الوليد بن طلال.. قيصر المال والإعلام

Prince Alwaleed bin Talal is seen leaving the High Court in London in this July 2, 2013 file photograph. REUTERS/Neil Hall/Files

الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود أحد أبناء الأسرة المالكة في السعودية. يعتبر أغنى رجال الأعمال في المنطقة العربية، أمرت لجنة مكافحة الفساد -التي تم تشكيلها برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان– بإيقافه ضمن حملة شملت العديد من الأمراء والوزراء الحاليين والسابقين.

المولد والنشأة
وُلد الوليد بن طلال بن عبد العزيز يوم 7 مارس/آذار عام 1955في بالرياض، وهو الابن الثاني للأمير طلال بن عبد العزيز، وحفيد لاثنين من كبار الشخصيات العربية، فجده لأبيه الملك عبد العزيز بن سعود مؤسس المملكة العربية السعودية، وجدة لأمه الزعيم اللبناني رياض الصلح رئيس أول حكومة في لبنان بعد الاستقلال عن فرنسا.

الدراسة والتكوين
حصل الوليد بن طلال على البكالوريوس في العلوم الإدارية والاقتصادية من كلية منلو بولاية كاليفورنيا الأميركية عام 1979. وفي عام 1985 نال الماجستير في العلوم الاجتماعية مع مرتبة الشرف من جامعة سيراكيوز بولاية نيويورك.

الوظائف والمسؤوليات
يرأس الوليد بن طلال العديد من مجالس إدارات الشركات حول العالم، ويتقلد وظائف تجارية ومالية وخيرية، من أهمها رئاسة مجلس إدارة شركة المملكة القابضة التي تمتلك استثمارات هائلة في السعودية والشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة.

كما يرأس مجموعة روتانا الإعلامية التي تضم 21 قناة تلفزيونية. ويشغل منصب رئيس قناة العرب المستقلة، ورئيس مجموعة مؤسسات الوليد بن طلال الخيرية.

المسار الشخصي
بدأ الوليد بن طلال مشاريعه بقطاع الأعمال في ثمانينيات القرن العشرين، وأسس شركة المملكة للمقاولات في الرياض التي حققت نمواً سـريعاً لتركيزها على أعمال الإنشاء وتطوير البنية التحتية والمشاريع العقارية.

وفي عام 1996 تم تحويلها إلى شركة "المملكة القابضة"، وهي شركة مساهمة عامة تتداول أسهمها في السوق المالية السعودية. وتعتبر واحدة من أنجح الشركات الاستثمارية العالمية وأكثرها تنوعا في مجالات الاستثمارات.

تتركز محفظة الشركة الاستثمارية بشكل أساسي على قطاعات رئيسية محليا وعالمياً ذات نمو جوهري وهي الفنادق وشركات إدارة الفنادق، وقطاعات الخدمات المصرفية والمالية والعقارات، والبتروكيميائيات، والإنتاج الإعلامي ومحطات التلفزيون الفضائية، وقطاعات التقنية والإعلام وقطاع التجزئة والزراعة والصناعة والطيران.

وتمتلك الشركة علامات تجارية عالمية مثل فندق جورج الخامس في باريس وفندق فيرمونت في سان فرانسيسكو. وتملك حصصا في شركات فنادق عالمية مثل فنادق ومنتجعات فور سيزون، وفيرمونت رافلز للفنادق الدولية وفنادق ومنتجعات موفنبيك. إضافة إلى أسهم في العديد من العلامات التجارية المميزة، كمجموعة سيتي غروب ونيوز كوربوريشن وتايم وورنر وتويتر وشركة آبل.

وإلى جانب قطاع الفنادق والعقارات، يستثمر الوليد في قطاع الإعلام ويرأس شخصيا مجموعة روتانا الإعلامية التي يملك حوالي 80% من أسهمها.

وتضم هذه المجموعة 21 قناة تلفزيونية ومحطات إذاعية ومطبوعات، وتقدم خدمات إعلامية وتنتج الأفلام، بالإضافة إلى امتلاكها لأكبر مكتبة أفلام عربية في العالم. وقد وسع الوليد نشاطه الإعلامي فضم أيضا عام 2015 قناة العرب الإخبارية.

وفي 2014 صنفت مجلة فوربس الوليد بن طلال في المرتبة الثلاثين على قائمة أثرياء العالم، والأول عربيا بثروة تجاوزت 20.4 مليار دولار.

وفي عام 2005 قام الكاتب والصحفي البريطاني ريز خان بتأليف كتاب عن الوليد يتكون من 18 فصلاً، ويسرد قصة نجاحه في مجال المال والأعمال. وقد قامت بنشره شركة هاربركولينز وبيعت منه قرابة مليون نسخة، وترجم إلى العربية.

ويتحدث خان -الذي أصبح بعد ذلك مراسلا لقناة الجزيرة الانجليزية– عن حياة الوليد بناء على حوارات ولقاءات أجراها معه ومع أناس حوله.

وإلى جانب نشاطه التجاري، أطلق الوليد بن طلال مبادرات ومؤسسات خيرية تحت شعار "التزامنا بلا حدود". وتتدخل هذه المؤسسات في الدول العربية ومناطق مختلفة من العالم. وتنوه "مؤسسات الوليد بن طلال الخيرية" إلى أنها مستقلة تماما عن شركة المملكة القابضة.

الإيقاف
سياسيا، انتقد الوليد بن طلال "الربيع العربي" الذي سماه -في حوار تلفزيوني عام 2013- بأنه "الدمار العربي". وقال إن "من يعتقد أن هذه الشعلة لن تصل لبلاده فهو مخطئ"، مضيفا أنه "لا أحد كان يتوقع قيام ثورة في مصر أو ليبيا أو تونس".

وهو يرى أن الرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي "حرب خاسرة"، وأضاف "لا أنصح أي جهة بالذهاب في هذا المسار الخاسر، لأنه في عصر الإنترنت لا محالة من انتصار حرية الرأي والفكر".

واستثمر الوليد بن طلال في موقع تويتر ثلاثمئة مليون دولار، أي نحو 3% من أسهمها عندما كانت لا تزال شركة خاصة عام 2011، لكنه يملك اليوم نحو 5% من أسهم الشركة من خلال استثمارات شخصية وكذلك شركته "المملكة القابضة"، وفقا لصحيفة بريطانية.

وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، أمرت لجنة مكافحة الفساد في السعودية  بتوقيف بن طلال ضمن حملة شملت العديد من الأمراء الوزراء الحاليين والسابقين.

وأوضح مصدر سعودي رسمي لوكالة رويترز أن الملياردير بن طلال -ابن أخي الملك وصاحب شركة المملكة القابضة- يواجه عددا من التهم تشمل غسيل الأموال وتقديم رشى وابتزاز بعض المسؤولين.

الأوسمة والجوائز
نظرا لانتشار مؤسساته التجارية والعقارية ونشاطه الخيري في أنحاء العالم، نال الوليد بن طلال العديد من شهادات التقدير والأوسمة، وحصل على تكريم العديد من زعماء العالم.

فقد حصل الوليد بن طلال على 72 وساما تقديريا من بينها وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى لرجال الأعمال المتميزين، كما قلده سلطان بروناي وسام الطبقة الأولى المميز الرفيع للعائلة المالكة.

ومنحته الدولة اللبنانية وسام الأرْز برتبة ضابط أكبر، كما منحته تونس وسام الجمهورية، وتقلّد وسام النجم الأكبر من جيبوتي، والوسام الوطني من درجة الاستحقاق من النيجر.

وحصل الوليد بن طلال على 21 شهادة دكتوراه فخرية من جامعات غربية وعربية وآسيوية، ومن بينها دكتوراه في القانون من جامعة أكستر في بريطانيا، وأخرى في العلوم الإنسانية من جامعة الأقصى في غزة، ودكتوراه فخرية في الآداب من جامعة القاهرة.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية