تيريزا ماي.. تاتشر الجديدة

سياسية بريطانية انتخبت نائبة عن حزب المحافظين عام 1997، واختيرت عام 2010 وزيرة للداخلية وقضت بالمنصب ست سنوات قبل اختيارها يوم 11 يوليو/تموز 2016 رئيسة لوزراء بريطانيا خلفا لديفد كاميرون

المولد والنشأة
ولدت تيريزا ماي يوم 1 أكتوبر/تشرين الأول 1956 في إيستبورن، وهي ابنة قس.

أصيبت بـداء السكري، ولم ترزق بأطفال مع زوجها فيليب جون ماي الذي ارتبطت به عام 1980.

الدراسة والتكوين
درست تيريزا ماي في جامعة أوكسفورد وتخرجت منها.

الوظائف والمسؤوليات
عملت تيريزا ماي لصالح بنك إنجلترا لسنوات عديدة.

التجربة السياسية
دشنت تيريزا ماي المسؤولية السياسية داخل حزب المحافظين عام 1986 بانتخابها مستشارة محلية، ثم بانتخابها نائبة عام 1997 بمنطقة ميدنهيد (Maidenhead).

تميز مساهار السياسي "عاديا" بحيث لم تكد تعرف على الساحة الإعلامية إلا بعد أن عينت وزيرة للداخلية عندما فاز المحافظون بانتخابات 2010، وبقيت في هذه المهمة الصعبة لمدة ست سنوات كاملة، وهي أطول مدة خدمة في هذا المنصب منذ 1892.

عرفت تيريزا ماي بوقوفها خلف منع الداعية المسلم الشهير ذاكر نائيك من دخول بريطانيا لمدة خمس سنوات بدعوى "تحريضه على الإرهاب"، فيما نفى هو في 13 يوليو/تموز 2016 في برنامج بلا حدود على الجزيرة ذلك، مؤكدا أن العالم كله يعترف بجهوده في الترويج لسماحة الإسلام وقيم التعايش والمحبة والسلام.

كما اشتهرت أيضا بوقوفها خلف عملية ترحيل الأردني عمر محمود عثمان (أبو قتادة) وهي مهمة فشل فيها المسؤولون البريطانيون منذ 2003، حيث صادقت بريطانيا رسميا عام 2013 على اتفاق مع الأردن لتسهيل ترحيل أبو قتادة الذي واجه محاكمات وتهما بالأردن تتعلق بـ"أعمال إرهابية".

وهدف الاتفاق الثنائي -الذي صادق عليه ملك الأردن عبد الله الثاني– إلى تبديد مخاوف بشأن التعذيب عبر عنها مرارا القضاء البريطاني لتبرير رفضه ترحيله، وتحظر الاتفاقية استخدام الأدلة المنتزعة تحت التعذيب، وتضمن حماية حقوق الإنسان.

وقد أطلق سراح أبو قتادة لاحقا عام 2014 بعدما برأه القضاء الأردني من التهم المنسوبة إليه.

اختيرت تيريزا ماي يوم الاثنين 11 يوليو/تموز 2016 رئيسة لوزراء بريطانيا خلفا لديفد كاميرون الذي التزم بتقديم استقالته يوم 13 من الشهر نفسه، بعد استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وكان من المقرر أن تتنافس ماي ووزيرة الدولة لشؤون الطاقة ليدسوم في تصويت لنحو 150 ألفا من أعضاء حزب المحافظين، على أن تعلن النتيجة بالتاسع من سبتمبر/أيلول 2016، لكن ليدسوم انسحبت فجأة بعد حملة انتقادات حادة وجهت لها إثر تلميحها بأحد خطاباتها لعدم وجود أطفال لمنافستها، وذلك إلى جانب طرح تساؤلات بشأن ما إذا كانت قد بالغت في سيرتها الذاتية.

ورغم أنها كانت من الداعين للبقاء بالحضن الأوروبي، وخاضت حملة للبقاء داخل الاتحاد الأوروبي، فإن ماي تعهدت بتفعيل الخروج من الاتحاد واستبعدت تنظيم استفتاء ثان حول الموضوع ورفضت أي محاولة للانضمام مرة أخرى. وقالت "حين أصبح رئيسة للوزراء سأعمل جاهدة على تنفيذ الخروج من الاتحاد". وأضافت "سنعمل على تحقيق النجاح في ذلك".

وقد دعت ماي يوم 18 أبريل/نيسان 2017  إلى إجراء انتخابات مبكرة في الثامن من يونيو/حزيران 2017، قائلة إن الحكومة لديها الخطة المناسبة للتفاوض على شروط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وإنها بحاجة إلى وحدة سياسية في لندن.

وكانت الفرصة متاحة للمعارضة العمالية نظريا لعرقلة هذه الخطوة، لكن زعيم حزب العمال جيريمي كوربن قال إنه يدعم قرارها، حيث وافق البرلمان في نهاية المطاف على إجراء انتخابات مبكرة.

ومن جهته، أكد الاتحاد الأوروبي أن الانتخابات البريطانية المبكرة "لا تغير خطط" الدول الـ 27 الأخرى الأعضاء في التكتل الأوروبي.

وتيريزا ماي هي ثاني امرأة تتولى رئاسة وزراء بريطانيا بعد مارغريت تاتشر التي حكمت في فترة ما بين 1979-1990، وظهرت مقارنات عديدة تشبه بين السيدتين.

غير أن ماي استهجنت جميع تلك المقارنات، وقالت "لقد كانت هناك مارغريت تاتشر واحدة، وأيا ما كان العمل الذي سأؤديه، فتأكدوا أني سأخصص له وقتي كاملا وسأؤديه كما ينبغي". 

عرفت تيريزا ماي بعشقها الكبير للأحذية والملابس، وعلقت على تقارير وسائل الإعلام بالقول "يمكنك النجاح في تحقيق مسار سياسي ناجح، وفي نفس الوقت عشق الأحذية والملابس".

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية