محمد باوتشين.. دراج صيني يحيي طريق حج أسلافه

"محمد ما باوتشين" يحج على دراجة هوائية من الصين

محمد باوتشيندراج صيني مسلم؛ لفت أنظار العالم برحلته بدراجته الهوائية من بلاده إلى مكة للحج عام 2016، قاطعا أكثر من ثمانية آلاف كلم في ثلاثة أشهر، ومواجها تحديات تنوعت بين التضاريس الوعرة، ومعاناة الجوع والعطش، والمرور بمناطق الوحوش المفترسة.

المولد والنشأة
وُلد محمد ما باوتشين تقريبا عام 1976 في مدينة لانجو بمقاطعة كانسو شمالي وسط الصين.
 
رحلة الحج
مع اقتراب حلول موسم حج عام 1437 هجرية (2016م)؛ قرر باوتشين إحياء طريق الحج من الصين إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج كما كان يفعل طوال قرون أجداده الصينيون، حين كانوا يحجون سيرا على الأقدام لافتقادهم وسائل النقل الحديثة.

ولكن بدلا من الحج راجلا؛ فإنه قاد دراجته الهوائية من مدينة لانجو شمالي وسط الصين إلى منطقة المشاعر المقدسة بالسعودية، رغم كونه قادرا على السفر بالطائرة.

ويقول باوتشين إن مسلمي الصين كانوا قديما يسيرون عاما كاملا إلى مكة المكرمة، ويبقون فيها عاما آخر للصلاة وتعلم أمور دينهم، ثم يعودون سيرا عاما آخر، فكانت رحلتهم للحج تستغرق ثلاثة أعوام كاملة.

ولأن الجيل الجديد من المسلمين الصينيين نسوا هذا التاريخ ومعاناة أجدادهم في سبيل أداء فريضة الحج، فقد حرص هو على قطع معظم المسافة من بلدته إلى الديار المقدسة على دراجته، للفت انتباه العالم إلى تضحيات أجداده من المسلمين في الصين، الذين قضى بعضهم نحبه في طريقه إلى الحج.

وفي سبيل ذلك فضّل باوتشين تكبّد مشاق هذه الرحلة، التي امتدت لـ8100 كلم قطعها على دراجته لمدة ثلاثة أشهر، وزار فيها عدة دول، وكانت الطريق تؤدي به  أحيانا إلى مناطق معروفة بخطورتها الأمنية.

ويتذكر باوتشين مخاطر كثيرة مرّ بها في رحلته الشاقة التي قادته إلى مناطق ليس فيها عمران ولا طعام فيها ولا شراب، بل فيها أحيانا حيوانات ووحوش مفترسة، وتسلق جبالا كثيرة -بعضها ارتفاعه يتجاوز أربعة آلاف متر- وهو يحمل دراجته أثناء الصعود، كما عانى صعوبات في التنفس لضعف الأكسجين بأعالي الجبال.

ويلخص باوتشين مسار رحلته قائلا "انطلقت من مدينتي لانجو بمقاطعة كانسو إلى آرومتشي عاصمة إقليم شينغيانغ، ومنها عبرت إلى باكستان عبر جلجت ثم إسلام آباد فكراتشي، ومنها ركبت الطائرة إلى البحرين، ثم امتطيت الدراجة مجددا عبر الجسر إلى السعودية، وأكملت طريقي من الرياض إلى جدة فمكة المكرمة".

وكم كانت فرحة باوتشين غامرة عندما وصل -يوم الجمعة 19 أغسطس/آب 2016- إلى مكة المكرمة بعد رحلته الشاقة والطويلة، فانفجر بالبكاء لعجزه عن التعبير عن سعادته بإتمام هذه الرحلة المقدسة، وقال "لا أدري كيف قطعت هذه المسافات، لكن الحمد لله.. الله حماني وسلمني حتى وصلت بيته الحرام".

وبعد وصوله إلى السعودية؛ حظي باوتشين -في مدن من بينها الطائف ومكة- بعدة استقبالات احتفالا بسلامته، نظمها فريق "دراجات الطائف" وجمعية "هدية الحاج والمعتمر" الخيرية الكائنة بالقرب من المسجد الحرام.

المصدر : الجزيرة