الغاز المدمع

A violent demonstrator covers a tear gaz can fired by the police in Belo Horizonte, Brazil on June 26, 2013, during a protest outside the Mineirao stadium where Brazil was playing the semi final match of the Confederations Cup against Uruguay. The protests come as Brazil hosts a dry run for the World Cup, called the Confederations Cup.
الشرطة تستخدم الغازات المدمعة لفض التجمعات الاحتجاجية (غيتي)

يعد الغاز المدمع من الوسائل القديمة المستخدمة في السيطرة على الاحتجاجات المدنية وفض التجمعات الاحتجاجية، وإنهاء أعمال الشغب.

الخصائص
تتكون الغازات المدمعة من جزئيات صلبة متناهية الصغر تتحول عند إطلاقها في الجو إلى غازات تتسبب في إصابة مستنشقيها بأعراض مختلفة تتراوح بين السعال والتهاب الرئتين والعينين، وتؤدي أحيانا للإصابة بحروق أو بالعمى المؤقت، وتقود في حالات نادرة إلى تقيؤ متواصل يفضي إلى الموت.

وتعمل الغازات المدمعة على تهييج الأغشية المخاطية في العين والأنف والفم والرئتين، مما يسبب البكاء والعطاس والسعال وصعوبة التنفس، ويتم هذا عن طريق استخدام رذاذ الفلفل الأسود وثلاث مواد كيميائية يرمز لها اختصارا بالحروف (سي أن) و(سي آر) و(سي أس).

ترجع المصادر التاريخية استخدام الغاز المدمع إلى نحو ألف سنة خلت، وتشير إلى سبق الصينيين في هذا المجال بإفقاد أعدائهم الرؤية بقذفهم بالفلفل المطحون المغلف بأوراق قش الأرز.

ومثل شيوع استعمال الشرطة والقوى الأمنية قنابل الغازات المدمعة -في تفريق مظاهرات سياسية خلال السنوات الأخيرة- قاسما مشتركا بين دول توصف بالديمقراطية وأخرى تنعت بالدكتاتورية.

تأثيرات متفاوتة
تتفاوت تأثيرات الغازات المدمعة حسب نوعها وكميتها التي يستنشقها الشخص، وينتج في العالم من هذه الغازات ما يقارب 15 نوعا، من أشهرها ثلاثة تختلف في ما بينها وفقا لتأثيراتها، وهي:

– الأقل تأثيرا: وهو الشائع الاستخدام ويصنع من غاز "سي أن" ذي التأثير الوقتي والذي يتلاشى سريعا.
– المتوسط التأثير: ويصنع من غاز "سي أس" ويعتبر أكثر فعالية وسمية وإضرارا بالبيئة.
– الأقوى تأثيرا: وتم إيقاف استخدامه عام 1956 بسبب تأثيراته المسببة لتقيؤ متواصل قد يفضي إلى الوفاة.

وتصنع قنابل الغاز المدمعة المستخدمة في فض الاحتجاجات السياسية في الأغلب من جسم خارجي من الألمنيوم في أعلاه خمسة ثقوب وأسفله ثقب واحد مغطاة كلها بطبقة من الشمع اللاصق، ويؤدي إطلاق القنبلة المدمعة إلى ذوبان طبقة الشمع اللاصق وخروج الغاز من القنبلة.

أعراض ونصائح
يمكن أن يتسبب التعرض للغازات المدمعة لفترات طويلة وفي أماكن سيئة التهوية في حدوث مشاكل صحية خطيرة، من بينها الغلوكوما المسبب أحيانا للعمى، والحروق من الدرجة الثانية، والموت الناشئ عن حروق كيميائية للرئتين أو البلعوم، وتعريض النساء الحوامل لخطر الإجهاض.

وتنصح منظمات حقوقية وسياسية دولية الراغبين في التظاهر بالوقاية من تأثيرات الغازات المدمعة باستخدام أقنعة واقية، أو وضع منديل مبلل بالماء والخل على الأنف، أو غسل الوجه مقدما بالماء وصابون زيت الزيتون، وعدم لمس العين عند الإصابة.

وتلزم قوانين الأنظمة الموصوفة بالديمقراطية قوات الشرطة بالتدرب جيدا على استخدام القنابل المدمعة، وعدم إطلاقها إلا في حالة الضرورة، مع مراعاة معايير قانونية محددة لهذا الغرض، غير أن هذه المعايير لا يتم الالتفات إليها في كثير من الدول التي تستخدم أجهزتها الأمنية الغازات المدمعة لتفريق التجمعات الاحتجاجية.

المصدر : الجزيرة