الحجر والمقلاع.. سلاح الفلسطيني لطرد المحتل الإسرائيلي

A Palestinian protester uses a slingshot to hurl stones towards Israeli troops during clashes near the border between Israel and Central Gaza Strip October 30, 2015. Knife-wielding Palestinians attacked Israelis in Jerusalem and the Israeli-occupied West Bank on Friday and one assailant was shot dead, police said, extending a wave of violence spurred in part by tensions over a Jerusalem holy site. REUTERS/Ibraheem Abu Mustafa
يعد المقلاع رمزًا للانتفاضات الفلسطينية (رويترز)

يعتمد الشبان الفلسطينيون في المواجهات المندلعة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق متفرقة من الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة على عدّة أسلحة ووسائل مختلفة، يندرج بعضها تحت مسمى "الأسلحة الشعبية البدائية"، ومنها الحجر والمقلاع والنَّقِيفة في مواجهة الجيش الإسرائيلي المدجج بمختلف أنواع الأسلحة الحديثة.

واستخدم الفلسطينيون هذه الأسلحة ذاتها (الحجارة والسكين والمقلاع) وغيرها منذ بدء الصراع مع القوات الإسرائيلية خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، وإلى الآن، رغم تطور صناعة الأسلحة العسكرية للفصائل الفلسطينية.

ووفق مسؤولين وخبراء إسرائيليين، فإن الأسلحة الفلسطينية -رغم بدائيتها وبساطتها أمام الآلات العسكرية الإسرائيلية المتطورة- فإنها تشكل "زعزعة للأمن"، لأن مستخدميها ينفذون عملياتهم بشكل فردي، وهذا "يشكل صعوبة في قيام القوات الإسرائيلية بمراقبة كل شاب فلسطيني".

وتواجه قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية هذه الأسلحة والتوترات بإطلاق النار مباشرة على المنفّذ، والرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المدمع وقنابل الصوت تجاه المتظاهرين، بالإضافة إلى اعتقال العشرات من الشبان.

وتدور مواجهات عنيفة بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية في مناطق متفرقة من الضفة الغربية ومدينة القدس وقطاع غزة كلما توترت الأوضاع بين الجانبين.

وفي ما يلي أبرز الأسلحة الفلسطينية المستخدمة في المواجهات مع إسرائيل:

الحجر
يعد الحجر السلاح الأول والأبرز والأكثر انتشارًا بالنسبة للشبان الفلسطينيين، حيث استخدموه بشكل رئيسي في المواجهات مع القوات الإسرائيلية منذ بدء الانتفاضة الأولى، التي أطلق عليها الفلسطينيون اسم "انتفاضة الحجارة".

وكان الشبان الفلسطينيون يرشقون الحجارة خلال التظاهرات، والاقتحامات الإسرائيلية للمخيّمات والقرى والمدن، بأيديهم أو بواسطة أدوات.

ورغم أن الحجر من وسائل المقاومة الشعبية البدائية، ولا تقارن قوة تأثيره بالبنادق والأسلحة المتطورة الإسرائيلية -كما يقول خبراء فلسطينيون- فإنه يشكل إزعاجا للسلطات الإسرائيلية.

وصادق الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 بالقراءتين الثانية والثالثة، على مشروع قانون تشديد العقوبات ضد راشقي الحجارة، بحيث يعاقب من تثبت عليه التهمة بالسجن الفعلي لمدة ثلاث سنوات كحد أدنى.

كما تبنى المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) منتصف شهر سبتمبر/أيلول الماضي في اجتماع عقده برئاسة بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء، قرارًا يقضي بتفويض الجنود الإسرائيليين بإطلاق النار على الفلسطينيين في حال تعرض الجيش أو مواطن يهودي للخطر من راشقي الحجارة".

المقلاع
استخدم الفلسطينيون المقلاع بشكل لافت في الانتفاضة الفلسطينية الأولى، حيث كان يتظاهر الشبان أمام الدوريات العسكرية الإسرائيلية، ويشعلون إطارات السيارات ويقذفون الحجارة بواسطة المقلاع.

