جوزيه مورينيو.. مدرب عالمي مشاكس

Britain Football Soccer - Wigan Athletic v Manchester United - Pre Season Friendly - DW Stadium - 16/7/16 Manchester United manager Jose Mourinho Action Images via Reuters / Lee Smith Livepic EDITORIAL USE ONLY.
جوزيه مورينيو مدرب كرة القدم برتغالي ولاعب سابق، نال شهرة عالمية في مجال التدريب، رغم أنه لم يحقق في مساره نجاحا يذكر حين كان لاعبا، حيث ولج باب التدريب بالأندية الأوروبية الشهيرة من خلال قيامه بالترجمة لمدربين عالميين أشرفوا عليها، ثم تحول بهدوء إلى أحد أكثر المدربين تتويجا بالبطولات في العالم حتى لقب "الفريد من نوعه" (special one).

المولد والنشأة
ولد جوزيه ماريو دوس سانتوس مورينيو فيليكس المعروف بجوزي مورينيو، يوم 26 يناير/كانون الأول عام 1963 بمدينة سيتوبال بغرب البرتغال لأب احترف كرة القدم لاعبًا في عدة فرق برتغالية.

النشأة والتكوين
تابع جوزيه مورينيو دراسته متخصصا "علم الرياضة" بالجامعة التقنية بلشبونة، وتلقى تكوينا في مجال تدريب كرة القدم في بريطانيا، واشتغل أستاذًا للتربية البدنية، وعمل مدربا ومنقبا عن المواهب لفرق الناشئين.

وأوكلت إليه في بداية تسعينيات القرن الماضي مهمة الترجمة للمدرب الإنجليزي بوبي روبسون في نادي "سبورتينغ لشبونة" البرتغالي، ثم رافقه لاحقا إلى نادي برشلونة الإسباني آنذاك، وظل يشتغل في النادي نفسه مع المدرب الهولندي لويس فان غال الذي خلف روبسون.

التجربة الرياضية
لعب مورينيو خلال مشواره الرياضي لاعبًا في مركز وسط ميدان في عدة أندية برتغالية متواضعة بدأها بنادي ريو إفي بين 1980 و1982، ثم انتقل إلى نادي بلنينسش خلال موسم 1982-1983، كما التحق بنادي سيسمبرا موسم 1984، ولعب في صفوف نادي تكنيكا موسم 1984-1985، واختتم مساره في نادي كوميرسيو إي أندوستريا الذي لعب له عامي 1986 و1987.

انطلقت تجربة جوزيه مورينيو في التدريب في البرتغال مع نادي بنفيكا عام 2000، لكنها استمرت فترة قصيرة، ليتولى خلال موسم 2001-2002 الإشراف على تدريب نادي يو دي ليريا قبل أن يخوض تجربة ناجحة خلال موسمي 2002-2004 مع نادي سبورتينغ لشبونة.

ثم انتقل إلى إنجلترا لتدريب نادي تشلسي في فترة ما بين 2004 و2007، وحط الرحال بإيطاليا للإشراف على نادي إنتر ميلان بين 2008 و2010، قبل أن يتوجه لتدريب نادي ريال مدريد الإسباني من عام 2010 إلى 2013، ثم عاد لقيادة نادي تشلسي بين عامي 2013 و2015، وابتداء من عام 2016 انطلق في تحدي جديد بتوليه تدريب نادي مانشستر يونايتد.

حصد مورينيو ألقابا عديدة خلال مشواره في التدريب، حيث حقق مع نادي "بورتو" لقب الدوري البرتغالي موسمي 2003 و2004، وكأس البرتغال عام 2003، وكأس السوبر البرتغالي، ولقب كأس الاتحاد الأوروبي في العام نفسه، إضافة إلى لقب دوري أبطال أوروبا عام 2004.

وتُوِّج مع نادي تشلسي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز ثلاث مرات أعوام 2005 و2006 و2015، وكأس "كارلينج كاب" ثلاث مرات أعوام 2005 و2007 و2015، وكأس السوبر الإنجليزي عام 2005، وكأس إنجلترا عام 2006.

كما حصل مورينيو على لقب الدوري الإيطالي مع نادي إنتر ميلان مرتين عامي 2009 و2010، وكأس إيطاليا عام 2010، ولقب السوبر الإيطالي عام 2008، ولقب دوري أبطال أوروبا عام 2010.

وفاز مع نادي ريال مدريد بلقب الدوري الإسباني عام 2012، وكأس ملك إسبانيا عام 2011، ولقب السوبر الإسباني عام 2012.

عرف مورينيو بخياراته التكتيكية المعتمدة على تقوية الدفاع والكثافة العددية في وسط الميدان من خلال نهجه مدة طويلة خطة 4-4-2، باعتماد لاعبي تغطية في وسط الدفاع، وتكييفها حسب المستجدات في المباراة، كما نهج في وقت معين مع نادي تشلسي خطة 4-3-3- بسبب توفره على لاعبي وسط دفاعيين مميزين آنذاك أمثال الفرنسي كلود ماكيللي.

يشتهر مورينيو بشخصية كاريزمية مثيرة للجدل، وكذا رؤية تكتيكية براغماتية في مجال التدريب ترتكز على السعي لتحقيق نتائج جيدة في المباريات كهدف أساسي قبل أي اهتمام بتقديم عرض جيد في اللعب، وهو ما جعل العديد من وسائل الإعلام الدولية تشبهه بالمدرب الأرجنتيني الشهير هيلينو هيريرا رائد الخطة الدفاعية في إيطاليا المعروفة باسم كاتناشيو.

يعرف مورينيو بأسلوبه التهكمي في التعامل مع الإعلام وكذا تصريحاته الاستفزازية ومشاكساته الدائمة مع مدربي الفرق المنافسة مما جعل الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم يتهمه بـ"سوء السلوك" في أكتوبر/تشرين الأول عام 2015 عندما كان يتولى الإدارة الفنية لنادي تشيلسي، بعدما ادعى أن فريقه يعامل بطريقة سيئة من قبل حكام المباريات، لكن مورينيو رد على ذلك بقوله "إذا أراد الاتحاد الإنجليزي أن يعاقبني، فهم يستطيعون، فهم لا يعاقبون أي مدير فني آخر".

كما أن أسطورة هولندا الراحل يوهان كرويف قال بشأنه إنه "يشكل مثالا سيئا للشباب، بسبب تصرفاته المثيرة للجدل وحبه للظهور"، وأضاف "ربما يقوم بهذا الأمر بسبب خلفيته (كلاعب)، لأنه لم يحظ يوما بشعور أن يشجعه مائة ألف شخص أو أن توجه إليه صافرات الاستهجان من قبل مئة ألف شخص".

الجوائز والأوسمة
توج جوزيه مورينيو عام 2010 بجائزة أفضل مدرب في العالم من قبل "الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصائيات كرة القدم (IFFHS)، ونال أيضا جائزة أفضل مدرب برتغالي في القرن العشرين التي منحها له الاتحاد البرتغالي لكرة القدم عام 2014.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية