محمد حرب.. الثائر على الإنجليز والإيطاليين والإسرائيليين

اللواء محمد صالح حرب .. وزير دفاع مصري وثائر في حقبة الاحتلال البريطاني

محمد صالح حرب ثوري وعسكري وسياسي مصري خاض كفاحا مسلحا ضد الاحتلال البريطاني لبلاده، وقاتل إلى جانب الثوار الليبيين لطرد الاستعمار الإيطالي، ولعب أدوارا بارزة في التعبئة للجهاد في فلسطين.

المولد والنشأة
ولد محمد صالح بن محمد علي حرب في جزيرة الحربيات بمحافظة أسوان جنوبي مصر عام 1889، لأب مصري وأم سودانية. كان جده محمد بك علي مهندسا عسكريا برتبة مقدم أرسلته السلطات المصرية إلى السودان في مهمة، ولكنه أقام هناك لفترة طويلة. ومن هنا كانت لهذه العائلة علاقات وطيدة بالسودان.

الدراسة والتكوين
بدأ تعليمه بحفظ القرآن الكريم، فكان ذلك عاملا مهما في تكوينه الإسلامي. ثم التحق بمدرسة أسوان الابتدائية. وتقول المصادر إنه كان زميلا للأديب عباس محمود العقاد في فصل واحد من هذه المدرسة.

وبعد تلقي مراحل التعليم الأولية التحق محمد حرب بمدرسة خفر السواحل وتخرج فيها برتبة ملازم ثان، وقد ترقى بعد ذلك في ظروف ومناسبات مختلفة إلى أن حصل على رتبة لواء.

الوظائف والمسؤوليات
شغل منصب الحاكم العسكري والمدني لمنطقتي أسوان ومرسى مطروح في العقد الثاني من القرن العشرين، ونال عضوية البرلمان في الفترة من 1926 حتى 1930 بعد انتخابه، وعمل وكيلا لمصلحة السجون بين عامي 1930 و1939 وشغل منصب وزير الدفاع بين عامي 1939 و1940.

التجربة السياسية
في مرحلة مبكرة من شبابه ارتبط اسم محمد حرب بالتحرر والكفاح ضد الاحتلال، فكانت له أدوار مشهودة في مواجهة الإنجليز بمصر وقتال الإيطاليين في ليبيا، كما نشط في المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والفلسطينية.

أثناء توليه منصب الحاكم العسكري والمدني لمنطقتي مرسى مطروح وسيوة استغل محمد حرب نفوذه لتهريب الأسلحة والمؤن لدعم الثوار الليبيين ضد الاحتلال الإيطالي. ونسق مع الأتراك لإرسال بعض ضباطهم لتدريب قوات المجاهد عمر المختار.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 1915 أطلق ثورة مسلحة ضد الوجود الإنجليزي بمصر بعد أن حشد العديد من أبناء القبائل وانضمت له القوات السنوسية الليبية.

وترى بعض المصادر أن هذه أول ثورة عسكرية يقوم بها المصريون منذ الاحتلال البريطاني الذي بدأ عام ١٨٨٢.

وبعد أن أجهض الإنجليز ثورته المسلحة وأنهوا سيطرته على منطقة الواحات عام 1918 بعد حوالي ثلاث سنوات من القتال ضدهم، توجه محمد صالح إلى تركيا في سبيل البحث عن الدعم لاستكمال مسيرته الجهادية.

ولكن هزيمة الأتراك في الحرب العالمية الأولى وضعت حدا لخططه. ولاحقا شارك مع مصطفى كمال أتاتورك في حربه على اليونان والحلفاء.

حكم عليه الحلفاء بالإعدام وعاش منفيا خارج مصر حتى عام 1924 عندما صدر قرار العفو عن المنفيّين.

بعد عودته لمصر انضم محمد حرب لحزب الوفد وشغل العديد من المناصب المهمة، فنال عضوية البرلمان لعدة سنوات، وعمل وكيلا لمصلحة السجون لفترة طويلة، وختم مسيرته في الوظائف الرسمية بتولي منصب وزير الدفاع وقائد القوات المسلحة عام 1939. وفي عام 1940 غادر هذا المنصب.

وتولى عام 1942 رئاسة جمعية الشبان المسلمين، حيث استأنف نشاطه التحرري ضد الإنجليز. وبضغط من بريطانيا نفته الحكومة المصرية إلى السودان.

أثناء وجوده بالسودان شغل عضوية لجنة وادي النيل التي قامت بجمع التبرّعات وشراء الأسلحة وتدريب المجاهدين لإرسالهم إلى فلسطين.

وفي عام 1945 عاد محمد حرب لمصر وجعل من جمعية الشبان المسلمين قبلة لقادة الثورات التحررية ومنبرا للدفاع عن القضية الفلسطينية.

الوفاة
وفي عام 1968 توفي اللواء محمد صالح بن محمد علي حرب عن عمر ناهز 80 عاما.

المؤلفات
ألف عنه كتاب "ذكريات اللواء محمد صالح حرب" يعرض بالتفصيل لأهم اللحظات والأحداث التي عاشها الراحل.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية