الطبيب حتحوت.. أفراح النضال وجراح الغربة والاعتقال

الجزيرة - حسان حتحوت - طبيب وسياسي مصري /إخواني/ توفي 2009

حسان حتحوت طيب ومناضل مصري ينتمي إلى الرعيل الأول من الإخوان المسلمين، جاهد في فلسطين واعتقل في وطنه مرتين ثم هاجر إلى الكويت وأقام فيها سنين عديدة، ومنها إلى الولايات المتحدة حيث قضى بقية عمره.

المولد والنشأة
ولد حسان حتحوت يوم 23 ديسمبر/كانون الأول 1924 في مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفيّة شمال القاهرة لأسرة اشتهرت بالنضال، فقد كان والده شاعرا وطنيا بينما قادت أمه أول مظاهرة بالريف ضد الاستعمار الإنجليزي.

الدراسة والتكوين
أنهى دراسته الابتدائية في شبين الكوم بالمنوفية وانتقل مع أسرته إلى القاهرة حيث حصل على الثانوية العامة، ثم التحق بكلية الطب في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليا) وتخصص في مجال طب النساء والولادة.

ولاحقا سافر حتحوت إلى إنجلترا ومنها حصل على الدكتوراه ودرجة الزمالة في علم الأجنة.

الوظائف والمسؤوليات
عمل في مستشفى الدمرداش بالقاهرة لمدة سنة واحدة، ثم بالقسم الريفي في بعض ضواحي مدينة المنصورة بمصر. وفي عام 1961 عمل حتحوت مدرسا في كلية الطب بعين شمس، وفي كلية الطب بجامعة أسيوط الجديدة عام 1963، وأسس قسم التوليد وأمراض النساء في جامعة الكويت.

التجربة السياسية
بالنظر إلى البيئة النضالية التي نشأ فيها والواقع السياسي آنذاك، انخرط حسان حتحوت باكرا في الحركة الوطنية وكان يخطب في طلاب مدرسته ويقود مظاهراتهم عام 1935.

وفي البداية ناضل في صفوف حزب الوفد، لكنه انضم لجماعة الإخوان المسلمين عام 1941 وتتلمذ على يد مؤسسها الشيخ حسن البنا وكان شديد التأثر به.

يقول حتحوت عن البنا "هو خير مَن عرفت من الرجال وخير مَن عرفت من الزعامات، ولا أظن أن إعلاما في العالم قُطريا أو عالميا حُشِد لتشويه صورة إنسان مثلما فعلوا مع حسن البنا، لكنني عرفته عن كثب، كان رجلا مؤمنا صادقا مهذبا لطيفا سمحا، كانت أعجوبته أنه عادي في كل شيء".

لعب حتحوت دورا بارزا في الحركات الطلابية، وشارك بعد تخرجه من كليّة الطب في كتائب الإخوان المسلمين في فلسطين عام 1948، وكان يجري العمليات الجراحيّة في مستشفى الرملة عام 1948.

وعن أسباب فشل العرب في صراعهم العسكري مع إسرائيل، قال حتحوت خلال استضافته في حلقة برنامج "زيارة خاصة" على شاشة  قناة الجزيرة عام 2006، إن "العرب خذلوا القضية الفلسطينية وعندما أتذكر حديث الرجل الذي سأل النبي: يا رسول الله، الرجل يقاتل حمية والرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل ليُرى مكانه فأي ذلك في سبيل الله؟ قال: مَن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله؛ لا أعتقد أن مقصد الدول العربية كان أن تكون كلمة الله هي العليا، ولا أعتقد أنهم قدّروا قوة الطرف الآخر قبل أن يدخلوا هذه الحرب".

اعتقل بعد عودته من فلسطين، وعندما أفرج عنه غادر إلى الكويت وأقام فيها نحو ثلاث سنوات، ثم عاد إلى مصر حيث درّس في كليتي الطب بعين شمس وأسيوط. وخلال هذه الفترة عمل على دعم العلاقة بين المسلمين والأقباط من خلال محاضراته ودروسه، مما أكسبه مكانة بين الجمهور.

ولكن السلطات المصرية اعتقلته عام 1965، ومكث في السجن عدة أشهر، ويروي أنه لم يتعرض جسديا للتعذيب ولكنه شاهد عمليات تعذيب رهيبة عرفت حينها بحسبه باسم "المحرقة".

بعد الإفراج عنه سافر إلى الكويت مرة أخرى مقررا عدم العودة إلى مصر ثانية، وهناك أقام في الفترة من 1966 وحتى 1988، وأسّس قسم التوليد وأمراض النساء في جامعتها.

وفي عام 1989 غادر حتحوت إلى الولايات المتحدة واستقر بها، حيث أسس مركزا إسلاميا في كاليفورنيا وعمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة حول الإسلام، وفي سبيل ذلك تحدث في وسائل الإعلام وألقى محاضرات في الكنائس.

نادى حتحوت بمسؤولية الحاكم أمام المحكومين، وبجواز عزله إذا لم يعدل في حكمه، لأن "هذا هو الإسلام الحقيقي وهذا هو حكم الشريعة الحقيقي".

وفي جانب من حدثيه لبرنامج "زيارة خاصة"، كشف عن جزء من رسالة إلى زوجته سالوناز وهو في صدد السفر إلى فلسطين، جاء فيها "هو وداع إلى حين من النفس المطمئنة حتى نرجع إليك إن شاء الله راضية مرضية، فاحفظي عني وصوني لي أيتها الأخت الوفية والزوجة المخلصة، وإذا رحلت فزوديني من بطولتك وصلابتك ما تزودينني من حنوك وعطفك، وفيضي عليّ من إيمانك ونحن من قبل ومن بعد على كف الله وبعينه؛ ولك الحب وعليك السلام يا سالوناز".

المؤلفات
نشر الدكتور حتحوت أكثر من مئة بحث في المجلات العلميّة، ومن مؤلفاته: "الإجهاض في الدين والطب والقانون"، و"استخدام الأجنة في البحث والعلاج". وله ديوان شعري بعنوان "جراح وأفراح".

الوفاة
توفي الدكتور حسان حتحوت يوم 25 أبريل/نيسان 2009 بولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية