إلهام علييف.. خريج تاريخ يحكم أذربيجان

إلهام علييف، رئيس أذربيجان، تولى الحكم خلفا لأبيه حيدر علييف عام 2003، وأعيد انتخابه أكثر من مرة رئيسا للبلاد بأغلبية كبيرة. عَيّن في فبراير/شباط 2017 زوجته في منصب النائب الأول للرئيس.

المولد والنشأة

ولد إلهام علييف في 24 ديسمبر/كانون الأول 1961 في العاصمة باكو. ورث الرئاسة عن والده حيدر علييف رئيس أذربيجان السابق.

والدته ظريفة علييف طبيبة متخصصة في طب العيون، وله شقيقة تكبره تدعى سيفيل علييف من مواليد عام 1955.

تزوج عام 1983 من مهريبان علييفا، وهي في الـ19 من العمر، وأنجبا ابنتين (ليلى وأرزو) وابنا يدعى حيدر، ولهما 4 أحفاد. وتتمز مهريبان بثقافتها وشخصيتها وقد عينها زوجها نائبة له.

الدراسة والتكوين

بدأ إلهام علييف الذهاب إلى المدرسة قبل سن السادسة، وواصل دراسته الأساسية في باكو ما بين 1967 و1977، ثم انتقل عام 1977 لمتابعة دراسته الجامعية بجامعة موسكو للعلاقات الدولية التي تخرج فيها عام 1982، وواصل بها دراسته حتى حصل عام 1985 على الدكتوراه في التاريخ.

يتحدث علييف بطلاقة كلا من الإنجليزية والروسية والفرنسية والتركية، فضلا عن لغته الأم الأذرية.

الوظائف والمسؤوليات

بعد تخرجه مباشرة ألقى إلهام علييف سلسلة محاضرات في جامعة موسكو للعلاقات الدولية التي درس فيها، واستمر على هذا الوضع 5 سنوات. وفي 1991، انتقل إلى عالم المال والأعمال، حيث قاد مجموعة تجارية وصناعية خاصة.

• شغل منصب نائب رئيس شركة البترول الوطنية "سوكار" عام 1994.
• انتخب نائبا في برلمان الجمهورية منذ 1995.
• رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية لأذربيجان منذ 1997.
• في عام 1999 انتخب نائبا للرئيس، وفي عام 2001 أصبح نائبا أول للرئيس وفي عام 2005 أصبح رئيسا لحزب أذربيجان الجديدة.
• ومنذ عام 2011 إلى عام 2003 ترأس الوفد البرلماني الأذربيجاني إلى الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا.
• وفي مطلع عام 2003 انتخب رئيسا للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا وعضوا في مكتبها.
• وفي أغسطس/آب 2003 عُين رئيسا لوزراء جمهورية أذربيجان بعد موافقة المجلس الوطني.
• وبعد شهرين أصبح رئيسا للجمهورية.

التجربة السياسية

تولى إلهام علييف رئاسة أذربيجان في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2003، خلفا لوالده حيدر علييف الرئيس السابق للفرع المحلي لجهاز الاستخبارات الروسي السابق (كي جي بي)، والعضو السابق في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي آنذاك، والذي حكم البلاد منذ عام 1993.

واختير إلهام علييف في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2003 رئيسا بعدما صوت أكثر من 76% من الشعب لصالحه، وفي يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول 2008 تجددت ولايته على رئاسة البلاد بعد تصويت 88% لصالحه.

وخلال الانتخابات الرئاسية التي جرت في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول 2013، أعيد انتخاب علييف رئيسا للبلاد بعدما صوت له نحو 84%.

ومن الاستفتاءات التي وافق عليها الشعب في ظل حكم إلهام علييف، زيادة عدد سنوات الفترة الرئاسية الواحدة من 5 سنوات إلى 7 سنوات، وكان استفتاء سابق قد رفع القيد عن تعدد فترات الرئاسة.

ويرى مؤيدو الرئيس أن عائلة علييف نجحت في تحويل جمهورية كانت تدور في فلك الاتحاد السوفياتي السابق إلى جمهورية مزدهرة بالطاقة، من خلال إمداداتها إلى أوروبا.

فعلى المستوى الاقتصادي، استغلت الحكومة الموارد المالية لتحديث الدولة، وقال علييف ضمن هذا الإطار في حلقة من برنامج "لقاء خاص" بثته قناة الجزيرة في فبراير/شباط 2017 إنه "خلال السنوات العشر الأخيرة، تم تحديث أغلب البنية التحتية من طرق سريعة ومطارات دولية وميناء جديد هو الأكبر في منطقة بحر قزوين".

وتابع "أقمنا 26 محطة لتوليد الطاقة و3 آلاف مدرسة وما يقرب من 6 آلاف مستشفى، وتم توظيف مئات ملايين الدولارات أيضا في قطاع الزراعة"، مشيرا إلى أن مجموع الاستثمارات الداخلية والخارجية في البنية التحتية فاق 200 مليار دولار.

وتميزت السياسة التي نهجها إلهام علييف بالبحث عن مصادر دخل أخرى للدولة غير النفط والغاز، خاصة أمام تراجع أسعار النفط في الأسواق الدولية.

ويقود علييف توجها لتوظيف موقع بلاده الجغرافي حتى تكون مركزا دوليا للنقل الدولي، وأعلن في هذا الصدد أنها تعمل على إنشاء شبكة للسكك الحديدية تربط أذربيجان بجيرانها من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

وفي 21 فبراير/شباط 2017، عيّن علييف زوجته مهريبان علييف في منصب النائب الأول للرئيس. ومع المنصب الجديد أصبحت ثاني أعلى مسؤول في الدولة بعد زوجها.

ويأتي هذا التعيين بعد التعديلات الدستورية التي أدخلت في البلاد إثر استفتاء جرى عام 2016 وتم بموجبه إنشاء منصب النائب الأول للرئيس.

وندد معارضو النظام بهذه الخطوات باعتبارها تهدف إلى ترسيخ حكم عائلة علييف في البلاد.

كما تتهم منظمة هيومن رايتس ووتش السلطات الأذرية باستخدام ذريعة "التطرف الإسلامي" لاضطهاد معارضين سياسيين.

وأعيد انتخاب إلهام علييف في 11 أبريل/نيسان 2018 رئيسا لجمهورية أذربيجان بحصوله على نسبة 86.02% من الأصوات. وبذلك حصل علييف على ولاية رابعة لمدة 7 سنوات حتى عام 2025.

موقف علييف من صراع ناغورني قره باغ

ورث الابن من والده ملفات أبرزها قضية ناغورني قره باغ، وهو إقليم يقع داخل أراضي أذربيجان وتتنازع عليه مع أرمينيا الداعمة لانفصاله، وأدى هذا النزاع إلى حرب طاحنة بينهما، وتعد مشكلته من أطول وأعقد الأزمات التي تفجرت في مناطق الاتحاد السوفياتي السابق إثر انهياره عام 1991.

وقد أكد إلهام علييف أن بلاده متمسكة بالإقليم الذي تحتله أرمينيا، مضيفا أنها لن تسمح أبدا باستقلاله استنادا إلى القانون الدولي وقرارات المنظمات الدولية في هذا الشأن. وأوضح علييف أن ناغورني قرة باغ جزء قديم من أذربيجان، لكنها لمدة طويلة لم تستطع فرض سيطرتها عليه.

الجوائز والأوسمة

خلال مساره حاز إلهام علييف جوائز عديدة منها:

• وسام النجمة الرومانية عام 2004.
• وسام "الملك عبد العزيز" من المملكة العربية السعودية عام 2005.
• وسام ألكسندر نيفسكي من الدرجة الأولى من أكاديمية مشاكل الأمن والدفاع وسيادة القانون في الاتحاد الروسي عام 2005.
• وسام "حيدر علييف" من جمهورية أذربيجان 2005.
• وسام "شيخ الإسلام" من إدارة مسلمي القوقاز عام 2005.
• وسام الجمهورية الفرنسية عام 2007.
• وسام الصليب الأكبر من جمهورية بولندا عام 2008.
• وسام "الأمير ياروسلاف الحكيم" من أوكرانيا 2008.
• قلادة "مبارك الكبير" من دولة الكويت عام 2009.
• وسام النجوم الثلاثة لجمهورية لاتفيا 2009.
• وسام "ستارا بلانينا" من جمهورية بلغاريا عام 2011.
• وسام الحرية لأوكرانيا عام 2013.
• بالإضافة إلى حصوله على عدد من الألقاب العلمية الفخرية من عدة معاهد وجامعات دولية، كما حصل على عدد من الجوائز الرياضية من لجان أولمبية مختلفة.
• حصل على شهادات دكتوراه فخرية قدمت له من جامعات دولية متعددة، من بينها دكتوراه جامعة لنكولن الأميركية، ودكتوراه الجامعة الأردنية.