البيرق.. صهر أردوغان وأول من أنذره بالانقلاب

سكرين شوت من قناة (ntv) التركية - أردوغان - erdogan - الموسوعة
وزير الطاقة والمصادر الطبيعية التركي، نشأ في أسرة ثرية معروفة في مجال المال والأعمال، انضم إلى حزب العدالة والتنمية فترشح على لوائحه، وأصبح أحد الوزراء في حكومته. لعب دورا مهما في إفشال انقلاب 15 يوليو/تموز 2016.

المولد والنشأة
ولد براءات البيرق (يلفظ اسمه باللغة التركية بيرات) في الأول من يناير/كانون ثاني 1978 في مدينة إسطنبول لعائلة مسلمة تمتلك مجموعة شركات "شاليق" القابضة، والده يدعى صادق، وأمه هي أصلان البيرق وتعود أصولهما إلى مدينة طرابزون.

نشأ براءات في وقت شهد صعود التيار الإسلامي في تركيا ومركز نشاطه في إسطنبول، فكان شديد الحماس لفكرة التغيير التي نادت بها عدة أحزاب إسلامية تركية من بينها حزب السعادة ومن بعده حزب العدالة والتنمية.

تزوج براءات البيرق من إسراء ابنة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في يوليو/تموز 2004 ورزق منها بثلاثة أبناء هم محمد عاكف عام 2006 وأمينة ماهينور عام 2009 وصادق عام 2015.

الدراسة والتكوين
درس في مدارس إسطنبول الأساسية والمتوسطة ثم درس المرحلة الثانوية في كلية الفاتح الخاصة، والتحق بجامعة إسطنبول ليدرس فيها الإدارة العامة حيث تخرج حاملا لشهادة البكالوريوس في العام 1996، ثم حصل على شهادة الماجستير في العلوم المالية والمصرفية من كلية لوبين لإدارة الأعمال في جامعة نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية وكانت رسالته بعنوان "تمويل مصادر الطاقة المتجددة".

خلال دراسته في الولايات المتحدة كان مسؤولا عن النشر في مجلة "Turk of America". يعرف بشغفه بكرة القدم التي مارسها صغيرا، حيث كان لاعبا في فريق "نادي شابا" الرياضي في إسطنبول للفئة العمرية 12-16 عاما.

 

الوظائف والمسؤوليات
تولى براءات البيرق منصب وزير الطاقة والثروة المعدنية في الحكومة التركية الـ64 التي شكلها أحمد داود أوغلو في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، عقب انتخابات الإعادة التركية التي أجريت في الثالث من الشهر ذاته، وفاز بعضوية البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية في دائرة إسطنبول في انتخابات العاشر من يونيو/حزيران من العام نفسه.

شغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة "تشاليك" القابضة بين عامي 2007 و2013، وسبق ذلك أن عيّن في العام 2006 مساعدا للمدير العام للشؤون المالية في الشركة ذاتها بعد عودته من الولايات المتحدة الأميركية.

بدأ البيرق نشاطه في عالم الأعمال عام 1999 حين انضم للعمل في شركة تشاليك، ثم عين في منصب المدير المالي للشركة في الولايات المتحدة الأميركية عام 2002 أثناء دراسته هناك، كما تولى إدارة الشركة هناك عام 2004.

يحاضر في مجال التمويل والبنوك في جامعة مرمرة، وهو عضو نشط في العديد من مؤسسات المجتمع المدني.

التجربة الوظيفية
ساهم البيرق في تجاوز شركة تشاليك للأزمة الاقتصادية التي عصفت بالاقتصاد التركي عام 2001، وحققت الشركة أرباحا طائلة خلال فترة عمله في الوظائف العليا فيها.

وإلى جانب نشاطاته السياسية والمالية، نشط البيرق في المجالين الأكاديمي والإعلامي، فقد عمل كاتبا ومحللا اقتصاديا لجريدة "صباح" اليومية التركية الواسعة الانتشار في العام 2013، وكان يقوم بعدة مهمات في منظمات غير حكومية.

التجربة السياسية
انتخب براءات البيرق نائبا عن حزب العدالة والتنمية مرتين عام 2015 للدورتين البرلمانيتين 25 و26، وانتخب عضوا في اللجنة المركزية للحزب في المؤتمر الخامس العادي بتاريخ 12 سبتمبر/أيلول 2015. أصبح براءات البيرق وزيرا للطاقة والمصادر الطبيعية في الحكومة التركية الرابعة والستين يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2014.

لعب البيرق دورا مهما في إفشال انقلاب 15 يوليو/تموز 2016، ورغم أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم يذكره بالاسم، إلا أن كافة التوقعات كانت تشير إلى أن وزير الطاقة والثروة المعدنية براءات البيرق هو المقصود من حديث الرئيس لقناة الجزيرة عن أن "صهره" هو أول من اتصل به وأبلغه بمحاولة الانقلاب عليه من قبل ضباط في الجيش ليل الجمعة 15 يوليو/تموز 2016.

فعقب تصريحات أردوغان تلك، سادت شائعات بأن صهره الذي أنقذ حياته هو ضياء إلغن زوج شقيقته الصغرى سمية، لكن الشارع التركي رجح أن المقصود هو البيرق زوج ابنته إسراء والذي ظل ملازما لأردوغان خاصة في المراحل الأولى من محاولة الانقلاب. وظهر إلى جانبه في المؤتمر الصحفي الذي عقده أردوغان في مطار إسطنبول.

ظلت هوية "الصهر المنقذ" مثار تكهنات وسائل الإعلام حتى خرج البيرق عن صمته يوم الجمعة 23 يوليو/تموز 2016 ليروي تفاصيل ليلة الانقلاب، مؤكدا أنه هو من أخبر أردوغان بالانقلاب لكنه تلقى الخبر بدوره من إلغن.

وأشار في حديثه لإحدى محطات التلفزة التركية إلى أن أردوغان كان هادئا، ورفض بغضب اقتراح مسؤولين له بالتوجه لإحدى الجزر اليونانية أثناء وجوده في أحد فنادق مرمريس.

وعن تفاصيل الليلة، ذكر البيرق أنه في ليلة 15 يوليو/تموز كان في مدينة مرمريس مع أفراد العائلة، وأنه تلقى الاتصال الأول بشأن المحاولة الانقلابية من ضياء إلغن صهر الرئيس التركي، وهو مدرس متقاعد، وأضاف "قال لي إنه ربما هناك محاولة انقلابية في تركيا، عقب ذلك اصطحبت الرئيس التركي إلى غرفة أخرى بعيدا عن المجلس العائلي، وأخبرته بالأمر".

وأضاف البيرق "في ذلك الحين حاول الرئيس الوصول هاتفيا إلى رئيس جهاز الاستخبارات ورئيس الأركان ورئيس الوزراء بن علي يلدرم"، مبينا أنه استطاع الوصول إلى الأخير "وحينئذٍ تيقنّا أنها محاولة انقلابية".

وعن الحالة النفسية للرئيس في تلك الليلة، قال البيرق "في ليلة المحاولة الانقلابية توضأ أردوغان ثم صلى ركعتين لله تعالى، ليبدأ بعدها قيادة مواجهة" الانقلاب.

وقال البيرق إن الاتصال المتلفز الذي أجراه أردوغان مع محطة تلفزيونية ليلة محاولة الانقلاب كان من النقاط المفصلية في إفشاله، مشيرا إلى أن الرئيس "سيطر على الوضع في البلاد".

المصدر : الجزيرة