جو كوكس.. نصيرةُ الثورة السورية المغتالةُ ببريطانيا

أرشيف - وذكر شهود عيان أن كوكس تعرضت لإطلاق النار بينما كانت تحاول فض نزاع بين رجلين. وقد اعتقلت الشرطة رجلا للاشتباه بضلوعه في الحادث. وكانت جو من النجوم الصاعدة في حزب العمال وهي من الداعمين لزعيم الحزب جيريمي كوربن، وكانت من مؤيدي بقاء بريطانيا ضمن الاتحاد الأوروبي ودافعت عن استقبال اللاجئين.

جو كوكس سياسية وبرلمانية بريطانية؛ عملت في المجال الإنساني ثم مارست السياسة ناشطة في حزب العمال، وعُرفت بدعمها لقضايا مثل اللاجئين والثورة السورية. وهي أول عضو في البرلمان البريطاني يغتال منذ مقتل النائب إيان غو على أيدي مسلحي الجيش الجمهوري الأيرلندي في تفجير سيارة مفخخة عام 1990.

المولد والنشأة
وُلدت جو كوكس يوم 22 يونيو/حزيران 1974 في باتلي (مقاطعة غرب يوركشير) ببريطانيا، لأسرة كان أبوها يعمل في مصنع لمواد التجميل وأمها سكرتيرة في إحدى المدارس.

تزوجت السياسي البريطاني بريندان كوكس (عمل مستشارا لرئيس الوزراء السابق غوردن براون لشؤون التنمية الدولية)، وهي أم لولدين.

الدراسة والتكوين
أكملت كوكس المرحلة الثانوية في مدرسة هيكموندوايك، ثم التحقت بجامعة كامبريدج حيث تخرجت عام 1995.

الوظائف والمسؤوليات
عملت كوكس في المنظمة الخيرية العالمية "أوكسفام"، وترقت في سلمها الوظيفي حتى أصبحت رئيسة قسم السياسات العالمية فيها. كما خدمت مستشارة لكل من سارة براون زوجة غوردن براون، ومؤسسة بيل غيتس الخيرية.

التجربة السياسية
دخلت كوكس عالم السياسة من بوابة العضوية في حزب العمال البريطاني الذي يمثل تيار يسار الوسط، ورشحها الحزب في الانتخابات التشريعية عام 2015 فانتخبت نائبة عن دائرة باتلي وسبين.

كانت من النجوم الصاعدين في حزب العمال وداعمة لزعيمه جيريمي كوربن، ومن المؤيدين بقوة لبقاء بريطانيا عضوا في الاتحاد الأوروبي، ففي آخر تدوينة نشرتها على "تويتر" يوم 10 يونيو/حزيران 2016 قالت -بخصوص استفتاء بريطانيا بشأن استمرار عضويتها في الاتحاد- إن "الهجرة مصدر قلق مشروع، لكنها ليست سببا وجيها يدفع بريطانيا إلى مغادرة الاتحاد الأوروبي".

كما عُرفت بدعمها لاستقبال اللاجئين القادمين إلى بريطانيا، فمع تأكيدها "مشروعية القلق" من مسألة المهاجرين فيما يخص التعليم والصحة ومنافستهم في العمل، فإنها تلفت الانتباه إلى أن معظم الناس يدركون أن هناك "جوانب إيجابية لهذا الأمر"، منها توفير العمالة الماهرة التي تحتاجها بريطانيا لنمو اقتصادها، ووجود الأطباء المتميزين في الخدمات الصحية.

اشتهرت كوكس كذلك بأنها من البرلمانيين البريطانيين المدافعين بحماسة عن الثورة السورية، وأسست مجموعة "أصدقاء سوريا" التي ضمت أعضاء من كل الأحزاب السياسية في البرلمان البريطاني لوقف "جرائم الحرب" التي يرتكبها نظام بشار الأسد وحلفاؤه.

ودعت إلى فرض عقوبات على روسيا لمساعدتها للأسد، وإلى ضرورة إنشاء تحالف أوروبي قوي لإيصال المساعدات جوا إلى محتاجيها في سوريا، ووُصفت بأنها "ناشطة لا تكل من أجل اللاجئين السوريين". ولذلك فإن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أدان بشدة اغتيالها وعزّى الشعب البريطاني فيها، قائلا إن سوريا فقدت بمقتلها "صديقة صادقة وعزيزة".

وقد وصفت افتتاحية لصحيفة "تلغراف" البريطانية اغتيال كوكس بأنه "عمل فظيع ومشين؛ لأن حياتها كانت درسا في الخدمة العامة، فقد خدمت في جمعية خيرية، وكانت نائبة محلية متفانية وصوتا للمحرومين، وكل من عرفها وصفها بالسياسية المثابرة والودودة".

الوفاة
تعرضت جو كوكس يوم 16 يونيو/حزيران 2016 لهجوم مسلح أثناء تجهزها لاستقبال ناخبي دائرتها في مكتبة ببلدة بيرستال قرب مدينة ليدز (مقاطعة غرب يوركشير)، فأطلق عليها شخص ثلاث رصاصات وأتبعها بطعنات بسكين في مواضع مختلفة من جسدها ثم صاح قائلا: "بريطانيا أولا". وبعد أربع ساعات أعلنت الشرطة وفاتها متأثرة بإصاباتها.

وقالت الشرطة إنها ألقت القبض على القاتل وإنه يُدعى توماس ماير، وهو من أهالي المنطقة ويبلغ من العمر 52 عاما، مضيفة أنه يُعتقد أن له ارتباطات قديمة مع جماعة يمينية متطرفة في لندن مؤيدة لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقد أدى مقتلها إلى تعليق حملات الدعاية في الاستفتاء الشعبي ببريطانيا بشأن خروجها من الاتحاد الأوروبي ثلاثة أيام وفاءً لها.

المصدر : الجزيرة