مايكل مور.. مخرج أميركي يتصدى لترامب

FILE- In this Feb. 26, 2012, file photo, filmmaker Michael Moore arrives before the 84th Academy Awards in the Hollywood section of Los Angeles. Moore has filed for divorce after 21 years of marriage to Kathleen Glynn, his collaborator on the Oscar-winning "Bowling for Columbine" and other projects. A final hearing is scheduled for Sept. 10, 2013. (AP Photo/Joel Ryan, File)

مخرج وصحفي ومؤلف وناشط سياسي أميركي؛ اشتهر بأفلامه الوثائقية المثيرة للجدل، وآرائه السياسية المناهضة للسياسة الأميركية محليا ودوليا، إضافة إلى مشاركته في عدة احتجاجات. قاد حملة عالمية للتضامن مع المسلمين ضد تصريحات المرشح الأميركي للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب.

المولد والنشأة
ولد مايكل فرانسيس مور يوم 23 أبريل/نيسان 1954 في مدينة فلينت بولاية ميتشغان الأميركية، ونشأ في ضاحية ديفدسون القريبة من مصانع جنرال موتورز، حيث كان والداه يعمل في مصنع للسيارات.

الدراسة والتكوين
درس مور المرحلة الابتدائية في مدارس كاثوليكية، ثم التحق في المرحلة الثانوية بمدرسة "ديفدسون هاي سكول".

درس الصحافة في جامعة ميتشغان فلينت، وبدأ مسيرته الصحفية في جريدة الجامعة "ذا ميتشغان تايمز" لكنه انقطع عن مواصلة الدراسة، وعُرف تلك الفترة بولعه برياضة الرماية بالمسدس التي شارك في مسابقاتها ففاز بالعديد منها.

التوجه الفكري
يوصف مور في وسائل الإعلام الأميركية بأنه يساري التوجه. وقد عُرف بجرأته وانتقاداته الحادة للقضايا الاجتماعية أو السياسية المحلية والدولية بأميركا، خصوصا معارضته للحرب الأميركية على العراق، وانتقاداته للعولمة وهيمنة الشركات الكبرى.

التجربة المهنية
بدأ مساره في المجال الصحفي حيث أسس عام 1976 مجلة "صوت ميتشغان" لتغطية أخبار الولاية، ثم اشتغل محررا في صحيفة "مادر جونز" وتحول لاحقا إلى إخراج أفلام وثائقية، بدأها بفيلمه "روجر وأنا" (Roger and me) عام 1989 الذي تناول أوضاع مدينته فلينت بعد نقل شركة جنرال موتورز عدة وظائف من مصانعها إلى المكسيك، وقد لقي الفيلم نجاحا كبيرا.

بعد ذلك، تخصص مايكل مور في إخراج أفلام وسلاسل تلفزية أخرى ركزت على انتقاد فساد السياسيين وجشع المؤسسات الصناعية الكبرى، من أشهرها "لحم الخنزير الكندي" Canadian Bacon عام 1995، وهو فيلم خيالي غير وثائقي تدور أحداثه حول رئيس أميركي متخيل يفتعل حربا وهمية مع كندا لتعزيز شعبيته المتدهورة.

قدم مور في فيلمه "الكبير" (One big) عام 1997 رؤيته الناقدة والساخرة من سيطرة الشركات العملاقة والتسريح الجماعي للموظفين رغم أرباحها الكبيرة، إضافة إلى فيلم "بولينغ فور كولمبيان" (Bowling for Columbine) عام 2002 الذي وثق لمجزرة مدرسة كولمباين الثانوية التي وقعت عام 1999.

ويعتبر فيلم "فهرنهايت 11/9" Fahrenheit عام 2004 من أشهر أفلامه، ثم فيلم "سيكو"Sicko عام 2007، الذي انتقد فيه نظام الرعاية الصحة في أميركا. كما أنتج فيلم "الرأسمالية ..قصة حب" (Capitalism.. love story) عام 2009، فتناول فيه الأزمة المالية العالمية وانعكاساتها الإنسانية على الأسر.

هذا إضافة إلى فيلم "أين سيكون الغزو في المرة القادمة؟" (Where to invade next) الذي قارن فيه بين أساليب تعامل أوروبا وأميركا مع قضايا الرعاية الصحية والتعليم وتقنين استعمال الأسلحة. كما أنتج سلسلتين تلفزيتين ساخرتين بعنوان "الحقيقة المرعبة" (The Awful Truth)، و" تلفزة الأمة" (TV Nation).

يحرص مور على الظهور بمظهر متواضع يعبر عن أفكاره "من خلال تشبثه بارتداء سراويل جينز وأحذية الرياضة في أغلب المناسبات".

ويقول إنه أخرج فيلم "فهرنهايت 11/9" -الذي انتقد فيه تعامل الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن مع هجمات 11 سبتمبر عام 2001- لأنه "يريد للعالم أن يتغير"، وأضاف أنه "عندما يشاهد الأميركيون الفيلم، فإنهم سيشاهدون أشياء لم يروها من قبل".

انتقد سياسة بوش الابن ودعم انتخاب الرئيس باراك أوباما عام 2008، كما ساند حركة "احتلوا وول ستريت" الاحتجاجية بنيويورك خلال سبتمبر/أيلول عام 2011.

واشتهر أيضا بدعمه لبناء مسجد ومركز إسلامي في منطقة "غراوند زيرو" في مانهاتن قرب مركز التجارة العالمية بنيويورك عقب هجمات 11 سبتمبر.

وفي أواخر 2015، نشر مور صورة له أمام فندق يملكه المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية 2016 دونالد ترامب حاملا لافتة كُتب عليها "كلنا مسلمون".

ووجه صاحب "فهرنهايت 9/11" في تدوينة له انتقادا لترامب قائلا له "أنا تربيت على أننا جميعا إخوة بغض النظر عن العرق أو العقيدة أو اللون، وهذا يعني أنك إذا كنت ترغب في حظر دخول المسلمين، فيجب عليك أولا أن تحظر دخولي أنا والجميع، لأننا كلنا مسلمون".

وأضاف مخرج "الرأسمالية.. قصة حب" في معرض تفسيره لجملة "كلنا مسلمون"، "تماما مثلما أننا كلنا مكسيكيون، كاثوليك، يهود، بيض وسود، وكل درجة لون بينهما، كلنا أبناء الله". وذكر إحصائية تشير إلى أن 81% من الناخبين الذين سيختارون الرئيس القادم إما إناث أو ذوو أعراق ملونة، أو شباب من عمر 18 إلى 35 عاما.

الجوائز والأوسمة
توج مايكل مور بجائزة الأوسكار عام 2003 لأفضل فيلم وثائقي عن فيلم "بولينغ فور كولومبين"، وجائزة "سيزار" عن نفس الفيلم عام 2003، وجائزة "السعفة الذهبية" في مهرجان كان الفرنسي عام 2004 عن فيلم "فهرنهايت 11/9".

ونال أيضا جائزة "إيمي" عن سلسلته التلفزية "الحقيقة المرعبة"، وجائزة "جوثام" للأفلام المستقلة لأحسن فيلم وثائقي عام 2007 عن فيلم "سيكو"، وجائزة الجمعية الوطنية للنقاد السينمائيين لأفضل فيلم غير خيالي عام 1990 عن فيلم "روجر وأنا". واختارته مجلة "تايم" الأميركية عام 2005 ضمن قائمة مائة شخصية هي الأكثر تأثيرا في العالم.

المؤلفات 
ألف كتاب بعنوان "يا رجل .. أين بلدي؟" (Dude where’s my country )، وكذا كتاب "أغلق هذا" (Down size this)، وأيضا "رجال بيض أغبياء، واعتذارات لدولة الأمة" (Stupid White men and other sorry excuses for the State of the Nation)، إضافة لمؤلفه "مغامرات في تلفزة الأمة" الذي كتبه بالتعاون مع زوجته السابقة كاتلين جيلين. وقد ترجمت كتبه إلى حوالي ثلاثين لغة أجنبية.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية