دلاميني زوما.. المرأة الحديدية بجنوب أفريقيا

Nkosazana Clarice Dlamini-Zuma, African Union Commission Chairperson and former South African Minister of Health, Minister of Foreign Affairs, and Minister of Home Affairs, presents the Africa's Candidate for the post of Director General of WHO, during a press conference, at the European headquarters of the United Nations in Geneva, Switzerland, 24 May 2016.

سياسية ومناضلة سابقة ضد نظام التمييز العنصري في جنوب أفريقيا، تعدّ من بين أقوى النساء والأكثر نفوذا في بلدها، وتولت منصب رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي عام 2012، وغادرته عام 2017.

المولد والنشأة 
ولدت نكوسازانا دلاميني زوما في 27 يناير/كانون الثاني 1949 في مقاطعة ناتال بجنوب أفريقيا، في عائلة تنتمي لقبيلة الزولو. 

تلقت المراحل الأولى من دراستها في مسقط رأسها، ودرست علوم النبات والحيوان في جامعة زولولاند، ونالت شهادة البكالوريوس في العلوم، قبل أن تدرس الطب في جامعة ناتال، وانتقلت بعد ذلك إلى بريطانيا، حيث أكملت دراستها في جامعتي بريستول وليفربول.

الوظائف والمسؤوليات
تقلدت زوما عدة مناصب وزارية في بلدها جنوب أفريقيا، ابتداء بوزيرة للصحة التي كلفها بها الزعيم السابق نيلسون مانديلا بعد توليه الحكم عام 1994، ومرورا بوزيرة للخارجية بين عامي 1999 و2009، وأخيرا وزيرة الداخلية من العاشر من مايو/آيار 2009 حتى الثالث من أكتوبر/تشرين الأول 2012.

كما تقلدت زوما منصب رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي من 15 أكتوبر/تشرين الأول 2012 وحتى الثلاثين من يناير/كانون الثاني 2017، وكانت أول امرأة تتولى المنصب.

التجربة السياسية
خاضت زوما معترك السياسة منذ أن كانت طالبة، واستطاعت أن تكسب حنكة سياسية ودبلوماسية خلال سنوات الكفاح ضد نظام التمييز العنصري (الأبارتايد).

التحقت زوما بالمؤتمر الوطني الأفريقي الذي كان يقود النضال ضد نظام التمييز العنصري حينها، وبعد ملاحقات هذا النظام للمناضلين، اختارت المنفى لمواصلة دراستها في جامعتي بريستول وليفربول البريطانيتين، ومن هناك أسهمت في تنظيم نضال المؤتمر الوطني الأفريقي في الخارج.

وارتقت المراتب واحدة تلو الأخرى داخل الحزب، وقضت وقتها بين لندن وجنوب أفريقيا، وفي سوازيلاند -حيث كانت تمارس مهنة طب الأطفال في المستشفى- التقت الرئيس جاكوب زوما، وفي عام 1982 صارت الزوجة الثالثة للرئيس متعدد الزوجات، لكن الطلاق وقع بينهما سنة 1998.

وإثر عودتها إلى جنوب أفريقيا عام 1990 بعد أن أصبح المؤتمر الوطني الأفريقي حزبا شرعيا، أسهمت زوما في عملية بناء البلد بعد سنوات الأبارتايد. 

ومما يحسب لهذه السيدة أنها نجحت عندما كانت وزيرة للصحة في المصادقة على قانون يسمح للمواطنين الأكثر فقرا بالحصول مجانا على العلاج الأساسي، وفي وزارة الداخلية أتاحت لها صرامتها إعادة تنظيم الوزارة التي كانت تعرف بسوء إدارتها.

توصف زوما بالمرأة القوية والأكثر نفوذا بين نساء جيلها في جنوب أفريقيا، وهناك من يسميها المرأة الحديدية، ولا يستبعد مراقبون أن تتزعم هذه السيدة رئاسة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم في جنوب أفريقيا، بعد أن غادرت مفوضية الاتحاد الأفريقي.

وعلى المستوى الأفريقي، يحسب لزوما أنها لعبت دورا كبيرا في المفاوضات التي أدت إلى وضع حد للحرب الأهلية في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وبعد سنوات على رأس مفوضية الاتحاد الأفريقي، اختير التشادي موسى فكي بتاريخ الثلاثين من يناير/كانون الثاني 2017 خلال الدورة 28 للاتحاد التي عقدت بأديس أبابا، ليخلف زوما في أعلى منصب تنفيذي في الاتحاد الأفريقي.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية