حداد.. من مقاول بسيط لرجل أعمال متنفّذ بالجزائر

رئيس منتدى رجال الأعمال الجزائريين علي حداد

رجل أعمال جزائري، تحول من مقاول صغير في مسقط رأسه إلى شخصية بارزة في عالم المال والأعمال، تستحوذ على المشاريع والصفقات الكبرى في الجزائر، وتترأس أكبر تكتل لرجال الأعمال، ولها علاقة وطيدة ببعض دوائر صنع القرار.

المولد والنشأة
ولد علي حداد في 27 يناير/كانون الثاني 1965 في منطقة أزفون بولاية تيزي وزو (شرقي العاصمة الجزائرية)، ويقول في تصريحاته إنه بدأ مسيرته من الصفر في مسقط رأسه.

الدراسة والتكوين
تخرج في جامعة تيزي وزو بشهادة مهندس في الهندسة المدنية، انتقل عام 1987 إلى فرنسا لمواصلة دراسته، لكنه رجع إلى الجزائر بعد نحو ستة أسابيع بطلب من والده. 

الوظائف والمسؤوليات
اقتحم حداد عالم المال والأعمال بعد عودته من فرنسا، وأنشأ مع إخوته عام 1988 أول شركة له في مجال الأشغال العمومية، ويستحوذ لاحقا على فندق "لو مارين" بمسقط رأسه أزفون.

ولم يتأثر طموح ابن أزفون بالأوضاع الأمنية التي عاشتها الجزائر في تلك الفترة، وتوالى صعوده بحصوله عام 1993 على أول صفقة في قطاع الأشغال العمومية بمسقط رأسه لتعبيد طريق لا يتعدّى طوله 14 كيلومترا.

وانهالت على الرجل المشاريع والصفقات الكبرى، وخاض في مختلف المجالات: في الصحافة بتأسيسه صحيفة "وقت الجزائر" باللغتين العربية والفرنسية، وقناتين تلفزيونيتين "دزاير تي في" و"دزاير نيوز". وفي الرياضة، اشترى أحد أكبر أندية كرة القدم في الجزائر، وهو اتحاد العاصمة. وفي قطاع الصحة، عقد شراكة مع الشركة الأميركية العملاقة "فاريان ميديكال سيستم".

وهو أيضا صاحب الامتياز الحصري في تسويق سيارات "تويوتا" اليابانية في الجزائر.

وبعد أن كان مجهولا لدى معظم الجزائريين، أصبح يمتلك شركة عملاقة تسيطر على قطاع الأشغال العمومية في الجزائر، واسمه يتداول بكثرة في وسائل الإعلام الجزائرية، خاصة بعد أن فازت شركته عام 2003 بصفقة إنجاز "الطريق السيار شرق-غرب" بطول 1720 كيلومترا.

ومنذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 أسند لحداد وبالإجماع منصب المدير العام لمنتدى رؤساء المؤسسات الجزائريين، الذي يعدّ أكبر تجمع اقتصادي في الجزائر ويتحكم في قطاع الاستثمارات.

لا يخفي حداد علاقته بالمسؤولين والوزراء في الدولة الجزائرية، وعلى رأسهم السعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ووزير الصناعة والمناجم السابق عبد السلام بوشوارب، ورئيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد، إضافة إلى آخرين.

وصرح في حوار سابق له قائلا "أنا قريب من الوزراء، ومن المسؤولين العسكريين والمدنيين، ومن كل الجزائريين الوطنيين الذين يحبون بلادهم".

وتؤكد وسائل إعلام جزائرية أن رجل الأعمال الجزائري دعم ترشح الرئيس بوتفليقة للانتخابات الرئاسية عامي 2009 و2014، وموّل حملته الانتخابية.

وبعد الصعود الملفت لحداد في عالم المال والأعمال، وعلاقاته العلنية مع بعض المسؤولين والوزراء، بدأ الإعلام الجزائري ينقل أخبارا عن خلافات بين الرجل والحكومة الجزائرية؛ ففي في ديسمبر/كانون الأول 2017 انسحب رئيس الوزراء السابق عبد المالك سلال وكل أعضاء الحكومة بشكل مفاجئ من الجلسة الافتتاحية للمنتدى الأفريقي للاستثمار والأعمال، بمجرد شروع حداد في إلقاء خطابه.

واضطر حداد بعدها إلى تبرير هذا الانسحاب بخطأ بروتوكولي فقط وقعت فيه مقدمة الجلسة التي دعته لإلقاء كلمته قبل أن تعلن انصراف أعضاء الحكومة.

وتجدد الخلاف مع مجيء عبد المجيد تبون على رأس الحكومة، حيث أمر الأخير بضرورة مغادرة علي حداد القاعة التي احتضنت حفل تسليم شهادات لطلبة متخرجين في المدرسة العليا للضمان الاجتماعي في الجزائر العاصمة في يوليو/تموز 2017، كما أن تبون وجه خطابا شديد اللهجة ضد من يخلطون المال بالسياسة. وبعد أيام قليلة من تعيينه أقيل تبون من منصبه. 

وقبل هذا الخلاف العلني، تحدثت صحف جزائرية عن تورط حداد في قضايا فساد كبيرة، واتهمته بنهب المليارات من الخزينة العمومية، ينفيها هو جملة وتفصيلا.

وفي مايو/أيار 2017، كشفت يومية "لوموند" الفرنسية عن أن حداد ورد اسمه في تسريبات وثائق بنما، وقالت إنه لجأ إلى خدمات مكتب المحاماة موساك فونسيكا لإنشاء شركة "وهمية" عام 2004، باسم "كنغستون غروب كوربورايشن".

المصدر : مواقع إلكترونية