أليندي.. يساري حكم تشيلي فانقلب عليه العسكر

Flowers frame a picture of late Chilean president Salvador Allende at the door of Chile's Presidential Palace, La Moneda in commemoration of the 41st anniversary of the coup against by Augusto Pinichet, in Santiago de Chile, Chile, 11 September 2014.

سلفادور أليندي طبيب وزعيم سياسي تشيلي يساري مناوئ للغرب. فاز في الانتخابات الرئاسية التي جرت في بلاده عام 1970، لكنه مات في ظروف غامضة خلال انقلاب عسكري نفذه الجيش في 11 سبتمبر/أيلول عام 1973.

المولد والنشأة
ولد سلفادور أليندي يوم 23 يونيو/حزيران عام 1908 لأسرة أرستقراطية من أصول إسبانية قدمت إلى تشيلي خلال الهجرات الإسبانية في القرن السابع عشر الميلادي. كان والده موظفا إداريا يتنقل عبر أرجاء البلاد تبعا للمهام المسندة إليه.

الدراسة والتكوين
حصل أليندي على شهادة الثانوية عام 1924، وقضى عاما في الخدمة العسكرية ثم التحق بجامعة تشيلي لدراسة الطب فتخرج فيها عام 1933، كما نال شهادة الدكتوراه في الطب.

التجربة السياسية
انخرط سلفادور أليندي في العمل السياسي مبكرا، وترأس عام 1929 اتحاد طلاب جامعة تشيلي وارتبط بتنظيمات سياسية طلابية عدة، وفي هذه المرحلة ترسخ إيمانه بأفكار اليسار، وقاده نشاطه النقابي إلى السجن في عهد الدكتاتور التشيلي كارلوس إبانيز ديل كامبو.

كان أليندي عضوا نشطا في تأسيس الحزب الاشتراكي التشيلي، وفي عام 1937 أصبح أمينا للجنة الإقليمية للحزب في مدينة فالباريزو ومنطقتها.

تقدم أليندي للانتخابات البرلمانية فدخل مجلس الشيوخ ممثلا لمدينة "فالديفا"، كما مثل مدنا مختلفة في البرلمان التشيلي خلال 1953-1961. أصبحت لديه شعبية واسعة، لكن ذلك أثار عليه خصومه في الحزب الاشتراكي، فأبعدوه إلى منطقة نائية تعد معقلا تقليديا لليمين، ومع ذلك تمكن من الفوز وعاد إلى البرلمان وانتخب رئيسا له عام 1966.

ترشح أليندي للانتخابات الرئاسية أربع مرات، كانت الأولى عام 1952 حيث حصل على 5% من الأصوات، وعكست تلك النتيجة الخلافات الحادة داخل معسكر اليسار.

أما الثانية فكانت عام 1958، والثالثة في عام 1964، وكان فيهما منافسا للمرشح اليميني إدواردو مونتلافا. وفي المرة الرابعة استطاع أليندي الفوز في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 1970، بفارقٍ ضئيل تقدم به على منافسه اليميني.

فور فوزه بالرئاسة، أطلق أليندي "مخطط الإنقاذ" الذي تضمن رفع أجور الموظفين بأكثر من 40 %، وتأميم القطاعات الإنتاجية الرئيسية مثل إنتاج النحاس والصناعات الغذائية. وعلى المستوى التربوي، شُرع في إصلاحٍ تعليمي استَكمل الإصلاحات التي نفذتها الحكومة اليمينية المنصرفة.

استاءت الولايات المتحدة من قرارات التأميم التي اتخذها أليندي خاصة في قطاع النحاس، فضغطت اقتصاديا على تشيلي وحرضت هيئات التعاون الإقليمي ضدها، وأوقفت دعمها الاقتصادي لها وخوَّفت المستثمرين من ضخ أموالهم في الاقتصاد المحلي. بل ذهب الجهد الأميركي إلى حد تمويل إضرابات اجتماعية لسائقي الشاحنات في مسعى لشل النشاط التجاري المحلي.

وبحلول عام 1972، توالت المظاهرات الاحتجاجية على الغلاء وندرة السلع وعمت البلاد. فاتخذ أليندي إجراءات تضمنت زيادة أجور موظفي القطاع العام ودعم المؤسسات الإنتاجية العمومية، وإعفاءها من جزء كبير من الضرائب. 

لكن هذه التدابير جاءت بأثر رجعي نتيجة استشراء التضخم، فدخل اقتصاد البلاد في مرحلة ركود حادة صاحبها ارتفاع في نسبة التضخم إلى 600% عام 1973.
 
وفي مارس/آذار 1973 فازت المعارضة بنسبة 55% من الأصوات في الانتخابات التشريعية، وهي أغلبية ليست كافية لعزل أليندي. وفي يونيو/حزيران من ذلك العام وقعت محاولة انقلابية فاشلة لجأ إثرها أليندي إلى تعيين عسكريين في حكومته.

ومع تعاظم إضراب شل قطاع النقل، أصدر البرلمان توصية تطالب الجيش بالتدخل لضمان إنفاذ القانون وتفادي انهيار الدولة، فردَّ أليندي بتعيين الجنرال أوغيستو بينوشيه قائدا للجيش في مسعى لكسب ولاء المؤسسة العسكرية، لكن بينوشيه اتفق مع قادة الجيش على الإطاحة بأليندي.

الوفاة
اقتحم الجيش القصر الرئاسي تحت قصف كثيف من سلاح الطيران يوم 11 سبتمبر/أيلول 1973، واستقر الأمر لنظام عسكري دكتاتوري بقيادة بينوشيه. ماتَ أليندي في ظروف غامضة، وساد اعتقاد بأنه تمت تصفيته بأمر من الاستخبارات الأميركية التي لم تكن بعيدة عما حدث، لكن تحقيقا أُجري عام 2011 رجح فرضية انتحار أليندي في مكتبه بعد تأكده من نجاح الانقلاب العسكري.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية