السلوفاكي فيكو.. "لا للإسلام في بلدي"

Slovakia's Prime Minister Robert Fico, addresses the European Parliament to present the priorities of the incoming Slovakia's Presidency of the EU for the next six month in Strasbourg, France, July 6, 2016. REUTERS/Vincent Kessler

روبرت فيكو، سياسي من سلوفاكيا، عرف رغم تزعمه لحزب "يساري" بمواقفه المعادية للمهاجرين وكراهيته للإسلام، حيث اشتهر بإطلاقه عبارة "لا للإسلام في بلدي" ما جعل تولي سلوفاكيا الرئاسة الدورية لـالاتحاد الأوروبي ابتداء من يوليو/تموز 2016 يثير قلق مسلمي أوروبا. 

المولد والنشأة
ولد فيكو يوم 15 سبتمبر/أيلول 1964 بمدينة توبولكاني بمنطقة "نيترا" جنوب غرب سلوفاكيا، نشأ في قرية هريسوفاني حتى السادسة من عمره حيث انتقل مع أسرته إلى ضواحي مسقط رأسه بمدينة توبولكاني، وهو متزوج وله ولد واحد.

الدراسة والتكوين
تابع دراسته الابتدائية والثانوية في مدينة توبولكاني حيث يقول إنه كان منذ الصغر يحلم أن يصبح سياسيا أو صحفيا رياضيا أو عالم آثار.

التحق عام 1982 بجامعة كومنيوس بمدينة براتيسلافا في تشيكوسلوفاكيا سابقا، ودرس القانون وتخرج منها عام 1986 في تخصص القانون الجنائي، كما حصل منتصف تسعينيات القرن الماضي على شهادة الدكتوراه بأطروحة "قانون الإعدام بتشيكوسلوفاكيا".

الوظائف والمسؤوليات
اشتغل فيكو بعد تخرجه بـ "معهد الدولة والقانون" التابع لأكاديمية العلوم بسلوفاكيا، وأيضا بوزارة العدل حتى عام 1992، ثم حصل خلال عام 2002 على منصب أستاذ مساعد بالجامعة.

التوجه الفكري
لا يخفي فيكو مواقفه المعادية للمهاجرين واللاجئين، وكذا كراهيته للإسلام حيث قال إن بلاده "ليست مكانا مناسبا للمسلمين ليعيشوا فيه، لأنهم يمكن أن يغيروا تقاليدنا التي عمرها قرون طويلة" وشهدت حملته الانتخابية للانتخابات التشريعية في مارس/آذار 2016 تقديمه وعودا للناخبين بعدم التساهل مع الجاليات المسلمة في بلاده.

ويرفض بهذا الصدد فكرة تعدد الثقافات ويصفها بأنها "خيال" وتعهد بعدم قبول بلاده مطلقا حصص الاتحاد الأوروبي لإعادة توطين اللاجئين الذين تدفقوا على اليونان وإيطاليا من سوريا ومناطق أخرى، كما قدمت سلوفاكيا شكاوى لدى المحكمة الأوروبية في لوكسمبورغ ضد اتفاقية توزيع طالبي اللجوء التي صادقت عليها الدول الأعضاء بأغلبية كبيرة عام 2015.

يعتبر أن الاتحاد الأوروبي "مهدد بالانهيار" إذا لم يسيطر على تدفق المهاجرين إليه خلال عام 2016، وقال إنه يجب عدم انتقاد بريطانيا على خروجها من الاتحاد.

نادى من خلال إنشاء وزعامة الحزب الديمقراطي الاشتراكي منذ 1999 إلى ما أسماها آنذاك "سياسة الأيادي النظيفة" التي حاول من خلالها قيادة جيل جديد من السياسيين في بلاده غير متورطين في قضايا فساد.

لكن معارضيه يصفونه بأنه "شعبوي غير كفء يتجاهل ضرورة إصلاح التعليم والرعاية الصحية" ومع ذلك تتفق معه معظم أحزاب المعارضة فيما يخص مواقفه المتشددة بشأن المهاجرين المسلمين.

تميزت علاقته مع وسائل الإعلام في بلاده بالتوتر، بسبب توجيهه اتهامات لها بـ "ممارسة دور معارضة جديدة" إضافة إلى دخوله في مواجهات مباشرة مع الصحفيين.

التجربة السياسية
التحق فيكو بالحزب الشيوعي خلال حقبة تشيكوسلوفاكيا سابقا، ما بين أعوام 1987
و1990، ثم بحزب اليسار الديمقراطي (1990 و1999) قبل أن يترأس منذ 1999 الحزب الديمقراطي الاشتراكي.

انتخب فيكو لأول مرة نائبا في البرلمان عام 1992، في إطار فترة جمهورية تشيكوسلوفاكيا سابقا، ثم عين لاحقا في مجلس أوروبا.

وأصبح حزبه يمثل بالفترة (2002 و2006) قوة المعارضة الرئيسة، وبعد فوزه بالانتخابات التشريعية تولى رئاسة الوزراء في أبريل/نيسان 2006 حتى 2010 ، ثم التحق مجددا بصفوف المعارضة عام 2010، قبل أن يفوز حزبه مجددا بالانتخابات ويتولى مجددا رئاسة الحكومة (2012-2016) وهو المنصب الذي حافظ عليه بعد نجاح حزبه مرة أخرى بانتخابات مارس/آذار 2016.

خاض فيكو عام 2013 رهان الانتخابات الرئاسية لكنه خسر بالدور الثاني أمام منافسه المرشح المستقل أندري كيسكا.

تولى فيكو ابتداء من يوليو/تموز 2016 رئاسة الاتحاد الأوروبي ستة شهور، وهي العملية التي تتم بالتناوب بين الدول الأعضاء بالاتحاد.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية