كارين كنايسل.. وزيرة خارجية النمسا التي تتقن العربية

Foreign Minister Karin Kneissl attends a session of the parliament in Vienna, Austria, December 20, 2017. REUTERS/Leonhard Foeger
 
اختارها حزب الحرية اليميني المتطرف في 18 ديسمبر/كانون الأول 2017 وزيرة للخارجية في الحكومة التي يشارك فيها مع حزب الشعب المسيحي المحافظ، وهي محل انتقاد بسبب مواقفها التي تسخر من المهاجرين.

المولد والنشأة
ولدت كارين كنايسل في 18 يناير/كانون الثاني 1965 بالعاصمة النمساوية فيينا، وقضت جانبا من طفولتها في العاصمة الأردنية عمّان، حيث عمل والدها طيارا خاصا للملك الأردني الراحل الحسين بن طلال، وأسهم بعد ذلك في تأسيس الخطوط الملكية الأردنية.

الدراسة والتكوين
التحقت كنايسل عام 1983 بجامعة فيينا وحصلت منها بعد أربع سنوات على درجتي الماجستير في القانون ودبلوم الأمم المتحدة في اللغة والدراسات العربية، ونشطت في تلك الفترة في دعم منظمات دولية عاملة بمجالي حقوق الإنسان وحماية البيئة، من بينها منظمة العفو الدولية.

أجرت كنايسل في الجامعة العبرية بالقدس وفي جامعة بالعاصمة الأردنية عمان أبحاثا لرسالتها للدكتوراه في القانون الدولي حول مفهوم مصطلح الحدود لدى طرفي الصراع العربي الإسرائيلي، وعملت حينذاك في مستشفى سان لويس المقدسي وفي أحد بنوك العاصمة الأردنية.

وحصلت عام 1989 على منحة فولبرايت الأميركية التي أتاحت لها مواصلة أبحاثها ثلاث سنوات في مركز الدراسات العربية المعاصرة بجامعة جورج تاون في واشنطن، ثم حصلت عام 1992 على درجة الدكتوراه في جامعة فيينا.

وتتحدث وزيرة الخارجية النمساوية الجديدة -فضلا عن الألمانية لغتها الأم- سبع لغات أخرى، هي: الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والعربية والإيطالية والعبرية والمجرية.

التجربة المهنية والسياسية
في عام 1990 التحقت كارين بالسلك الدبلوماسي النمساوي، وعملت حتى خريف 1998 بمكتب وزير الخارجية، وبقسم القانون الدولي بالوزارة وبممثلياتها في باريس ومدريد، وبعد خروجها من العمل الدبلوماسي عملت حتى 2003 صحفية حرة ومراسلة لصحف ومحطات إذاعية وقنوات تلفزة ناطقة بالألمانية والإنجليزية. 

وبموازاة هذا العمل الإعلامي، مارست كنايسل منذ عام 1995 التدريس في بلادها بمعهد العلوم السياسية في جامعة فيينا، وفي الأكاديمية الدبلوماسية وأكاديمية الدفاع الوطني والأكاديمية العسكرية، ودرّست خارج بلادها في جامعة سان يوسف الكاثوليكية الفرنسية بالعاصمة اللبنانية بيروت، وفي المدرسة الاقتصادية الأوروبية بمنطقة الحدود الألمانية النمساوية، وتخصصت في هذه المراكز الأكاديمية بتدريس القانون الدولي وتاريخ الشرق الأوسط والطاقة، وأصدرت في هذه المجالات عدة كتب.

شغلت كارين كنايسل منذ عام 2003 منصب نائب رئيس الجمعية النمساوية للدراسات السياسية والعسكرية، وانضمت بين عامي 2000 و2010 لعضوية منظمة أطباء بلا حدود.

وفي 2016 رفضت اقتراح رئيس حزب الحرية اليميني المتطرف هانز كريستيان شتراخه ترشيح حزبه لها بالانتخابات الرئاسية، لكنها قبلت بعد الانتخابات البرلمانية طلب شتراخه ترشيحها لمنصب وزير الخارجية بالحكومة النمساوية الجديدة التي يشارك فيها حزبه مع حزب الشعب اليميني المحافظ.

وجهت لكنايسل انتقادات شديدة بعد وصفها في كتابها "شرقي الأوسط" الصادر عام 2012، الحركة الصهيونية التي أسسها الصحفي اليهودي النمساوي المجري ثيودور هيرتزل بأنها أيديولوجية للدم والتراب تأسست على النازية.

ولا تنتمي وزيرة الخارجية النمساوية الجديدة لحزب سياسي، وتعتبر معارضة قوية لسياسة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للجوء. ففي ذروة أزمة اللاجئين القادمين لأوروبا في خريف 2015، اعتبرت كنايسل أن التقاط ميركل صور "سيلفي" مع لاجئين مثل خطأ جسيما.

ووجهت للسياسية النمساوية حينذاك اتهامات بالترويج لصور نمطية سلبية حول اللاجئين، بعد تصريحاتها أن أكثرية اللاجئين هم مهاجرون اقتصاديون، و80% منهم شبان لم يجدوا نساء في بلدانهم، ووصفها لحوادث تحرش واسعة جرت في مدينة كولونيا الألمانية مطلع عام 2016 بأنها نتيجة وجود فائض من اللاجئين الرجال.

مؤلفات
صدر لوزيرة الخارجية النمساوية الجديدة تسعة مؤلفات من أهمها "حزب الله هل هو حركة مقاومة لبنانية أم مجموعة إرهابية أم حزب سياسي؟" (2002)، و"مقامرو الطاقة.. كيف أثر النفط والغاز بالاقتصاد العالمي؟" (2008)، و"بالطريق نحو نظام عالمي صيني" (2017).

المصدر : الجزيرة