أحميدة النيفر.. قراءة خاصة للنص الديني والتراث الإسلامي

كاتب ومفكر وأستاذ جامعي تونسي، متخصص في أصول الدين والفكر الإسلامي المعاصر، يعد من مؤسسي حركة النهضة التونسية، لكنه غادرها لاحقا، له أبحاث ومؤلفات بشأن التجديد الفكري. 

المولد والنشأة
ولد أحميدة النيفر في الأول من يناير/كانون الثاني 1942 في العاصمة تونس.

الدراسة والتكوين
حاز على إجازة في الأدب العربي من جامعة دمشق عام 1966، ثم انتقل إلى باريس لينال شهادة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية من جامعة السوربون عام 1970. وفي عام 1990 نال شهادة دكتوراه في العلوم الإسلامية من جامعة الزيتونة.

التجربة العلمية
شارك النيفر في أواخر الستينيات رفقة راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو في تأسيس حركة الجماعة الإسلامية في تونس والتي عرفت لاحقا بحركة النهضة، لكنه غادرها في أواخر السبعينيات ليشارك بعد ذلك في تأسيس تيار "الإسلاميون التقدميون في تونس".

وفي عام 1982 أسس مجلة "15ـ21 "، وهي المجلة التي تناولت مد الجسور بين الحركة الإسلامية والغربية، واهتمت بالفكر الإسلامي المستقبلي.

انضم النيفر عام 1985 إلى فريق البحث الإسلامي المسيحي في باريس، ثم تولى رئاسته لاحقا، وبين عامي 1989 و1990 عين مستشارا في ديوان الوزير محمد الشرفي بوزارة التربية والتعليم في تونس.

وفي عام 1990 أسس النيفر منتدى الجاحظ للحوار الثقافي والفكري، ليعين في منتصف التسعينيات أستاذا للتعليم العالي في المعهد الأعلى لأصول الدين في جامعة الزيتونة.

والنيفر عضو في مجلس أمانة "مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث" منذ تأسيسها عام 2013، بالإضافة إلى ترأسه رابطة تونس للثقافة والتعدد.

ويعد الكاتب التونسي واحدا من أبرز مفكري التيار الإسلامي التقدمي، وهو من دعاة التجديد في الفكر الإسلامي، ويقول في هذا السياق "لدينا مشكلة أننا نتعامل مع تراثنا الديني على أنه شيء مطالبون بالحرص عليه من أن يمس أو يحرف بينما هو نص حي فيه ما يدل على أن الله حافظه، ودورنا أن نعطيه الحياة باستمرار".

ويضيف عندما حل ضيفا على حلقة برنامج "المقابلة" على قناة الجزيرة يوم 29 يونيو/حزيران 2017 قائلا "إن التجديد هو الوصول إلى النص الذي له صفة الحياة المستمرة".

ويعتبر النيفر أن المسلمين الأوائل كانوا أكثر حرية لوعيهم بظروفهم وإدراكهم لدورهم بتلك الظروف، أما الآن "فنحن غرباء عن عصرنا بشكل كامل، نحن في حالة تيه لعلاقتنا بفقهنا وحريتنا، وفي تعاملنا مع تراثنا، مما يجعلنا في حالة ارتباك كامل يجب أن نخرج منها بصورة منظمة".

ويرى أن أكبر مرحلة تيه كانت في القرنين التاسع عشر والعشرين "عندما بدأنا نفكر في الإصلاح على النمط الغربي مثل جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وغيرهما، ولم يتصوروا أنهم قادرون على إبداع نمط خاص بهم ضمن السياق العالمي".

وتحدث المفكر التونسي في المقابلة ذاتها عن جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وأكد أن تجربة هذه الجماعة تختص بمصر فقط ولا يمكنها أن تخرج خارج حدودها.

وكان النيفر كتب في السبعينيات مقالات عدة أشار فيها إلى أنه ليس من الضرورة اعتبار الخط الإخواني المصري نموذجا يجب أن نحذو حذوه، مما أثار غضب بعض المهتمين الذين اعتبروا هذا الحديث غير مناسب في هذا التوقيت، واعتبروه نوعا من الخروج عن الصف.

المؤلفات
يمتلك النيفر في سجله مجموعة من الأبحاث والدراسات التي تعنى بسؤال التجديد، وله مؤلفات عديدة من بينها "مختصر تفسير المراغي"، و"التفاسير القرآنية الحديثة قراءة في المنهج"، و"بين القصر والجامع.. إضاءة على المؤسسة الدينية الأندلسية"، و"النص الديني والتراث الإسلامي".

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية