خليل الحامدي.. همزة الوصل بين "الإخوان" وإسلاميي باكستان

خليل أحمد الحامدي - احد أبرز علماء الهند/ عمل في عدة دول إسلامية/ توفي بباكستان 1994

خليل الحامدي أحد أبرز المشايخ في الهند وباكستان، عُرف بأنشطته الدؤوبة في المؤتمرات الدعوية والفكرية، وكانت ترجماته من وإلى العربية همزة وصل بين الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية بباكستان.

المولد والنشأة
ولد خليل أحمد الحامدي في 23 يونيو/حزيران 1929 بقرية حامد الواقعة في محافظة فيروزبور الهندية لأسرة علمية، ونشأ يتيما، حيث توفي والده وهو الثامنة من العمر.

الدراسة والتكوين
حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ثم التحق بالمدرسة الأعظميّة في مدينة كرنال الهندية، وتلقى العلم على مشايخ بينهم أنور شاه الكشميري، ودرس لاحقا على أمين أحسن إصلاحي، وأبي الأعلى المودودي.

الوظائف والمسؤوليات
عمل مديرا لدار العروبة للدعوة الإسلاميّة بباكستان، ومديرا لمعهد المودودي العالمي للدراسات الإسلاميّة، ومديرا للمجلس التعليمي الإسلامي ومجمع المعارف الإسلامية، كما شغل عضوية الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالكويت، والمجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية بالأردن.

التجربة الدعوية
التحق خليل أحمد الحامدي بالجماعة الإسلامية في الهند عندما كان في 14 من عمره، وبدأ المساهمة في أنشطتها منذ سنة 1943، وفي عام 1949 أصبح عضواً عاملاً في الجماعة.

وعرف الحامدي على نطاق واسع عندما استقر في باكستان، فعمل خطيبا وواعظا في السجون، وتأثر في فكره ودعوته بأمير الجماعة الإسلامية بباكستان أبو الأعلى المودودي، فكان ينتقي الخطب والمحاضرات من كتبه.

وفي سنة 1955 اختير الحامدي مساعداً لمدير دار العروبة للدعوة الإسلامية بباكستان، ثم صار مديراً لها بعد ذلك بثمانية أعوام.

يعدّ الحامدي همزة وصل بين الإخوان المسلمين في العالم العربي والجماعة الإسلامية في باكستان؛ فقد ترجم إلى العربية العديد من كتب وخطب ومحاضرات المودودي، وفي المقابل ترجم إلى الأردية خطب ورسائل وأفكار الشيخ حسن البنا وقيادات إسلامية بارزة أخرى.

أمضى الشيخ الحامدي ثلاثين عاما يتجول في ربوع العالم الإسلامي، وزار الأقليات والجالية الإسلامية في العديد من الدول، وشارك في أحداث مؤثرة على الساحة الإسلامية.

فقد كان إلى جانب المودودي ضمن العلماء الذين أعدوا مشروع الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وحضر حفل تأسيسها عام 1960، وفي عام 1962 كان ضمن العلماء الذين حضروا تأسيس رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة.

وبعد سقوط شاه إيران عام 1979 زار طهران، والتقى آية الله الخميني، وتحدث معه حول "ضرورة العمل على وحدة المسلمين والبعد عن النزاع والشقاق ومواجهة أعداء الإسلام كأمة واحدة تحت راية واحدة، لا إله إلا الله محمد رسول الله، ونبذ التعصب المذهبي والطائفي، ووقف التسلط الذي تمارسه بعض الحكومات على المسلمين والدعاة والحركات الإسلامية المعاصرة".

يقول عنه الشيخ يوسف القرضاوي "لقد كان الأخ الكريم العالم الجليل والداعية الصادق الشيخ خليل أحمد الحامدي عزيزاً على نفوسنا وحبيباً إلى قلوبنا، وكان خير سفير للجماعة الإسلامية في المجامع والمجتمعات العربية والإسلامية، لما يتحلى به من علم نافع وعقل ناضج، وخلق فاضل، وإخلاص نادر، وبصيرة نيّرة، ونشاط دائب، ومعرفة في الدعوة الإسلامية في العالم ورجالاتها، وإجادة اللغة العربية كأنه أحد أبنائها الخُلص".

المؤلفات
ومن مؤلفاته: الإمام أبو الأعلى المودودي، والإسلام في مواجهة التحديات المعاصرة، وبر الأمان، وحول تطبيق الشريعة الإسلامية في العصر الحاضر، وختم النبوة في ضوء القرآن والسنة، والمبادئ الأساسية لفهم القرآن.

الوفاة
توفي خليل أحمد الحامدي في 25 نوفمبر/تشرين الثاني 1994 إثر حادث مروري بباكستان، وشيعت جنازته في يوم مشهود، حيث حضرها العديد من العلماء والمفكرين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، كما شارك فيها الآلاف من المواطنين الباكستانيين.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية