عز الدين إبراهيم.. الداعية المترجم

الموسوعة - عز الدين إبراهيم

داعية إسلامي، أحد قادة الإخوان المسلمين التاريخيين، شغل العديد من المهام والمناصب بجامعات وهيئات تعليمية وإسلامية وخيرية في مصر والكويت والإمارات وقطر.

المولد والنشأة
ولد عام 1928 في القاهرة بالمملكة المصرية، تلقى علومه الأولية في كتاتيبها، ثم التحق بالمدارس والمعاهد العلمية. له ثلاثة أبناء.

الدراسة والتكوين
حصل على الإجازة في الأدب العربي من جامعة القاهرة، ودبلوم التربية وعلم النفس من جامعة عين شمس، ثم دكتوراه الفلسفة في الآداب من جامعة لندن عام 1963.

كما حصل على الدكتوراه الفخرية في الاقتصاد لإدارته عددا من صناديق التضامن والعمل الخيري في البلاد الإسلامية من جامعة ماليزيا، ودكتوراه فخرية في الآداب لدوره مع مؤسسات التعليم العالي من جامعة ويلز في المملكة المتحدة.

الوظائف والمسؤوليات
اشتغل بالتدريس والتربية في ليبيا، وبدأ بنشر مبادئ جماعة الإخوان المسلمين في مدينة بنغازي وتشكيل الأسر التنظيمية التي كانت النواة الأولى للجماعة في المملكة الليبية.

ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية، فعمل أستاذا للأدب العربي وطرق تدريس العربية في الرياض.

وسافر إلى بريطانيا وأميركا واشتغل بتدريس مادة الدراسات الإسلامية في جامعة أكسفورد في بريطانيا وجامعة ميتشغان في الولايات المتحدة الأميركية.

سافر إلى إمارة أبو ظبي في عام 1968، ونال الجنسية الإماراتية، وعمل مستشارا ثقافيا لرئيس دولة الإمارات العربية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومسؤولا عن أعماله الخيرية والإنسانية، ومديرا لصندوق التضامن الإسلامي، وقدّم خدمات جليلة للمسلمين في جميع أقطارهم من خلال مؤسسة الشيخ زايد الخيرية، واهتم بدعم مراكز تحفيظ القرآن الكريم في الإمارات، ثم عمل مديرا لجامعة الإمارات.

عمل موجّها تربويا، ومساعدا لمدير معارف قطر، وعضوا في اللجنة الاستشارية العليا بكلية الدراسات الإسلامية بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.

وناب عن منظمة المؤتمر الإسلامي في مقابلة البابا بولص السادس عام 1976 في الفاتيكان، وناب عن العالم الإسلامي في لقاءات السلام العالمية التي نظمتها الكنيسة الكاثوليكية في روما 2002، وميلانو 2004، وليون في فرنسا 2005، وحوار الأديان في مدريد عام 2008.

ساهم في تأسيس حركة الإسلام والغرب في منتصف السبعينيات، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

كما شغل عضوية العديد من المؤسسات والهيئات، أبرزها: الحوار الإسلامي المسيحي في بيروت، والمجالس العلمية لعدد من الجامعات العربية والأوروبية والآسيوية والأفريقية، واللجنة الاستشارية لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، والمنظمة الإسلامية للعلوم الطبية بالكويت، ومجلس أمناء كلية الخليج الطبية بعجمان، ومجلس أخلاقيات الطب في مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبو ظبي.

وعمل أيضا مستشارا لجامعة ممباسا الإسلامية، وعضوا ومستشارا لمركز إسهامات علماء المسلمين في الحضارة بدولة قطر.

التجربة الفكرية والدعوية
تتلمذ على يد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين الشيخ حسن البنا الذي كان يحبه ويقدمه، وتبنّى عز الدين إبراهيم أفكاره الإصلاحية، واقتفى مسيرته الدعوية.

ولما قامت الحكومة المصرية في عهد الملك فاروق باعتقال عدد من زملائه الشباب الدعاة استطاع عز الدين واثنان منهم أن يغادروا مصر عن طريق الصحراء إلى ليبيا، وقابلوا الملك السنوسي فمنحهم اللجوء السياسي بعد أن سمع خطبة رائعة من عز الدين، وبعد هدوء الأحوال في مصر رجع إليها وأسَّس مع بعض إخوانه "لجنة الشباب المسلم"، وكان لها نشاط فكري.

وكان عضوا قياديا في الجهاز الخاص التابع لجماعة الإخوان المسلمين، فاعتقل في السجن الحربي عام 1954 بعد حاث "المنشية"، ولما أفرج عنه هاجر من مصر إلى سوريا أيام اضطهاد جمال عبد الناصر رجال الحركة الإسلامية، فعمل مدرسا في المعهد العربي الإسلامي، وأكرمه أهل دمشق وأعطوه منزلة كبيرة، وتزوج فتاة من أسرة دمشقية، وكان يخطب الجمعة في بعض مساجد دمشق، ولاسيما مسجد الجامعة السورية.

وعاش يحمل رسالته الدعوية التي أعطاها حياته أينما حلّ ورحل، من مصر إلى ليبيا، ثم السعودية، ثم قطر، فالإمارات العربية، شابا وكهلا وشيخا في خدمة الإسلام، ثقافة وحضارة، وشريعة وحياة.

المؤلفات
ألف عددا من الكتب باللغتين العربية والإنجليزية، وأدرك أهمية ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية وغيرها من اللغات، وساهم بجهوده في ترجمة الأحاديث النبوية الشريفة. وعلى رأس إنجازاته في هذا المجال ترجمة "الأربعون القدسية" و"الأربعون النووية" و"الكلم الطيب".

كما شرع في إعداد موسوعة إسلامية كبيرة بمسمى "معلمة القواعد الفقهية"، بتمويل مؤسسة الشيخ زايد الخيرية وإدارته، وبالتعاون مع مجمع الفقه الإسلامي في جدة.

وأصدر رسالة مطبوعة بعنوان "بعد أربعين سنة من الحوار الإسلامي المسيحي، ما الجدوى؟ وما المستقبل؟".

وشارك في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية والدعوية، ومنتديات الحوار بين الأديان، وأبرزها مؤتمر حوار الثقافات الثمانية التي نظمتها منظمة الإيسيسكو داخل الوطن العربي وأوروبا.

الوفاة
توفي عز الدين إبراهيم يوم 30 يناير/كانون الثاني 2010 في العاصمة البريطانية لندن.

المصدر : الجزيرة