ريمون كوبا.. "نابليون" كرة القدم الفرنسية

epa00803872 French soccer player Raymond Kopa leaves his footprints on the Champions Promenade during the 2006 Golden Foot Footprints and Prize giving ceremony in Monte Carlo, Monday 28 August 2006. EPA/ASM
كوبا لعب مع ريال مدريد وساهم في تتويجه ثلاث مرات (الأوروبية)

ريمون كوبا، يوصف بـ"نابليون" كرة القدم الفرنسية، وهو أول فرنسي يتوج بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم. لعب مع فريق ريال مدريد وساهم في قيادته إلى اللقب القاري ثلاث مرات، وتوفي في مارس/آذار 2017.

المولد والنشأة
ولد ريمون كوبا -واسمه الأصلي ريمون كوباشيفسكي- يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول 1931، في بلدة نوكس ليه مينيس بفرنسا، وهو يتحدر من عائلة بولندية مهاجرة.

أطلق الصحفي الإنجليزي بصحيفة "دايلي إكسبرس" ديزموند هاكيت،  لقب "نابليون" على كوبا، بفضل ذكائه التكتيكي وقصر قامته (1.68 مترا).

التجربة الرياضية
بدأ كوبا يداعب كرة القدم وهو في سن صغيرة، غير أن قصر قامته كاد أن يحول دون احترافه. وقد صرح هو نفسه بأنه عندما كان في الثامنة عشرة من عمره، جاءت أندية لمتابعته عن كثب في المناطق التي كان يلعب فيها (ليل، روبيه، فالنسيين، ريمس) لكنها اعتبرته قصيرا جدا.

وصمم الشاب -الذي عمل من سن 14 إلى 18 في مناجم الفحم الحجري، حيث تعرض لحادث أفقده جزءا من أصبعين في يده- على الاستمرار في لعب كرة القدم، فلفت الأنظار إليه في صفوف نادي أنجيه قبل أن يلعب في ريمس من 1951 و1956.

وتوج كوبا بطلا لفرنسا عامي 1953 و1955، وقاد فريقه إلى نهائي كأس الأبطال الأوروبية التي فتحت له أبواب ريال مدريد الإسباني.

وخلال كأس العالم في كرة القدم عام 1958 في السويد، قاد كوبا المنتخب الفرنسي إلى نصف النهائي قبل أن يخسر أمام البرازيل 2-5.

ورغم تألق مواطنه جوست فونتين (هداف البطولة برصيد 13 هدفا) وبزوغ نجم الأسطورة البرازيلي بيليه، اختير كوبا أفضل لاعب في تلك النسخة التي أنهاها المنتخب الفرنسي في المركز الثالث.

وفي العام نفسه، بات كوبا أول لاعب فرنسي يحرز جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في أوروبا، علما بأنه حل ثانيا أيضا أعوام 1956 و1957 و1959 في هذه الجائزة المرموقة.

وبعد انتقاله إلى فريق ريال مدريد الإسباني، ساهم كوبا في قيادة النادي الملكي إلى اللقب القاري ثلاث مرات (1957 و1958 و1959) إلى جانب مجموعة من النجوم كألفريدو دي ستيفانو وفيرينك بوشكاش وفرانشيسكو خنتو.

وكان آخر نهائي شارك فيه كوبا مع النادي الملكي في البطولة الأوروبية عام 1959 أمام رين، وبعدها عاد إلى الفريق الفرنسي "ريمس" في نهاية ذلك الموسم وظل معه حتى اعتزل اللعب عام 1967 وهو في الـ36 من عمره. وفي عام 1973، عرض عليه نادي باريس سان جرمان العودة عن اعتزاله، إلا أنه فشل في إقناعه بذلك.

ظل كوبا يلعب كرة القدم على سبيل الهواية حتى في السبعينيات من عمره، ولم يتوقف نهائيا عن ذلك سوى بعد خضوعه لجراحة في عظمة رجله اليمنى.

وقد شارك في 45 مباراة دولية وسجل خلالها 18 هدفا، ويعرف عنه أنه كان مراوغا من الطراز الرفيع، ويقول في هذا الصدد "كنت أحب المراوغات كثيرا، وهو ما عابه عليّ البعض أحيانا حيث كانوا يعتبرون أني احتفظ بالكرة أكثر من اللازم، وأني أجعل الهجمات بطيئة. بيد أن المدربين الذين عملت معهم كانوا يطلبون مني ألا أغير أسلوب لعبي".

وإضافة إلى مهاراته، كان كوبا مزودا أساسيا لزملائه بالتمريرات، وهو ما أدركه مدربوه وحاولوا الاستفادة منه، ولا سيما أن مراوغاته كانت تمكن الزملاء من الإفلات من الرقابة والتمركز في المكان المناسب لتسجيل الأهداف.

الجوائز والأوسمة
بالإضافة إلى الألقاب التي أحرزها مع فرقه، توج كوبا عام 1970 بوسام الشرف، وهو أعلى تكريم في فرنسا. وكان أول لاعب يتوج به، وأول فرنسي يتوج بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم عام 1958.

الوفاة
توفي كوبا يوم 3 مارس/آذار 2017 في مستشفى بمدينة أنجيه الفرنسية، بعد معاناة طويلة مع المرض.

وقد نعاه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، واصفا إياه "بأحد الرياضيين الأكثر تقديرا" في بلاده. وقال -في بيان نشره قصر الإليزيه– "كوبا كان أسطورة في كرة القدم الفرنسية، مزج بين الذكاء والتقنية البارزة في اللعب".

المصدر : مواقع إلكترونية + وكالات