وانضمت المجموعة الثانية إلى المجموعة الأولى بعد نحو 45 دقيقة، حيث طور الهجوم بالتنسيق مع قيادة القسام التي بادرت إلى قصف قاعدة زيكيم بقذائف الهاون، وصواريخ 107.

وأكدت القسام أن الهجوم أوقع العديد من القتلى والجرحى في صفوف قوات الاحتلال، إلى جانب تدمير آليات عسكرية.

وقد سارعت إسرائيل إلى إخفاء خسائرها ومنع النشر حول تفاصيل العملية برمتها، وذكرت وقتها في بيان أنها تمكنت من قتل المهاجمين بمجرد نزولهم من الشاطئ، لكن شريط فيديو سربه الإسرائيليون أنفسهم كذب هذه الرواية، حيث برز مقاتلو القسام وهم يقتحمون الثكنة ويفجرون دبابة من نقطة الصفر. 

وتضمن شريط الفيديو مشاهد منتقاة للهجوم، ركزت بشكل أساسي على قصف وقتل كوماندوز القسام.

المصادر الإسرائيلية قالت وقتها إن مقاتلي كتائب القسام "أطلقوا النار نحو حارس القاعدة العسكرية في برجه وأصابوه بجراح طفيفة"، لكن الشريط التلفزيوني حذف هذا المقطع، وأظهر توجيه كمية هائلة من الرصاص والقذائف نحو المقاومين فيما كان الضابط يطلب توجيه المزيد من النار نحوهم.

رئيس ما يعرف بالمجلس الإقليمي لعسقلان يئير فرجون علق وقتها على العملية بقوله إن "حماس حاولت القيام بعملية نوعية وجريئة تتعدى إطلاق الصواريخ، وكادت تنجح وتؤدي لحادثة قاسية جدا لولا يقظة الجيش".

أما المحلل العسكري يوسي ميلمان فقال إن "العملية كانت مفاجئة وتركت أثرا كبيرا وكادت تغير مسار المواجهة الراهنة مع حماس".

واعترف وزير المخابرات والشؤون الإستراتيجية يوفال شطاينتس في حديث للإذاعة الإسرائيلية العامة بأن كل "المعارك العسكرية تشهد مفاجآت".

غير أن المحلل السياسي للإذاعة العامة تشيكو ميناشيه سخر من الأحاديث الإسرائيلية حول ضعف حماس، وقال إنه يستغرب كيف تقوى حركة ضعيفة على إطلاق الصواريخ إلى تل أبيب وما بعد تل أبيب. وتابع "استخدمت حماس منذ اليوم الأول من المواجهة أوراقا هامة ومفاجئة، منها الصواريخ ومنها الأنفاق العسكرية وعملية زيكيم".

فيما أشار الباحث مهند مصطفى إلى أن عملية زيكيم تدل على "تطور حركة حماس بالحرب النفسية، في إطار المعركة على الوعي وعلى ميزان الرعب".

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية