إريك لانغ.. حكاية "ريجيني الفرنسي"

This June 2007 photo shows Eric Lang, a French resident of Cairo who died while in police custody in the Egyptian capital, Friday, Sept. 13, 2013, on the balcony of an apartment in the Sayeda Zeinab neighborhood of Cairo, Egypt. France's foreign ministry said Tuesday it was seeking details about the death of a man who Egyptian authorities say was killed by cellmates while in police custody in Cairo after being detained during a military-imposed nighttime curfew. (AP Photo/Alain Blottière)

إريك لانغ مواطن فرنسي كان يعمل معلما للغة الفرنسية في القاهرة، لكنه "مات" في ظروف غامضة بأحد أقسام الشرطة هناك خريف عام 2013، بعد توقيفه قبل ذلك بأسبوع عند حاجزٍ أمني بدعوى عدم حيازته أوراق هويته.

المولد والنشأة
وُلد إريك لانغ بمنطقة سان-بريو في فرنسا يوم 25 فبراير/شباط 1964.

الدراسة والتكوين
تابع لانغ دراسته النظامية سنوات سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين في المؤسسات التعليمية الفرنسية العمومية، وكان ممن يتقنون اللغة العربية.

الوظائف والمسؤوليات
عمل لانغ مدرسا للغة الفرنسية في القاهرة، كما اشتغل في مجال الترجمة وإصدار كتيبات تشجع على السياحة في مصر.

اعتقال
بدأت حكاية إريك لانغ مساء يوم 6 سبتمبر/أيلول 2013 حين خرج من منزله بالقاهرة رفقة أحد الأصدقاء لزيارة صديق ثالث، لكنهما أوقفا عصرا عند حاجز أمني وسألهما عناصر الأمن عن وثائق الهوية.

اعتُقل الرجلان وقضيا ليلتهما في قسم شرطة قصر النيل، وعُرضا على قاضي التحقيق في اليوم التالي فأمر بإخلاء سبيلهما، لكن أخلي سبيل صديق لانغ وحده، وبقي هو رهن الاعتقال رغم الأمر القضائي بالإفراج عنه.

وفي اليوم التالي، تلقت والدة لانغ اتصالا هاتفيا من صديقه المفرج عنه شرح لها كيف تم الاعتقال، وأخبرها أن لانغ لا يزال قيد التوقيف. فاتصلت الأم بالخارجية الفرنسية التي طمأنتهم بأنها تتابع الموضوع عن كثب وأنَّ ابنها في زنزانة انفرادية ومؤمنة، وأن أحواله جيدة في انتظار الإفراج عنه بعد تزويده بجواز سفر جديد في القريب العاجل.

الوفاة
في 13 سبتمبر/أيلول 2013 و بينما كانت والدة إريك لانغ تنتظر نبأ الإفراج عن ابنها؛ قدم عناصر من الدرك الفرنسي إلى منزلها وأخبروا ابنتها بموت إريك دون أن يشرحوا لها ملابسات ما حدث.

اتصلت الأخت بالخارجية الفرنسية فنصحتها بالاهتمام أولا بإجراءات نقل الجثة على أن يتم التواصل مع السلطات المصرية لاحقا لتقديم التوضيحات اللازمة.

وفيما بعد نقلت الخارجية الفرنسية إلى أسرة الضحية أن لانغ تُوفي جراء تعرضه للضرب المبرح على يد ستة معتقلين يقبعون معه في الزنزانة، في شجار معهم على فتح نافذة تهويتها.

رفضت أسرة لانغ الرواية الرسمية المصرية حول ملابسات وفاة ابنها، متسائلة كيف يحدث كل هذا العراك المفضي إلى القتل دون أن يَشعر به أفراد قسم الشرطة، رغم صغر بنايته المؤلفة من غرفتين فقط.

بعد وصول جثمان لانغ إلى فرنسا أظهر التشريح الطبي أنه مات بسبب الضرب المبرح بينما كان مُصفد الرجلين، وخضع للتعذيب بشكل ممنهج وتركزت الإصابات في قفصه الصدري.

وتُناقض هذه الخلاصات الرواية المصرية ونتائج التشريح الذي أُجري في القاهرة، والذي خلُص إلى أن لانغ تُوفي نتيجة جلطة دماغية ربما تكون ناتجة عن ضربة خاطفة على الوجه.

أسرة لانغ ومعارفه انتقدوا ما أسموه "سكوت" السلطات الفرنسية عن "وفاة" لانغ وعبروا عن استغرابهم له، وسط تحسن ملحوظ شهدته العلاقات المصرية الفرنسية في ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتوقيع الجانبين عدة اتفاقيات تجارية بينها صفقة كبيرة لتزويد القاهرة بطائرات رافال الفرنسية.

وقد رفعت المنظمات الحقوقية المتابعة لملف إريك لانغ دعوى قضائية ضد مفوض الشرطة ووزير الداخلية المصري لعدم مساعدة شخص يواجه الخطر، وصعدت لهجتها ضد السلطات الفرنسية مع تفجر قضية الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، الذي وُجد مقتولا وعليه آثار التعذيب بأحد شوارع القاهرة مطلع عام 2016 بعد أيام من اختفائه، وثارت ضجة في إيطاليا وأوروبا عامة ضد النظام المصري بسببه.

وتزامنا مع زيارة الرئيس فرانسوا هولاند للقاهرة يوم 17 أبريل/نيسان 2016 خضعت سلطات باريس لضغط المنظمات الحقوقية، مما جعلها تتعهد بأنْ يُثير الرئيس الموضوع مع مضيفه عبد الفتاح السيسي.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية