ريم بنا.. "صوت القضية" الفلسطينية

قالت الفنانة الفلسطينية ريم البنا

فنانة وملحنة فلسطينية وناشطة من أجل العدالة والحرية كما تعرف بنفسها في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. اشتهرت بأغانيها الوطنية والملتزمة والمستمدة من التراث الفلسطيني، وأطلق عليها اسم "صوت القضية".

المولد والنشأة
ولدت ريم بنا يوم 6 ديسمبر/كانون الأول 1966 في مدينة الناصرة بالجليل شمالي فلسطين المحتلة عام 1948، وهي ابنة الشاعرة الفلسطينية زهيرة صباغ. تزوجت عام 1991 من الموسيقي الأوكراني ليونيد أليكسيانكو الذي درس معها الموسيقى والغناء، وأنجبا ثلاثة أطفال، لكنهما انفصلا عام 2010.

الدراسة والتكوين
تخرجت في المعهد العالي للموسيقى بالعاصمة الروسية موسكو عام 1991.

التجربة الفنية
أحبت ريم الغناء منذ صغرها، وشاركت في المهرجانات والمناسبات الوطنية التي كانت تقام في مسقط رأسها، ومع ازدياد شغفها بالموسيقى اتجهت نحو احتراف الغناء، ومن أجل ذلك ذهبت إلى موسكو للدراسة في المعهد العالي للموسيقى، وتخصصت في الغناء الحديث وقيادة المجموعات الغنائية.

أصدرت بعد ذلك عدة ألبومات غنائية بلغ عددها 13 وطغى عليها الطابع الفلسطيني الوطني مع اهتمام خاص بالغناء للأطفال، واستطاعت أن توصل صوتها إلى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وفي المخيمات، وحيثما تواجد الفلسطينيون في أماكن العالم.

ومن أبرز الألبومات التي أصدرتها: "جفرا" عام 1985، و"مرايا الروح" عام 2005 الذي كرس للغناء عن الأسرى الفلسطينيين والمعتقلين العرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي، و"دموعك يا أمي" عام 1986،  و"الحلم" عام  1993، و"قمر أبو ليلة" 1995 وهو ألبوم للأطفال.

وهناك أيضا "وحدها بتبقى القدس" الذي أصدرته ريم عام 2001، و"مواسم البنفسج" عام 2007 وهو عبارة عن أغانٍ لفلسطين، و"تهاليل من محور الشر" عام 2004 بمشاركة فنانين عالميين، و"صرخة من القدس" عام 2010 مع فنانين فلسطينيين، و"لم تكن تلك حكايتي" عام 2006 مع الملحن الدانماركي هنريك كويتس، و"نوار نيسان" عام 2009 وهو أغاني أطفال مهداة إلى الأطفال الفلسطينيين اللاجئين.

وأعلنت الفنانة الفلسطينية توقفها عن الغناء عام 2016، وكتبت يومها تقول: "صوتي الذي كنتم تعرفونه، توقف عن الغناء الآن أحبتي.. وربما سيكون هذا إلى الأبد".

ومن أبرز الأنماط الغنائية التي انفردت بها ريم هي التهاليل التراثية الفلسطينية، بالإضافة إلى أنها كانت تلحن الأشعار التراثية غير الملحنة بأسلوب حداثي خاص بها، مسترشدة بالموسيقى الشعبية الفلسطينية والعربية القديمة وإيحاءات موسيقى الشعوب في العالم.

تقول على صفحتها الشخصية في فيسبوك إن أغانيها وألحانها مستمدة من وجدان الشعب الفلسطيني ومن تراثه وتاريخه وحضارته، "الموسيقى والألحان نابعة من صلب القصيدة وروافدها ومن الإحساس بإيقاع الكلمة، ويأتي التزاوج بين الكلمة واللحن بالأغاني العذبة التي تحملنا إلى سماء فلسطين ومنها إلى العالم".

الجوائز والأوسمة
تلقت ريم خلال مسيرتها الفنية عدة جوائز، أبرزها تكريمها كشخصية العام وسفيرة السلام في إيطاليا عام 1994، وشخصية العام من وزارة الثقافة التونسية عام 1997، كما فازت بجائزة فلسطين للغناء عام 2000، وبجائزة ابن رشد للفكر الحر عام 2013.

اختيرت ريم شخصية فلسطين الثقافية عام 2016 تقديرا لمسيرتها الطويلة في الغناء من أجل فلسطين وأطفالها.

الوفاة
توفيت ريم البنا فجر يوم 24 مارس/آذار 2018 عن عمر يناهز 52 عاما في أحد مشافي مدينة الناصرة، وذلك بعد تدهور مفاجئ طرأ على صحتها، علما بأنها كانت قد أصيبت بسرطان الثدي وهزمته.

نعتها حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وقالت إنه برحليها "خسرت فلسطين فنانة عظيمة نذرت نفسها حتى تعلي صوت فلسطين وتسمعه للعالم. ووهبت نفسها لقضية شعبها عبر الكلمة والصوت، مؤكدة أن الفن أيضا أداة من أدوات النضال التحرري".

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية