ويل سميث.. من إيقاعات الراب إلى الكوميديا والدراما

Actor Will Smith poses at the second annual Diamond Ball fundraising event in Santa Monica, California December 10, 2015. REUTERS/Mario Anzuoni

ويل سميث ممثل ومنتج ومغني راب أميركي، حقق نجاحا كبيرا في مجالات التمثيل والغناء، حيث اشتهر بقدرته على تجسيد أدوار في مختلف الشخصيات من دراما وكوميديا وحركية، جعلته من أكثر ممثلي هوليود جاذبية للجمهور والإيرادات.

المولد والنشأة
ولد ويلارد كريستوفر سميث المشهور باسم "ويل سميث" يوم 25 سبتمبر/أيلول 1968 بمدينة فيلاديلفيا في ولاية بنسلفانيا الأميركية، وهو ثاني أخوته الأربعة، من أب كان يملك شركة للتبريد وأم اشتغلت مديرة مدرسة.

ترعرع في منطقة "واين فايلد"، وهي ضاحية بجنوب المدينة التي اشتهرت بتعايش ساكنتها من مختلف الديانات، تزوج مرتين وله ثلاثة أبناء.

الدراسة والتكوين
تابع ويل سميث دراسته الابتدائية في مدرسة "لوردز كاثوليك سكوول" والثانوية في "أوفر بروك هاي سكوول"، حيث استفاد من التنوع العرقي والثقافي الذي ميّز منطقة طفولته، وعرف داخل مدرسته بأنه كان طالبا جيدا يتمتع بشخصية جذابة، وبداهة سريعة والابتعاد عن المشاكل، الأمر الذي جعله يحمل لقب "الأمير" داخل المدرسة، وظل ملتصقا به بعد أن انطلق في أداء أغاني الراب في سن 16 عاما مع صديقه جيف تاونز.

توجه فكري
عرف ويل سميث بميوله الليبرالية، وقدم تبرعات لحملة انتخابات الرئيس الأميركي باراك أوباما، وتقدر ثروته بنحو 250 مليون دولار.

وأعرب سميث عن نيته الدخول إلى المعترك السياسي، منتقدا تصريحات المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب بالقول "إذا استمر الناس في ترديد هذه الأشياء المجنونة في الأخبار، والتي تتعلق ببناء الجدران والمسلمين، فهم سيدفعونني للدخول إلى الساحة السياسية".

وقرر عام 2016، رفقة زوجته الممثلة أيضا جيدا بنيكيت، مقاطعة حفل توزيع جوائز الأوسكار بسبب ما اعتبرها قلة التنوع بين المرشحين، قائلا إن هناك "تقدما نحو التخلف يركز على التفريق وعدم التناغم المبني على العرق أو الدين، وهذه ليست هوليود التي أرغب بأن أخلفها ورائي، هذه ليست صناعة الأفلام كما عهدناها، وهي ليست أميركا التي أود أن أعهدها عندما أرحل من الحياة".

اشتهر ويل سميث باهتمامه بالديانات المختلفة ودرسَها، خصوصا وأنه ترعرع في منطقة عرفت تعايش العديد من أبناء ديانات ومعتقدات مختلفة في منطقة جنوب فيلاديلفيا، لكنه يكتفي بالقول "إنه مسيحي وتلميذ لجميع الأديان".

تكفل بتنفيذ العديد من النشاطات الخيرية من بينها التبرع بمبلغ 1.3 مليون دولار للجمعيات الخيرية بمختلف الأديان.

المسار الفني
انطلق ويل سميث في مسيرته الفنية بأغاني الراب عام 1986 وأنتج رفقة تاونز عدة ألبومات لاقت نجاحا كبيرا من بينها "كابوس في شارعي" عام 1988 الذي توج بجائزة "غرامي" (Grammy).

ثم أتيحت له فرصة المشاركة للتمثيل ابتداء من عام 1990 ولمدة ستة مواسم في سلسلة "سيتكوم" التلفزية "fresh Prince of Bel Air"، ثم انطلق موازاة مع ذلك في تمثيل بعض الأفلام في هوليود من بينها الفيلم الكوميدي "صنع في أميركا" عام 1993، وحصل على أول دور رئيسي في فيلم "ست درجات من الانفصال" عام 1993، ليبدأ بعدها في فرض نفسه بوصفه أحد نجوم التمثيل الأميركيين ابتداء من فيلم "الأولاد الأشقياء" عام 1995، و"يوم الاستقلال" عام 1996.

ودخل سميث ابتداء من عام 2008، إضافة إلى التمثيل، مجال الإنتاج من خلال فيلم "هانكوك" و"سبع باوندات" عام 2008، ناهيك عن إنتاجه في العام نفسه فيلمي "lakeview terrace" و"الحياة السرية للنحل".

مثل ويل سميث العديد من الأفلام الهامة الأخرى من بينها "هيتش" (Hitch) عام 2005، وثلاثية أفلام "رجل بالأسود" أعوام 1997 و2002 و2012، و"أنا روبوت" عام 2004، و فيلم "علي"  حول حياة أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي عام 2001 ، وفيلم "أنا أسطورة" بمشاركة ابنته ويلو عام 2007، وفيلم "البحث عن السعادة" بمشاركة ابنه جايدن عام 2006، إضافة إلى فيلم " تركيز" عام 2015.

وحققت 17 من بين 21 فيلما أدى بطولتها عام 2014 إيرادات ضخمة تمثلت في أزيد من مئة مليون دولار للفيلم الواحد.

الجوائز والأوسمة
حصل سميث على 45 جائزة خلال مسيرته الفنية ورشح مرتين لجائزة أوسكار عن فيلمي "علي" و"البحث عن السعادة".

توج سميث بجائزة الموسيقى الأميركية أعوام 1999 و2000 و2005، وبأربع جوائز "غرامي" أعوام 1988 و1992 و1998 و1999، وبجائزة "أفلام هوليود" عام 2015، إضافة إلى جوائز أخرى.

وصفته مجلة "نيوزويك "عام 2007 بأنه أحد أكثر الممثلين تأثيرا في هوليود، واختير من قبل مجلة "ماغزين بيبل" أحد أحسن خمسين شخصية في العالم، وصنف عام 2007 أحد أذكى خمسين شخصية في هوليود.

اشتهر ويل سميث بكونه أصبح مليونيرا قبل بلوغه سن العشرين، وتلقبه الصحافة الأميركية بـ "السيد يوليو" بسبب أن افتتاح أفلامه والإقبال عليها يكونا دائما في شهر "يوليو".

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية