الراحلة نجيبة الحمروني.. أول نقيبة لصحفيي تونس

الموسوعة - نجيبة الحمروني Najiba elhamrouni

نجيبة الحمروني أول سيدة تنتخب نقيبة للصحفيين في تونس بعد نجاح ثورة الياسمين عام 2011، وكانت أحد أبرز المدافعين عن حرية الصحافة والتعبير خلال حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وتوفيت عام 2016.

المولد والنشأة
وُلدت نجيبة الحمروني في العاشر من مايو/أيار 1967 بمدينة البطّان في الضواحي الغربية لتونس العاصمة.

الدراسة والتكوين
بدأت نجيبة الحمروني تعليمها الابتدائي بمدينة البطّان، والثانوي بمدينة طبربة في الضواحي الغربية للعاصمة التونسية، وبعد حصولها على الثانوية العامة (البكالوريا) اختارت الحمروني دراسة الإعلام بمعهد الصحافة وعلوم الأخبار، حيث تخرجت أواسط تسعينيات القرن الماضي.

الوظائف والمسؤوليات
انتخبت نجيبة الحمروني سنة 2008 بأول مكتب تنفيذي لنقابة الصحفيين التونسيين التي تأسست السنة نفسها، وتولت رئاسة لجنة الحريات، ثم أمانة المال للنقابة.

ومثلت نقابة الصحفيين في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي، وهي الهيئة التي عوضت البرلمان التونسي الذي تم حلّه عقب الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

وترأست نجيبة الحمروني نقابة الصحفيين بين 2011 و2014.

التجربة المهنية
تخرجت نجيبة الحمروني من معهد الصحافة وعلوم الأخبار أواسط تسعينيات القرن الماضي، حين كان نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي مسيطرا على مفاصل المؤسسات الإعلامية، سواء الخاصة منها أو التابعة للقطاع العام.

بدأت الحمروني رحلتها مع الصحافة ضمن يومية "الصباح" الخاصة، وبعد ست سنوات من العمل بهذه الجريدة مع عدد من رواد الصحافة بتونس، مثل الصحفي الراحل محمد قلبي، انتقلت للعمل بمركز المرأة العربية للدراسات والبحوث (كوثر).

وفي 13 يناير/كانون الثاني 2008 انتخبت الحمروني لعضوية أول مكتب تنفيذي لنقابة الصحفيين التونسيين، التي تأسست على أنقاض جمعية الصحفيين، وفاز خلال هذا المؤتمر التيار المستقل -الذي كانت الحمروني من بين أعضائه- بأغلبية مقاعد المكتب التنفيذي، وهو ما أثار حفيظة نظام بن علي الذي كانت تعدّه المنظمات الدولية من أشدّ الأنظمة عداء لحرية الصحافة والتعبير.

لم يدم صبر النظام التونسي على نقابة الصحفيين طويلا، فقد بدأت الحملات الإعلامية المناوئة للتيار المستقل داخل النقابة تتصاعد، وذلك إثر نشر التقريرين السنويين حول حرية الصحافة سنتي 2008 و2009، اللذين تضمنا انتقادات شديدة لواقع حرية الصحافة والتعبير بتونس.

وخلال شهر يوليو/تموز 2009 تولت الحمروني أمانة مال النقابة بعد استقالة أربعة من أعضاء المكتب التنفيذي بأوامر من السلطة ضمن خطة مسبقة أعدها النظام للانقلاب على النقابة.

وفي 15 أغسطس/آب من العام نفسه، نظمت السلطة الحاكمة ما وصف بالانقلاب على المكتب التنفيذي للنقابة، بعد أن نظّم صحفيون موالون لها مؤتمرا استثنائيا أفضى إلى تشكيل مكتب تنفيذي جديد بقيادة موالية لنظام بن علي.

رفضت نجيبة الحمروني وثلة من زملائها الاعتراف بنتائج هذا المؤتمر، بوصفه مؤتمرا انقلابيا، وواصلوا فضحهم ممارسات النظام القمعية ضد حرية الصحافة والتعبير.

وتعرضت الحمروني إلى تضييقات أمنية شديدة بسبب إصرارها على موقفها الرافض لمخرجات المؤتمر الذي وصف بالانقلابي؛ ففي الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر/أيلول 2009 مثلا، استدعتها الشرطة الاقتصادية ثلاث مرات للتحقيق معها على خلفية اتهامات بمخالفات مالية بوصفها كانت أمينة مال النقابة.

بعد الإطاحة بزين العابدين بن علي تم انتخاب نجيبة الحمروني رئيسة لنقابة الصحفيين خلال مؤتمر تصحيح المسار الذي انعقد في شهر يونيو/حزيران 2011.

نفذت النقابة برئاسة الحمروني إضرابين عامين في قطاع الصحافة (الأول في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2012، والثاني في 17 سبتمبر/أيلول 2013) على خلفية المطالبة بتفعيل المرسومين 115 و116 اللذين ينظمان قطاع الصحافة، وتنديدا بما عدّته النقابة استهدافا لحرية التعبير والصحافة.

وحقّق قطاع الإعلام في تونس خلال فترة رئاسة الحمروني نقابة الصحفيين جملة من المكاسب، لعل أهمها تركيز الهيئة العليا المستقلة للإعلام السمعي والبصري، وهي هيئة دستورية تشرف على قطاع الإعلام، كما تم تفعيل المرسومين 115 و116 اللذين يؤطران قانونيا العمل الصحفي في تونس.

الوفاة
أعلنت نقابة الصحفيين التونسيين في 29 مايو/أيار 2016 وفاة رئيستها السابقة نجيبة الحمروني بعد صراع طويل مع المرض.

المصدر : الجزيرة