شوكان.. السجين الذي "أهانته" مصر وكرمته اليونسكو

المصور الصحفي محمد أبو زيد شوكان

مصور صحفي مصري اعتقل في العام 2013 خلال التقاطه صورا من عملية فض اعتصام رابعة العدوية، يعاني من التهاب الكبد وتزداد أوضاعه الصحية والنفسية سوءا بشكل مستمر بحسب الهيئات الحقوقية. منحته اليونسكو جائزتها العالمية لحرية الصحافة نظرا لـ"شجاعته، ونضاله والتزامه بحرية التعبير".

المولد والنشأة
ولد محمود عبد الشكور أبو زيد المعروف باسم شوكان في عام 1987 في مصر.

الدراسة والتكوين
تخرج شوكان في قسم الصحافة من أكاديمية أخبار اليوم عام 2010، وبدأ التدريب لمدة ستة أشهر في جريدة الأهرام المسائي بالإسكندرية وهو ما زال طالبا.

اعتقال ومعاناة
عمل شوكان مصورا صحفيا لدى أكثر من وكالة عالمية، كما عمل خلال فترة وجيزة مع صحيفة الأهرام المسائي، قبل أن ينتهي به المطاف مصورا لدى وكالة ديموتيكس البريطانية.

ألقي القبض على شوكان أثناء تغطيته مظاهرة ميدان رابعة العدوية في 14 أغسطس/آب 2013، وما زال يقبع في السجن منذ ذلك الحين.

وتقول الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان إن قوات الأمن المصرية اعتقلت شوكان وعددا من المصورين والصحفيين المصريين والأجانب في الساعات الأولى من عملية الفض وضرب ضربا مبرحا وتم تجريده من كافة معداته، ورغم أنه قدم لأجهزة الأمن كل الأدلة والشهادات التي تثبت أنه صحفي، ومنها خطاب وكالة "ديموتيكس" الذي أرسلته إلى السلطات المصرية تؤكد فيه أن شوكان كان يغطي الأحداث لصالح الوكالة وليس مشاركا فيها، فإن السلطات المصرية أصرت على تجاهل هذه الحقيقة وقررت مد فترة حبسه.

وتضيف الشبكة أن شوكان "تعرض لمشاكل صحية نتيجة حبسه في ظروف غير ملائمة وحرمانه من تلقي الرعاية الطبية المناسبة، حيث يعاني من التهاب الكبد والأنيميا الحادة وانخفاض معدل السكر في الدم، وتقدمت عائلته بما لا يقل عن 17 التماسا إلى النائب العام للإفراج عنه لأسباب صحية، ولكن دون جدوى".

أمر النائب العام المصري في سبتمبر/أيلول 2013 بتجديد حبس شوكان في قضية فض اعتصام رابعة، وفي بداية عام 2017، طالب المدعي العام المسؤول عن ملفه بتنفيذ عقوبة الإعدام ضده، وفي 3 مارس/آذار 2018 طالبت النيابة العامة بإنزال "أقصى عقوبة" وهي الإعدام شنقا في حق 700 متهم بينهم شوكان في قضية فض اعتصام رابعة التي يحاكم فيها حسب منظمة مراسلون بلا حدود.

وقد صنف فريق العمل التابع للأمم المتحدة المعني بالاحتجاز التعسفي اعتقاله واحتجازه بأنه تعسفي ومناهض للحقوق والحريات التي ينص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.

كتب شوكان رسائل من سجنه، إحداها كتبها بعد مرور 500 يوم على اعتقاله جاء فيها "أريد أن أعرض عليكم القليل من حياة المعاناة التي أحياها في السجن. إنها حياة بعيدة كل البعد عن الحياة الحقيقية وعن الحياة التي كنت أحياها. إنها كابوس لا ينتهي في هذا الثقب الأسود الذي أنا عالق به. لقد أصبح الغروب شريط رفيع خلال شبكة الحديد".

"أريد أن أقول لكم عن معاناة السجن اليومية التي أجد نفسي مجبرا لمواجهتها. كيف يتحكم فيك ويسيطر عليك ظالمون. كيف يتم سجنك بعادات الآخرين وتحبس مع العديد من الآخرين. كيف تجبر على الوضع المستحيل، محاولا أن تعيش حياة غير طبيعية كل شيء هنا سجن. لا أستطيع أن أرى السماء بوضوح دون شبكة الحديد والقضبان. لا يسعني رؤية السماء إلا من ثقب صغير في السقف. الحديد يسيطر على المكان هنا. أبواب حديدية ثقيلة وغرفة مظلمة مثل القبر".

جوائز
حصل شوكان في العام 2016 على الجائزة الدولية لحرية الصحافة لعام 2016 التي تقدمها لجنة حماية الصحفيين، وهي منظمة مهنية دولية غير ربحية تعرف اختصارا باسم "سي بي جي" (CPJ)، وتضع ضمن أهدافها الرئيسية حماية الصحفيين مما تعتبره مضايقات الحكومات ومنعهم من حقهم في أداء مهنتهم في ظروف طبيعية.

وفي 23 أبريل/نيسان 2018 أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة أنها ستمنح شوكان جائزة اليونسكو الدولية لحرية الصحافة، المعروفة باسم جائزة "جييرمو كانو" تقديرا لشجاعته، وأعلنت أن إقامة الاحتفال الخاص بتسليم الجائزة سيكون في الثاني من مايو/أيار 2018 بدولة غانا، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي تستضيف غانا فعاليّاته لهذا العام ويحمل شعار "توازن القوى: الإعلام والعدالة وسيادة القانون".

وقالت رئيسة اللجنة التي تمنح الجائزة ماريا ريسا إن "اختيار محمود أبوزيد جاء تقديرا لشجاعته، ومقاومته والتزامه بحرية التعبير".

وتقول اليونسكو إنها تمنح الجائزة سنويا "للأشخاص والمنظمات والمؤسسات التي تساهم مساهمة بارزة في الدفاع عن حرية الصحافة وتحفيزها في كل مكان في العالم، لا سيما هؤلاء الذين يتحدون المخاطر لتحقيق هذه الغاية". وتبلغ قيمة الجائزة 25 ألف دولار وهي تشتق اسمها من الصحفي الكولومبي جييرمو كانو إيسازا الذي اغتيل أمام مقر صحيفته في العاصمة الكولومبية بوغوتا يوم 17 ديسمبر كانون الأول 1986.

واستنكرت الخارجية المصرية في بيان شديد اللهجة موجه لليونسكو قيام المنظمة بترشيح "شوكان الإرهابي للجائزة". وأضافت أن شوكان "متهم بارتكاب أعمال إرهابية وجرائم جنائية منها جرائم القتل العمد والشروع في القتل والتعدي على رجال الشرطة والمواطنين وإحراق وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة".

وبينما نددت المؤسسات الرسمية المصرية بمنح الجائزة إلى شوكان، عبر عدد من الحقوقيين المصريين عن سعادتهم عبر تغريدات على تويتر.

وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان "بوصفنا نتولى الدفاع عن المصور الصحفي محمود شوكان أمام القضاء، فإننا نخشى من أن تكون تلك التصريحات معبرة عن نية مبيتة ومسبقة للسلطات المصرية تتجه إلى إدانة المصور الصحفي حتى قبل أن نقدم دفاعنا عنه".

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية