هبة الله أخندزاده.. الزعيم الجديد لحركة طالبان

هبة الله أخندزاده الزعيم الثالث لحركة طالبان الأفغانية، انتخبته الحركة لهذا المنصب منتصف عام 2016 بعد مقتل الزعيم الثاني للحركة أختر منصور في غارة شنتها طائرة أميركية مسيرة،  وذلك بعد شهور من اختياره زعيما لطالبان خليفة لمؤسسها وزعيمها الأول الملا محمد عمر.

 

المولد والنشأة
ولد هبة الله أخندزاده في مديرية بولدك بولاية قندهار (جنوب أفغانستان)، وهي الولاية نفسها التي ولد فيها أختر منصور والملا محمد عمر، وثلاثتهم من عرقية البشتو التي تشكل الأغلبية النسبية بين عرقيات أفغانستان، ولها امتدادات قبلية في باكستان المجاورة.

لا يوجد تاريخ ميلاد محدد ودقيق لهبة الله أخندزاده، فحين أعلن اختياره زعيما لحركة طالبان يوم 25 مايو/أيار 2016 ذكرت مصادر الحركة أنه في 47 من العمر، بينما تحدثت مصادر أخرى عن أنه في منتصف الخمسينيات، وأنه من مواليد عام 1961.

عاش هبة الله أخندزاده طفولته في كنف أسرته في مديرية بنجوايي (جنوب غربي مدينة قندهار) حيث كان والده عبد الستار إماما لأحد المساجد هناك. 

الدراسة والتكوين
تلقى هبة الله أخندزاده تعليمه الأولي على يدي والده، ولجأ مع أسرته إلى باكستان بعد الاجتياح الروسي لأفغانستان، وأكمل تعليمه الديني هناك.

يحمل لقب "مولوي"، وهو أعلى من لقب "الملا" الذي كان يحمله مؤسس حركة طالبان محمد عمر. 

التجربة العلمية والقتالية
عاد هبة الله أخندزاده إلى أفغانستان مقاتلا في جبهات قندهار ضد الاجتياح الروسي للبلاد، ومع اندلاع الحرب الأهلية بين المجاهدين السابقين اعتزل القتال وانشغل بالتدريس الديني.

انضم هبة الله أخندزاده إلى حركة طالبان منذ بدايتها، حيث كان على معرفة شخصية بالملا محمد عمر الزعيم الروحي والمؤسس للحركة في منتصف التسعينيات من القرن العشرين.

عين هبة الله أخندزاده قبيل إطاحة الولايات المتحدة بنظام طالبان رئيسا للمحكمة العسكرية، خلال فترة حكم الحركة لأفغانستان، وذلك بين 1996 و2001، وعين عضوا في مجلس العلماء، وبناء عليه أصدر العديد من الفتاوى.

لجأ هبة الله أخندزاده إلى جنوب باكستان حين أطيح بنظام طالبان إثر الاجتياح الأميركي لأفغانستان أواخر عام 2001، وتولى إمامة مسجد محلي هناك، وأعيد تعيينه -بعد إعادة هيكلة الحركة- "قاضي القضاة" لمحاكم طالبان الشرعية.

ويعد مولوي هبة الله أخندزاده عالما فقيها في المذهب الحنفي، وتتلمذ على يديه مسؤولون كبار في طالبان، مثل الملا داد الله المسؤول العسكري للحركة، الذي قتلته القوات الأميركية في ولاية هلمند.

وبعد وفاة الملا محمد عمر، انتخبت حركة طالبان عام 2013 أختر منصور زعيما جديدا لها يحمل لقب "أمير المؤمنين"، كما اختارت هبة الله أخندزاده نائبا له.

بعد تأكد أنباء مقتل زعيم طالبان أختر محمد منصور في مايو/أيار 2016 اجتمع أعضاء "شورى أهل الحل والعقد" في حركة طالبان (هيئة القيادة العليا في الحركة) وتم انتخابه بالإجماع زعيما لحركة طالبان يحمل لقب "أمير المؤمنين"، كما عينت الملا يعقوب نجل الملا عمر زعيم حركة طالبان وسراج الدين حقاني نجل القائد جلال الدين حقاني نائبين له.

ويوصف مولوي هبة الله أخندزاده بأنه هادئ الطبع، وحازم في اتخاذ القرارات، ولا ينفعل في أحلك الظروف، وترددت التوقعات عند اختياره زعيما للحركة بأنه سيتمكن من الحفاظ على وحدة الصف الطالباني لقوته في الإقناع والتأثير، وساعده ذلك على نجاح سعيه للحفاظ على وحدة طالبان التي شهدت انشقاقات إثر إعلان وفاة مؤسسها الملا عمر.

غير أن متابعين لملف حركة طالبان يقولون إن هبة الله أخندزاده لا يعدّ خبيرا في الشؤون العسكرية بمقدار خبرته في شؤون الشريعة والدين، ومن ثم راجت التوقعات عند اختياره زعيما لطالبان بأنه "سيكون قائدا رمزيا، وأن الإدارة اليومية للحركة على الصعيدين العسكري والسياسي ستبقى في أيدي مساعديه، الملا يعقوب النجل الأكبر للملا عمر، وسراج الدين حقاني".

المصدر : الجزيرة + الصحافة الباكستانية + وكالات