محمود حسين.. محرر ومراسل ومذيع وباحث

 
المولد والنشأة
ولد محمود يوم 12 ديسمبر/كانون الأول 1966 في زاوية أبو مسلم بمحافظة الجيزة لأب متوسط الحال يعمل بالزراعة، وهو الأول بين أربعة ذكور إضافة إلى خمس أخوات.
 
يفتخر بين أصدقائه بأنه اشتغل عاملا زراعيا عندما كان تلميذا في المدرسة، ويتذكر أن أحد أصحاب العمل أعطاه أجرا مضاعفا عندما علم أنه كان الأول على مدرسته.
 
الدراسة والتكوين
رشحه تفوقه للالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة حيث تخرج عام 1988، ثم حصل على تمهيدي الماجستير في العام التالي.
 
منذ مطلع شبابه تميز محمود بنهمه للعلم، ثم لم تمنعه تكاليف الحياة من مواصلة الدراسة بالتوازي مع بدء مشواره في العمل، فدرس القانون وحصل على ليسانس الحقوق بجامعة القاهرة عام 1994، كما درس التاريخ في كلية الآداب، وحصل على دبلوم العلوم السياسية من معهد الدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية عام 1998.
 
الوظائف والمسؤوليات
فور تخرجه بدأ محمود حسين مسيرته الوظيفية محررا ومعدا للبرامج السياسية بإذاعة صوت العرب المصرية، وظل بها لنحو عشر سنوات، عمل أثناءها بعض الوقت في العديد من الجهات، منها عمله باحثا في مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بمؤسسة الأهرام، ثم في مركز دراسات الوحدة العربية بمكتب القاهرة، ثم في مركز الدراسات الحضارية، كما عمل محررا صحفيا بمكتب صحيفة الشرق القطرية بالقاهرة.
 
تحوّل محمود حسين للعمل التلفزيوني ابتداء من 1997 عندما انتقل إلى قناة النيل للأخبار (المصرية) حيث عمل صحفيا ومراسلا، ثم ترقى إلى درجة كبير المراسلين قبل أن يصبح مديرا لقسم المراسلين بالقناة.

ثم انطلق محمود في العمل التلفزيوني إلى آفاق أوسع، فأصبح مراسلا لقناة العالم الإخبارية الإيرانية بالقاهرة عام 2004، ثم مراسلا لتلفزيون البحرين في العام التالي، ثم مراسلا لتلفزيون السودان عام 2006، قبل أن يدير مكتب قناة الرافدين العراقية، ثم مكتب التلفزيون السوداني بالقاهرة.

 
خبرة وتجربة
خلال هذه السنوات أفاد من دراساته وخبراته ودورات التدريب التي حصل عليها، ليتحول إلى التدريس في معهد الإذاعة والتلفزيون المصري مقدما دورات حول إعداد التقرير الإخباري وتحرير النشرات والكتابة للتلفزيون.
 
وفي أواخر 2010، حطت رحال محمود حسين رسميا في قناة الجزيرة حيث عمل منتجا ثم مراسلا في مكتبها بالقاهرة، علما بأنه كان قد عمل خلال السنوات السابقة مراسلا متعاونا مع موقع الجزيرة نت.
 
وشارك محمود في تغطية الأحداث التي شهدتها مصر ابتداء من 25 ثورة يناير/كانون الثاني 2011 وما بعدها، واستمر في عمله حتى أغلقت السلطات المصرية مكتب الجزيرة بالقاهرة منتصف 2013، فانتقل إلى العمل بمقر القناة في الدوحة منتجا بقسم المراسلين.

 
اعتقال
في 20 ديسمبر/كانون الأول 2016 عاد محمود حسين للقاهرة في إجازة سنوية فأوقفته سلطات الأمن المصرية في المطار لمدة 14 ساعة، ثم عاودت اعتقاله، ثم قامت بتفتيش منزله واعتقال شقيقيه حيث تم إخفاؤهم قسريا ليومين، قبل أن تعلن نيابة أمن الدولة عن حبسه لمدة 15 يوما على ذمة التحقيق في مزاعم بـ"نشر أخبار وبيانات وشائعات كاذبة حول الأوضاع الداخلية لمصر.. واصطناع مشاهد وتقارير إعلامية وأخبار كاذبة".
 
ومنذ اعتقاله تبارت منظمات وشخصيات إعلامية وحقوقية في إصدار بيانات تستنكر توقيف الزميل محمود حسين، وما تردد بشأنه من اتهامات وصلت إلى حد وصفه في قنوات تلفزيونية مصرية بالإرهابي.
 
وبدا واضحا من تغطية هذه القنوات أن السلطات المصرية ترغب في القيام بما تعتبره ردا على إذاعة الجزيرة لفيلم العساكر الذي تناول التجنيد الإجباري في مصر، حيث ادعت قناة صدى البلد أن محمود هو منتج الفيلم رغم أن المنتج الحقيقي للفيلم معروف، كما أن الزميل محمود كان للمفارقة من أول الصحفيين الذين عبروا عن عدم رضاهم عن الفيلم.
 
في مارس/آذار 2017، حذرت أسرة الزميل محمود حسين من تدهور حالته الصحية نتيجة الظروف القاسية والمضايقات التي يتعرض لها في سجن طرة بالقاهرة منذ اعتقاله.
 
وفي التاريخ نفسه، جددت السلطات المصرية حبس محمود حسين بعد أن كانت قد مددت حبسه مرات عديدة.

وقد حصلت الجزيرة على أول صور للزميل محمود حسين وقد فقد الكثير من وزنه، وبدا عليه الإرهاق في ظل ظروف احتجاز قاسية ومهينة داخل زنزانة انفرادية دون سماح بزيارته.

ورفضت إدارة سجن طرة بالقاهرة في أواخر أغسطس/آب 2017 نقل محمود حسين إلى المستشفى لتلقي العلاج بعد تردي حالته الصحية إثر تعرضه لكسر في ذراعه اليسرى.

المصدر : الجزيرة