أوزديمير.. "تركي" يتزعم حزبا رئيسيا بألمانيا

Co-leader of the German environmental Greens party 'Die Gruenen' Cem Ozdemir arrives for a press conference one day after regional election polls in Berlin on September 19, 2016. / AFP / TOBIAS SCHWARZ (Photo credit should read TOBIAS SCHWARZ/AFP/Getty Images)
ينحدر أوزديمير من أصول تركية ولكنه من أشد الساسة الألمان مناهضة لحكومة أنقرة وسياساتها (غيتي)

سياسي ألماني شركسي من أصل تركي، كان أول سياسي من أصل تركي يصبح عضوا في البرلمان الألماني (بوندستاغ) عرف بمواقفه المناهضة لسياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والمطالبة بسياسات أكثر تشددا تجاه أردوغان وحكومته، كما عرف بدعواته لمزيد من الانفتاح على اللاجئين.

المولد والنشأة
ولد جيم أوزديمير يوم 21 ديسمبر/كانون الأول 1965 بمدينة باد أوراخ (Bad Urach) الألمانية، من أبوين تركيين مسلميْن مهاجرين وصلا ألمانيا مطلع عام 1960.

الدراسة والتكوين
أكمل أوزديمير دراسته في التربية الاجتماعية بمدينة ريوتلنغن عام 1994.

التجربة السياسية
انخرط أوزديمير مبكرا في حزب الخُضر الذي يعتبر من أكبر الأحزاب البيئية في ألمانيا وأوروبا بشكل عام، ونشط في لجنة حزب الخُضر الإقليمية بولاية بادن فورتمبرغ منذ أواخر الثمانينات.

وعام 1994 حققا إنجازا هاما في مسيرته السياسية بعد انتخابه عضوا في البرلمان، حيث كان أول سياسي ألماني من أصل تركي ينتخب في البودندستاغ.

وتولى رئاسة المجموعة الألمانية التركية البرلمانية بالفترة ما بين عامي 1998 و2002. ويوم 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2008 رئيسا لحزب الخضر الذي يتقاسم شخصان رئاسته. وقد أُعيد انتخاب كلاوديا روث في التاريخ ذاته للرئاسة المشتركة للحزب.

مواقف
تنازع الخضر الذي يتولى أوزديمير رئاسته منذ بداياته الأولى تياران: الأول يساري يميل إلى "الأصولية اليسارية" والآخر براغماتي يبحث عن الحلول الوسط ونقاط التقارب مع الأحزاب الأخرى.

وقد شكل الحزب ظاهرة في تاريخ الأحزاب السياسية الألمانية، في تعبير واضح عن تحول جذري في بنية المجتمع حيث تحول حزب الخضر من رافض للمؤسسة السياسية إلى فاعل مهم فيها.

وكان لأوزديمير دور في صناعة وتعزيز ذلك التوجه، حيث ينتمي إلى التوجه "الواقعي" في الحزب، ويؤكد الحرص على "تحديد أهداف يمكن تحقيقها".

وقد رفض جيم أوزديمير في يناير/كانون الثاني 2015 إجراء حوار مع حركة "بيغيدا" المعادية للإسلام والمسلمين، وقال في تصريحات صحفية "هناك خطوط حمراء عندما يتعلق الأمر بالمبادئ الأساسية لبلادنا" معتبرا أن الحركة لا تمثل ألمانيا وأن "التعصب لا يمكن مكافحته بتعصب آخر".

ينتمي للتوجه "الواقعي" بالحزب، ويؤكد الحرص على تحديد أهداف يمكن تحقيقها، كما يناضل من أجل دمج المهاجرين بالمجتمع، ويقول -وفق دويتشه فيله- إن ألمانيا استغرقت الكثير من الوقت لتعرف أنها دولة هجرة.

ويرى أن عوائق الاندماج الكامل للمهاجرين بألمانيا أن بعض الدول -ومنها تركيا وروسيا– لا تريد لمواطنيها الاندماج بالمجتمع الألماني، بل تسعى لأن يستمروا في تلقي الإشارات من قياداتهم هناك في بلدانهم الأصلية.

ويطالب بتشدد أكثر تجاه أردوغان ومواجهة سياساته بشكل أقوى، ويقترح بهذا الصدد تعليق مباحثات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي في انتظار معرفة ما إذا كانت أنقرة ستقر عقوبة الإعدام أم لا.

وناشد المنحدرين من تركيا عدم السماح لـ "المحرضين" التابعين لأردوغان بتخويفهم. وقال في برنامج إذاعي محلي "الذراع الممتدة لأردوغان ليس لها مكان بألمانيا". وأشار إلى أن أردوغان يحاول التسلل لداخل الجالية التركية مشددا على ضرورة أن تصدر الأوساط السياسية والرأي العام الألماني رفضها.

ويدعو أوزديمير بشكل مستمر إلى اعتماد معيار الكفاءة في إسناد وتوزيع المسؤوليات السياسية، بعيدا عن خلفيات الأصول الأجنبية.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية