عاهدة زناتي.. مصممة البوركيني

الموسوعة - Aheda Zanetti (L), designer of the Burkini swimsuit, adjusts one of the swimsuits on model Salwa Elrashid at her fashion store in Sydney, August 23, 2016. REUTERS/Jason Reed
دخلت عاهدة زناتي (يسار) عالم الموضة مصممة أزياء عام 2004، فأسست شركة تحمل اسمها (رويترز)

مصممة أزياء أسترالية من أصل لبناني، اشتهرت بإبداعها للباس السباحة النسائي الساتر المعروف بالبوركيني عام 2006، وزادت شهرتها مع تفجر الجدل في فرنسا وأوروبا حول الموضوع عام 2016.

المولد والنشأة
ولدت عاهدة زناتي في طرابلس بشمال لبنان عام 1967، وهاجر ذووها إلى أستراليا وهي في الثانية من عمرها لتعيش هناك وتكتسب الجنسية.

مارست في بداية مشوارها المهني الحلاقة، قبل أن يتحول اهتمامها إلى تصميم الملابس مطلع القرن الـ21.

التجربة المهنية
دخلت زناتي عالم الموضة مصممة أزياء عام 2004، فأسست شركة تحمل اسمها، وشرعت في تسويق منتجاتها واضعة نصب عينيها تقديم بدائل تسمح للمرأة المحجبة بمواكبة الموضة.

ووضعت تصاميمها الأولى وكانت في مجملها موجهة للمحجبات، لكن وضعها لتصميم لباس البحر الساتر (البوركيني) شكل نقلة نوعية في نشاطها التجاري.

وخلال 12 عاما (2004-2016) بيعت خمسمئة ألف بذلة من لباس البوركيني، وفق تقريرٍ لصحيفة لوموند الفرنسية، بل إن شركات عالمية مثل "ماركس وسبنسر" وضعت مشاريع تصاميم لإنتاج الملابس الموجهة للمحجبات مستلهمة من تجربة زناتي وماركتها المسجلة الأولى "عاهدة" التي باتت بأوروبا والغرب رديفا للملابس الساترة.

وقد لقيت هذه الملابس إقبالا بين الجاليات المسلمة عبر العالم خاصة في الغرب حيث القدرة الشرائية مرتفعة.

جاءت فكرة البوركيني نتاج قصة عائلية خالصة خالية من أي خلفية تجارية، فقد روت زناتي في عدة مقابلات صحفية كيف ألهمتها معاناة ابنة أخيها المحجبة وهي تلعب مباراة بكرة السلة التفكير في ملابس رياضية تمكن المحجبات من ممارسة اللعبة دون مشقة كتلك التي عانتها ابنة أخيها لثقل الملابس الساترة التي كانت ترتديها في تلك المباراة، حتى أن وجنتها صارت حمراء من شدة الإجهاد.

انتهى بزناتي تفكيرها إلى تصميم البوركيني الذي شكل مفصلا في مسارها المهني، فسلط عليها أضواء الشهرة بعد أن صار ماركة عالمية تتزاحم على اقتنائها المسلمات بمشارق الأرض ومغاربها.

ويجد الإقبال على البوركيني دافعه الأول في خفته وملاءمته لممارسة أنواع الرياضات بما فيها السباحة التي ستكون مجال شهرته الأهم نظرا لما تتطلبه عادة من تخفف من الملابس ولغياب البدائل العملية.

وتزايد الاهتمام بالبوركيني بعد أن حصل على رخصة تسويق وبراءة اختراع تؤكدان مطابقته للشروط الصحية المطبقة في المسابح بالغرب، وهو ما أزاح حاجزا نفسيا وقانونيا كبيرا كان لعقود حجر عثرة أمام المسلمات في مرافقة أسرهن إلى المسابح والشواطئ والتمتع بأجواء الصيف.

وليست المسلمات وحدهن زبائن زناتي، فقد صرحت لوسائل إعلام أسترالية وأميركية بأنها تقدر حصة غير المسلمات من مبيعاتها في أستراليا بأكثر من 40%، مشيرة إلى أن دافعهن لاقتناء البوركيني هو الرغبة في الحماية من الشمس على شواطئ أستراليا ذات الشمس الحارقة، وهو ما يوفره البوركيني مع أن له خصائص مماثلة لخصائص البكيني في التخلص من الماء بما أنه مصنع من البوليستر.

لم تتصدر زناتي الجدل الدائر في فرنسا حول البوركيني، وإن أدلت بتصريحات للصحافة أبدت فيها أسفها لتعاطي بعض الساسة الفرنسيين مع الموضوع ومحاولتهم إلباس البوركيني لبوسا أيديولوجيا.

وشددت على أن البوركيني وجد لتلبية حاجة محددة هي ستر غير الراغبات في نظرات الرجال بالمسابح والشواطئ. ورفضت زناتي أي ربط بينه وبين التطرف.

وقالت مصممة البوركيني  لـوكالة رويترز "مبيعاتنا زادت، وكلما حظروه ورفضوه بشكل فعلي فهذا لا يعني منع أي امرأة من ارتدائه". وأضافت "أعتقد أنهم أساؤوا فهم الأمر، وأظن أنه عندما صممنا لباس البحر هذا كان جزءا من الاندماج وكان جزءا من مزج الثقافات".

وقدرت زناتي أن 40% من مبيعاتها ذهبت لنساء غير مسلمات، وأن من بين من يقبلن على شراء البوركيني نساء عولجن من السرطان أو نساء يهدفن لحماية بشرتهن من الشمس.

المصدر : الجزيرة + لوموند + مواقع إلكترونية