وكانت السلطات الإسرائيلية تعاقب مستخدمي هذا "السلاح الأبيض" -الذي يعد من أشهر أسلحة الفلسطينيين الأساسية خلال المواجهات مع القوات الإسرائيلية- بالسجن لفترة تمتد لأشهر أو سنوات.

والمقلاع -الذي يعد رمزًا للانتفاضات الفلسطينية- عبارة عن حبل له طول معين، يعقده صاحبه من طرفيه ثم من منتصفه بطريقة معينة تسمح بوضع حجر في عقدة المنتصف، ثم يمسك طرفيه ويبدأ بالتلويح به بشكل دائري فوق رأسه، وبعدها يترك أحد الطرفين فينقذف الحجر باتجاه هدفه.

النَّقِيفة
وهي عبارة عن أداة خشبية على شكل حرف "Y"، تستخدم لرشق الحجارة أيضًا، حيث يتم ربط طرف الأداة بواسطة حبل مطاطي، تتوسط الحبل قطعة قماش يوضع بها الحجر.

ويقوم مستخدم النقيفة بسحب قطعة القماش التي بها الحجر للخلف، كما يفعل قاذف السهام، ثم يتركها ليتجه الحجر نحو هدفه.

السكين
نفّذ الفلسطينيون أول عملية طعن بالسكين خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، حيث يعد الأسير الفلسطيني المحرر من السجون الإسرائيلية خلال صفقة تبادل الأسرى (صفقة شاليط) عام 2011، عامر أبو سرحان "مفجّر ثورة السكاكين"، كما يُطلق عليه الفلسطينيون.

ونفّذ أبو سرحان عملية الطعن عندما كان في 18 من عمره في مدينة القدس عام 1990، ردّا على اقتحامات المستوطنين المسجد الأقصى في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول من العام ذاته.

وأدت عملية الطعن إلى مقتل ثلاثة مستوطنين، وحُكم على سرحان عقبها بالسجن ثلاثة مؤبدات، قضى منها 24 عامًا، قبل أن يتم الإفراج عنه خلال صفقة تبادل الأسرى.

وشهدت الانتفاضة الأولى ظاهرة حرب السكاكين، بشكل كبير، فقد هاجم الفلسطينيون العديد من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين بالسكاكين، وفق مصادر فلسطينية.

وتشكل هذه الأداة الحادة حاليًا هاجسًا وزعزعة للأمن الإسرائيلي، كما يقول مسؤولون إسرائيليون مؤخرًا، "لصعوبة مراقبة كل شاب فلسطيني يفكر بينه وبين نفسه بتنفيذ عملية طعن"، بينما يرى مراقبون فلسطينيون أن لهذا السلاح الأبيض "تأثيرا نفسيا كبيرا، وإضعافا لقوة الردع الإسرائيلية".

الزجاجات الحارقة
استخدمها الفلسطينيون مثل باقي الأسلحة السابقة منذ بداية الانتفاضة الأولى، حيث كانوا يقذفونها على قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال المواجهات والتظاهرات.

والزجاجات الحارقة عبارة عن زجاجة تحتوي على مواد وسوائل قابلة للاشتعال، كالبنزين والكيروسين، وأول من استخدمها الإسبان خلال الحرب الأهلية الإسبانية التي وقعت بين عامي 1936 و1939، وفي الحرب العالمية الثانية.

ويُشعل قاذف الزجاجة قطعة القماش الخارجة من غطائها، والتي تكون مغموسة بأحد أنواع الوقود، ثم يلقيها سريعا تجاه هدفها، وبدورها تنفجر وتسبب الحريق.

الدعس
نفّذ العديد من الفلسطينيين عمليات دعس للجنود والمستوطنين الإسرائيليين، بواسطة مركباتهم وشاحناتهم.

وتسببت عمليات الدعس بقتل العشرات من الإسرائيليين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، وفي حال تنفيذ هذه العمليات حاليًا، فإنها تحدث في الضفة الغربية والقدس، دون قطاع غزة، بسبب الانسحاب الإسرائيلي من القطاع عام 2005.

المصدر : وكالة الأناضول