محمد حبيب.. مسارات الدعوة والسياسة والجيولوجيا

محمد حبيب – نائب المرشد العام للإخوان المسلمين - بلا حدود

محمد حبيب، أستاذ جيولوجيا وداعية ونائب سابق بالبرلمان المصري، سجن بعهدي أنور السادات وحسني مبارك. تبوأ العديد من المناصب القيادية بجماعة الإخوان المسلمين وانشق عنها بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.

المولد والنشأة
ولد محمد السيّد حبيب عام 1943 في محافظة دمياط بأقصى الشمال المصري.

الدراسة والتكوين
تخرج من كلية العلوم بجامعة أسيوط بامتيازٍ عام 1964. ومن ذات الجامعة نال درجة الماجستير عام 1968 ثم الدكتوراه في فلسفة العلوم عام 1972. ولاحقا درس علم الاستشعار عن بُعد وتطبيقاته في مجال الثروة المعدنية بـ الولايات المتحدة.

الوظائف والمسؤوليات
عُيِّن مدرسًا بكلية العلوم في جامعة أسيوط عام 1972، وحصل على درجة أستاذ مساعد عام 1979، ثم درجة أستاذ عام 1988. شغل عضوية مجلس الشعب عن الإخوان المسلمين في الفترة من 1987 وحتى 1990. وانتخب عام 2004 نائبا للمرشد العام للجماعة.

التجربة السياسية
نشط حبيب داخل صفوف التيارات الإسلامية في شبابه، وشارك في تأسيس الجمعية الإسلامية للدعوة وتنمية المجتمع في أسيوط عام 1977.

عام 1981 اعتقل نظام الرئيس الراحل أنور السادات محمد حبيب ضمن حملة اعتقالات من بين 1536 شخصًا بتهمة لانتماء لجماعة الإخوان. وبقرار من السادات فصل محمد حبيب من جامعة أسيوط، ولكن القضاء أعاده لوظيفته عام 1982.

وقد شغل عضوية مجلس الشعب في الفترة من 1987 إلى 1990، وانتُخب عضوًا بمجلس نقابة العلميين عام 1994.

وفي عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك أدين محمد حبيب بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين 1995 وحكم عليه بالسجن خمس سنوات. كما أدين بذات التهمة عام 2001 وحكم عليه بالسجن لمدة عام وثلاثة أشهر وأخلي سبيله في أغطس/آب 2002.

وخلال مسيرته في جماعة الإخوان، تبوأ د. حبيب العديد من المناصب الدعوية والنقابية والسياسية داخل الجماعة إلى أن انتخب نائبا لمرشدها العام يوم 21 يناير/كانون الثاني 2004.

وقد كان محمد حبيب يؤمن أن جماعة الإخوان بأنشطتها التواصلية والتفاعلية أكبر من أن يستوعبها حزب سياسي، ولكنه لم يكن يمانع في إنشاء حزب مرتبط بها "فليس في ذلك أي ازدواجية".

عرف عنه قوله إن الإخوان إذا وصلوا للحكم "سوف يراجعون معاهدات التسوية مع الكيان الصهيوني والمعونة الأميركية" التي يرى أنها "صارت قيدا على المصريين ويجب أن تنتهي".

وفي المسألة القبطية، يقول حبيب "نحن نعتبر إخواننا المسيحيين أو الأقباط في مصر هم مواطنون عاديون، وجزء من نسيج هذا المجتمع، وهم شركاء الوطن والمصير، ولهم كافّة حقوق المواطنة".

إقليميا، يتوجس حبيب من الدور الإيراني بالشرق الأوسط ويرى أنه مثير للقلق، لكنه يعترف في ذات الوقت بأنه يمثل رد فعل على المخططات الأميركية بالمنطقة.

وقد دعا إلى مساندة مطالبة الشعوب العربية والإسلامية بالديمقراطية. ورأى أنها جزء من الحق في الحياة الحرة والكرامة، وضرورة لمواجهة الهيمنة الخارجية.

يتهم حبيب الأنظمة العربية الدكتاتورية بتوظيف الأمن في قمع الشعوب ودفعها للإحباط واليأس من التغيير.

وتقوم المقاربة السياسية للرجل على مشاركة جميع الأطياف والمكونات السياسية والوطنية، حيث يقول "من الضروري أن نكون على وعيٍ بأنه لا يستطيع فصيلٌ سياسيٌّ مهما كان حجمه أو تأثيره أن يقومَ بالإصلاح والتغيير بمفرده".

مسار جديد
ونهاية عام 2009 تقدم د. حبيب بطلب استقالة من منصبه كنائب للمرشد ومن جميع مواقعه القيادية. ولاحقا دخل في خلافات سياسية وإدارية مع الجماعة. وبعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 انفصل محمد حبيب عن الإخوان بشكل كامل.

وقد نقل عنه قوله إن جماعة الإخوان صفحة وانطوت "وتاريخ وضعته خلف ظاهري، والآن أبدأ صفحة جديدة وتاريخا جديدا".

وعلى الفور، انضم لحزب النهضة الذي أسسه إبراهيم الزعفراني المستقيل هو الآخر من جماعة الإخوان. ولاحقا انتقد د. حبيب سياسات الإخوان في تصريحات ومقابلات صحفية.

المؤلفات
بعد انفصاله عن الإخوان أصدر محمد السيد حبيب كتابا بعنوان "الإخوان المسلمون بين الصعود والرئاسة وتآكل الشرعية". وله كتب وأبحاث في مجال الجيولوجيا.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية