القيق.. 95 يوما من الإضراب لأجل الحرية

محمد القيق صحفي فلسطيني خاض إضرابا عن الطعام في السجون الإسرائيلية استمر 95 يوما احتجاجا على اعتقاله الإداري، وانتهى الإضراب بتحقيق مطلب عدم تمديد اعتقاله، وأفرج عنه يوم 19 مايو/أيار 2016.

المولد والنشأة
ولد محمد أحمد التلاحمة وشهرته محمد القيق في 21 أبريل/نيسان 1982 في بلدة دورا، جنوب مدينة الخليل، بفلسطين، لأب عمل في مجال التدريس واعتقل مرات في السجون الإسرائيلية بتهمة الانتماء إلى حركة حماس.

وأثناء دراسته الجامعية عرف زميلته الصحفية فيحاء شلش وتزوجا عام 2009، وتناوبا الإقامة بين منزل العائلة في بلدة دورا ومنزلهما في بلدة بيرزيت.

الدراسة والتكوين
درس محمد القيق في المرحلة الأساسية بمدارس بلدته دورا، ثم التحق بالمدرسة الشرعية للذكور في الخليل وفيها أنهى مرحلة الثانوية العامة بالفرع العلمي بمعدل أهّله للالتحاق بكلية العلوم في جامعة بيرزيت عام 2001، لكنه آثر التحول لدراسة الإعلام حتى حصل على شهادة البكالوريوس في التلفزة عام 2007. وبعد انقطاع استمر عدة سنوات عاد إلى جامعته وحصل على الماجستير في الدراسات العربية المعاصرة في 2013.

وساهم نشاطه الجامعي في الكتلة الإسلامية في تشكيل شخصيته الإعلامية والقيادية، حيث خاض انتخابات مجلس الطلبة وترأسه في دورته للعام الدراسي 2006/2007.

التوجه الفكري
نشأ القيق في أسرة ملتزمة محسوبة على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وبرز في جامعة بيرزيت من خلال دوره في الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي للحركة، ومن ثم اعتقله الاحتلال وحوكم على نشاطاته الجامعية تحت مظلة الكتلة.

الوظائف والمسؤوليات
في عام 2010 بدأ القيق العمل مراسلا لقناة المجد الفضائية في الضفة الغربية وذلك بالتزامن مع بداية مشواره في كتابة مقالات الرأي.

تجربة الاعتقال
اعتقل القيق أربع مرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في الأعوام 2003 و2004 و2006 و2015، أتم فيها مجتمعة نحو ثلاثة أعوام.

ومع اندلاع الهبة الفلسطينية مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2015 نشط في نقل صورة الوضع بالأراضي المحتلة، وساهم في التعليق على مجريات الأحداث لعدد من القنوات الإعلامية، لكنه اعتقل من منزله في رام الله يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 وحوّل للاعتقال الإداري.

في اعتقاله الأخير نهاية 2015، نُقل القيق إلى معتقل تحقيق وتوقيف "الجلمة"، وشرع في الإضراب عن الطعام بتاريخ 25 نوفمبر/تشرين الثاني من السنة نفسها، احتجاجا على المعاملة المذلّة والتحقيق القاسي بحقه. ومنذ اليوم الأول لإضرابه رفض تناول المدعمات وإجراء الفحوص الطبية.

منع القيق من لقاء محاميه حتى 9 ديسمبر/كانون الأول 2015، وأُخضع لتحقيق قاس بتهمة التحريض على الاحتلال حتى تاريخ 15 من الشهر نفسه، حوّل بعدها للاعتقال الإداري لستة أشهر، واستمرّ في إضرابه رفضا لذلك.

في تاريخ 26 فبراير/شباط 2016 كُشف عن اتفاق ينهي القيق بموجبه الإضراب عن الطعام، ومن بنود الإفراج عنه بتاريخ 21 مايو/أيار 2016، السماح لعائلته بزيارته، واستمرار علاجه في المستشفيات داخل الأراضي المحتلة عام 1948، وهو ما اعتبر انتصارا لإضرابه الذي أصر عليه مع تمسك الاحتلال بموقف عدم الإفراج عنه.

تدهورت صحة القيق أكثر من مرة، وتعرض لتشنجات وخلل في ضربات القلب والغيبوبة مرات أثناء الإضراب، وكان القضاء الإسرائيلي منحازا إلى جانب رأي جهاز المخابرات في كل المحاكم التي عقدت له أثناء الإضراب.

أفرج عن محمد القيق عصر يوم الخميس 19 مايو/أيار 2016 قبل موعده الذي كان مقررا السبت 21 من الشهر نفسه، وهو يوم إجازة في إسرائيل، وكان في استقباله زملاؤه وعائلته وأهالي بلدته، وجابت شوارع بلدته مسيرة سيارات ثم أقيم له مهرجان استقبال شعبي في المركز الثقافي في البلدة أمّه مئات المواطنين وعدد من المسؤولين الفلسطينيين.

المصدر : الجزيرة