قرشي.. أميركي مسلم يدق باب القضاء الفدرالي

محام أميركي مسلم من أصل باكستاني، رشحه الرئيس باراك أوباما لمنصب قاض فدرالي في خطوة لقيت استحسان الأوساط الإسلامية بالولايات المتحدة في الوقت الذي يتزعم فيه المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب خطاب الكراهية ضد المسلمين والأجانب.

المولد والنشأة
ولد عابد رياض قرشي في باكستان، وانتقل إلى الولايات المتحدة.

الدراسة والتكوين
درس في جامعة "كورنيل" بنيويورك وتخرج فيها عام 1993 قبل التحاقه بجامعة هارفرد، التي حصل فيها على دكتوراه من كلية القانون عام 1997.

التجربة المهنية
تخصص قرشي في القضايا المتعلقة بقانون الادعاءات الزائفة، وقضايا تزوير التأمين الصحي ومخالفات الضمانات المالية، وعمل منذ عام 2006 مساهما في شركة المحاماة "لاثام أند واتكينس"، وشغل في الفترة ما بين 2006 و2011 منصب رئيس بالتشارك لإدارة المنازعات القضائية بواشنطن، وترأس عام 2012 شركة "برو برونو كوميتي"، وتقلد عام 2015 عضوية لجنة الأخلاقيات بجمعية المحامين بمقاطعة كولومبيا.

وسمى الرئيس باراك أوباما يوم 6 سبتمبر/أيلول 2016 عابد قرشي في منصب قاض فدرالي اتحادي بمحكمة مقاطعة كولومبيا، خلفا للقاضية "روزماري ماييرز كوليير" التي حظيت بوضعية "تقاعد"، لكن يتعين عليه الحصول على موافقة مجلس الشيوخ، الذي قضى في السابق وقتا طويلا للموافقة على تعيينات أصدرها أوباما في مجال القضاء.

وجاء ترشيح قرشي بعد أسابيع قليلة عقب تصريح ترامب في يونيو/حزيران 2016 أنه لن يستطيع قاض مسلم أن يكون "حياديا" في حال بته في قضايا تخصه (ترامب)، وذلك بعد أن اشتكى في وقت سابق من "انحياز" قاض أميركي من أصول مكسيكية يشرف على دعوى قدمت ضد جامعة أسسها ترامب، وهي تصريحات استقبلت باستهجان واسع بين صفوف السياسيين الأميركيين حتى الجمهوريين منهم.

وارتباطا بذلك نشر موقع "كريستيان ساينس مونيتور" تقريرا للكاتب هنري غاس أشار فيه إلى أن الاختيار في مناصب القضاء الاتحادي كان يتم في السابق بناء على تنوع تجربة القاضي في قضاء المحاكم العليا، ملاحظا أن أوباما غير ذلك، حيث كان تركيزه على تنوع العرق والجنس في ترشيحه للقضاة، وأضاف أنه رغم أن الكثير امتدحوا هذا التوجه فإنه أثار سؤالا مهما بشأن مدى أهمية هذا التنوع.

وكانت المحاكم تتألف في السابق من سياسيين سابقين وأساتذة جامعات، لكن منذ عام 1953، أصبح ثلثا الترشيحات للمحاكم العليا تشمل قضاة عاملين.

أما أوباما فقال في بيان أصدره البيت الأبيض "أنا سعيد بتعيين السيد قرشي ليخدم الولايات المتحدة في محكمة مقاطعة واشنطن-كولومبيا، أنا واثق بأنه سيخدم الشعب الأميركي بكل نزاهة والتزام بالعدالة".

ولقي تعيين قرشي ترحيبا واسعا بين مسلمي أميركا، حيث أعلن مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) وكذا رابطة "المدافعين عن المسلمين" في أميركا عن ترحيبهما بالقرار.

ومن جهته، اعتبر النائب الديموقراطي بالكونغرس الأميركي "كيت إليسون" -وهو أول نائب مسلم عن ولاية مينيسوتا- ترشيح قرشي "من الأمور الإيجابية" في وقت تواجه فيه الجالية المسلمة بأميركا مخاطر تنامي الكراهية أكثر من عام 2011 في ظل مواقف ترامب.

وكان القضاء الأميركي شهد عام 1992 تعيين شيلا عبد السلام أول قاضية مسلمة تنحدر من أصول أفريقية، وهي تعمل منذ ذلك الوقت في المحكمة العليا لولاية نيويورك، بينما تعتبر "كارولين ووكر ديالو" أول قاضية مدنية مسلمة أدت اليمين القانونية على القرآن الكريم في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 بإحدى محاكم بروكلين بنيويورك.

الأوسمة والجوائز
حصل قرشي عام 2012 على جائزة "أبطال العدالة" من مجلة "ناشيونال لاو جورنال" تقديرا لجهوده في الرقي بمهنة المحاماة جراء الخدمات التي قدمها خلال مسيرته المهنية.